كلمات في الطريق (503)
محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- أرى بعضَ الأعيانِ والوجهاءِ يتزلَّفون إلى الحكّامِ ويمدحونهم،
ويُثنون على تاريخِ أُسَرِهم وأحوالهم،
يريدون بذلك أن يجلبوا ثقتهم بهم،
ليولُوهم مناصبَ تليقُ بوجاهتهم ومكانتهم بين الناس،
وأنا أعرفُ بعضهم بالمعاشرة،
وفيهم طيبٌ وعقلٌ وحصافةُ رأي.
وأذكرُ لهؤلاءِ أنهم أكبرُ من المناصبِ في نفوسِ الناس،
وأن المناصبَ تزري بهم في دولةٍ فاسدة،
إلا أن يصلحوا ولو خالفوا أهواءَ الحكام،
وليعلموا أن المناصبَ تَشرفُ بهم،
وليسوا هم الذين يَشرفون بها.
- اعلمْ يا بني،
أن الكتابَ يعطيكَ أكثرَ مما عندكَ من العلم،
فإذا كان علمًا نافعًا فزدْ منه،
وإذا وصفَهُ لكَ أخٌ ناصحٌ أو عالمٌ ثقةٌ فأقبلْ عليه،
وستكتملُ عندك بهذا مكتبةٌ نافعةٌ على مرِّ السنين،
وستنفعُ أهلكَ وأصدقاءكَ ومَن يرثُكَ كما نفعتك.
- أيها الولد،
لا تكنْ همتُكَ في الألعابِ والموالحِ والمرطبات،
ما تزالُ تلعبُ بها أو تأكلها أو تملأ بها جيوبك،
وكـأنك لا تستطيعُ أن تعيشُ بدونها،
فأنت عبدٌ لها!
وفِّرْ بعضَ محصولِكَ الماليِّ لتشتريَ به ما ينفعُكَ علمًا وأدبًا،
أو لتساعدَ به صديقًا في وقتِ ضيقه،
فإنه سبيلُ الشبابِ المجدِّ في حياته.
- من غرقَ في الشهواتِ صارتْ ماءَهُ وهواءَه،
ولم يستلذَّ غيرَها،
لقد ضلَّ وعميَ وبقيَ في طريقٍ أعوج،
فلم تلائمهُ الاستقامةُ والحياةُ النظيفة،
وقد فضَّلَ الانحرافَ والغيّ،
ليبقَى في وحلِ الخطيئة.
وهكذا يجني الإنسانُ على نفسه.،
فبماذا يتفاجأُ يومَ القيامة؟!
- قنواتُ الاتصالِ بالأصدقاءِ والجمهورِ صارتْ كثيرة،
بعد أن كانت شبهَ معدومةٍ أو كانت محظورةً على فئات،
ولا يلزمُ الخوضُ فيها كلِّها،
كتابةً وصوتًا وصورةً وتوجيهًا،
بل ما كان ملائمًا للشخصِ ويبدعُ فيه أكثر،
وكلٌّ يرتاح إلى وسيلة،
وإذا أبدعَ في أكثرَ من واحدةٍ فلا بأس،
على أن يقدِّمَ فيها المفيد،
ويتواصلَ بالحسنى مع الرحمِ والأصدقاء،
ويبتعدَ عن الكلامِ اللغو والفحشِ وما لا خيرَ فيه.