كلمات في الطريق (508)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- كلما تحدَّثوا عن الأندلسِ وضياعها،
قرنوا ذلك بجمالِ طبيعتها وبهاءِ مناظرها وعظمةِ عمرانها،
وأبدَوا تأسفَهم وحسرتَهم عليها،
وهو شعورٌ طيبٌ لو قورنَ بحكمِ الإسلامِ وصولةِ المجاهدينِ وفتوحاتِ الإسلام،
فهذا الذي يعطي معنى للأندلسِ وغيرها في نظرِ الإسلام،
لا الرغبةُ في الرحلةِ إليها والتنزهِ فيها والإعجابِ بمناظرها،
فإذا فُقدتْ أرضٌ للإسلامِ فإنه لا فرقَ في شعورِ المسلمِ بينها وبين غيرها من أراضي الإسلام،
سواءٌ أكانَ الأندلسَ أم الربعَ الخالي،
وسواءٌ كانت كشميرَ أم الصحراءَ الكبرى.
فالحسرةُ والألمُ على سلبِ حكمِ الإسلامِ منها،
وكفى خسرانًا بهذا.
- اعلمْ يا بني،
أن الغيرةَ على الدينِ دليلٌ على قوةِ الإيمان،
والارتباطِ الوثيقِ بالمبدأ،
وحبِّه، وإيثارهِ على النفس.
وإنها لتحركُ كوامنَ النفس،
وتهيِّجُ الشعور،
وترفعُ درجةَ المسؤولية،
للدفاعِ عن هذا الدينِ العظيم،
وإن كانت هناك خطورةٌ على النفس.
ومن سكتَ فقد قعدَ عن جبنٍ ووهن،
وضعفٍ في الإيمان.
- ما لذَّ من دنيانا فحلالُها حساب،
وحرامُها عذاب.
ولما نزلت هذه الآيةُ الكريمة:
{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال الزبيرُ:
يا رسولَ اللهِ،
فأيُّ النعيمِ نُسألُ عنه وإنما هما الأسودانِ:
التمرُ والماءُ؟!
قال: “أمَا إنهُ سيكونُ”.
(الترمذي 3356).
- أيها الولد،
إذا أ حببتَ أن يرضَى عنكَ والداكَ فاسمعْ كلامَهما،
ولا تتعوَّدْ على قولا (لا) لهما،
وكن خلوقًا مهذَّبًا في الأخذِ والعطاءِ معهما،
واعلمْ أن مِن أبغضِ صفاتِ الأولادِ التي يكرهها الآباء:
الكسلُ، والعقوقُ، والنومُ الزائد.
- قلوبٌ سوداء،
غُطَّتْ شغافُها بالسيئات،
وأحاطتْ بها الخطيئات،
لا تجدُ فيها نورًا ولا منفذًا للإيمانِ والعملِ الصالح،
أولئك تنتظرهم نارٌ مؤجَّجة،
جزاءَ أعمالهم السيئة،
وأفكارهم الضالَّة،
فلم يستجيبوا لدعوة،
ولم يَعرفوا طاعة.