كلمات في الطريق (510)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- يا بني،
تعوَّدْ على عاداتِ أهلِ العلمِ منذ صغرك،
حتى تتعلقَ بالعلمِ وتترسَّخَ فيكَ صفاتُ العلماء،
واستعنْ بالقلمِ في شؤونك،
لتقيِّدَ فوائدَ تسمعُها وخواطرَ تذكرها،
ولا يخلونَّ جيبُكَ من قصاصاتِ أوراقٍ لتكتبَ فيها عند تنقلِكَ من مكانٍ إلى آخر،
والله يوفقك.
- اعلمْ يا بني،
أن الدنيا فيها المسلمُ والكافر،
ولكلٍّ حقُّهُ في الحياة،
وعليكَ أن تعرفَ هذه الحقوقَ وكيفيةَ التصرفِ مع الطرفِ الآخر،
حربيين أو مواطنين معكَ أو في موطنهم وأنت مغترب،
حتى تكونَ على بيِّنةٍ من أمرِكَ ولا تختلَّ موازينُكَ الإسلامية،
فإن كلَّ شيءٍ في الإسلامِ مبيَّنٌ ومنظَّم،
ولتكنْ ذا عزَّةٍ ودينٍ قويم.
- اعلمْ يا بني،
أنكَ مسؤولٌ عن جميعِ كلامِكَ وأفعالك،
ما دمتَ بلغتَ سنَّ الرشد،
وكنتَ عاقلًا،
ولم تكنْ مكرَهًا.
فكنْ متنبِّهًا لنفسك، وحذرًا،
لئلّا تتراكمَ سيئاتك،
ولا تدري بعدُ كيف تكونُ حالُكَ إذا وقفتَ بين يدي ربِّك.
- اعلمْ يا بني،
أن الأيامَ تمضي بسرعة،
ولن تستطيعَ أن توقفَها لتنجزَ أعمالًا فاتتكَ في حينها،
فبادرْ إلى ما هو واجبٌ عليك،
قبلَ أن يحلَّ بكَ عجزٌ أو موت، وإنه لحقّ،
ولا تكنْ مسوِّفًا، أو كسولًا، أو لا مباليًا.
- يا بني،
نصحتُكَ حتى كادَ حبرُ قلمي أن يَنفد،
وحتى كادتْ حرارةُ قلبي أن تبرد،
وأردتُ من ذلك أن تنشأَ على الإيمانِ والصلاح،
والأدبِ والخُلق،
ولا تغترَّ بالدنيا وزينتها ولذَّتها،
وأردتُ أن تهتمَّ بأهلِكَ وأصدقائكَ وجيرانك،
ومجتمعِكَ وأمتك،
فإنهم إخوةٌ لك،
وبكم وبعلمِكم وعزمِكم وقوَّتكم تقوَى الأمةُ وترتقي.