كلمات في الطريق (509)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- السيرُ في طريقِ الآخرةِ يسدِّدُ علاقتكَ بالدنيا ويوجهها نحوَ الخير،
ويرشدُكَ إلى أفضلِ العلاقاتِ مع الناس،
ويحسِّنُ نظرتَكَ إلى العملِ وظروفه،
ويصححُ آراءً لكَ ولغيرك،
ففيه الخشيةُ من الله،
والخوفُ من الحساب،
وتحرِّي الحقّ،
والاستضاءةُ بكتابِ الله حيثُ أمر،
والبعدُ عن الظلمِ والفسادِ والأذى.
- يا بني،
لا تمازحْ شيخًا كبيرًا،
فإنَّ من جرَّبَ الدنيا لا يراها سهلة،
فلا تراهُ سهلَ التجاوبِ معكَ إذا مازحته،
ولن تراهُ خاليًا من الهمِّ والألمِ بعد هذه السنواتِ الطوالِ التي عاركَ فيها الحياة.
وقد تكونُ همومهُ لم تنتهِ بعد،
وهو يشكو من أقربِ الناسِ إليه بعد أن كدحَ من أجلهِ وعجزَ عن العمل.
وقد يكونُ حديثَ عهدٍ بمصيبة،
أو يشكو من مرضٍ يلازمه..
ولكنْ قدِّرْ شيبتَهُ واحترمه،
وساعدهُ إذا كان محتاجًا،
وتكلَّمْ معه بما يناسبُ حالَهُ وسنَّه،
ولا تُطل.
- يا أسدًا في قفصه،
هل تظنُّ أنك ما تزالُ قادرًا على فعلِ شيء،
وهناك أملٌ ما يراودك؟
أمَا إنَّ وقفتكَ ونظراتِكَ توحي بالعزمِ والقوةِ وعدمِ اليأس،
لكنني عندما أرى المسافةَ القصيرةَ التي أُعطيَتْ لكَ لتخطوَ فيها،
والقفصَ القويَّ المحكمَ الذي أُحيطَ بك،
أرثي حالكَ فيه، وأحزنُ عليك.
لكنْ كنْ عند أملك،
واصبر، وإن طالَ بك الصبر،
فلعلَّ الفرجَ يأتي من غفلةِ حارس، أو كسرِ قيد،
أو حالٍ لا تكونُ على بال.
فالله قادر، ومنه الفرج، ولكنْ حتى يأذن.
- الزوجةُ التي لم تعدْ تحبُّ زوجها إذا أفقرَ بعد غنى،
وصارتْ تعيِّرهُ وتوبِّخه،
وترفضُ العيشَ في حالته،
ليست امرأةً أصيلة،
فهي لا تريدُ أن تأكلَ معه سوى الحلوَ،
وإذا لم يكنْ سوى المرِّ ضربتهُ في وجهه!
إنها زوجةُ دنيا ومصلحةٍ وأنانية،
لا زوجةُ صحبةٍ وأُلفةٍ ووفاءٍ وأمنٍ وسكن.
- اللهم عفوكَ فإني مذنب،
وغناكَ فإني فقير،
وأمنكَ فإني خائف،
وستركَ فإني ذو عيوب،
وعونكَ فإني ضعيف،
وتأييدَكَ فإني مغلوب،
ونصركَ فإني مظلوم،
وغفرانكَ فإني تائب،
ورحمتكَ فإني إلى موت.