كلمات في الطريق (500)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- الأولادُ يكتسبون الخبرةَ منذُ صغرهم،
عندما يستمعون إلى القصصِ الشعبيةِ والحوادثِ التاريخية،
من قبلِ الأبِ والأمّ، والجدِّ والجدَّة،
وعندما يمارسون الأعمالِ اليدوية،
ويؤدُّون عاداتٍ جماعيةً في مواسمَ وتجمعات،
وهم يتعجبون من الأخبارِ السابقة، والبطولاتِ والمواقف،
ويتربَّون عليها، ويتحمَّسون لها، ويقلِّدونها.
- أيها الأب،
لا تستخدمْ نفوذكَ كلَّهُ في الأسرة،
حتى لا يملَّ منكَ أفرادُها،
أبقِ نصيبًا لأمِّهم،
ومجالًا لكبارهم،
وفسحةً لصغارهم،
ليتفكروا ويتأمَّلوا،
ولينظروا في تصرفاتِكَ الحكيمة،
وتعاملِكَ المضمَّخِ بالحنان،
وصمتِكَ المعبِّر،
وستكونُ بذلك أكثرَ محبَّةً واحترامًا،
وأجدرَ بالاقتداء، ومحلًّا للإعجاب،
بدلَ كلامٍ طويل،
ووعظٍ متكرر،
وزجرٍ مشوبٍ بالقسوةِ والبغض،
قد يولِّدُ خوفًا وكراهيةً وصدًّا أو موقفًا غيرَ محمود.
- اعلمْ يا بني،
أن رضا الوالدِ لا يكمنُ في طاعتهِ وحدَها،
بل بما يراهُ عليه من علمٍ وأدب،
وحياءٍ ونباهةٍ وجوابٍ حسن،
ومن خُلقٍ طيبٍ يبدو من كلامهِ أو سلوكه،
وحبٍّ لأساتذتهِ وإكرامٍ لأصدقاءِ والده،
واهتمامٍ بأسرتهِ وحفاظٍ على عاداتها،
وقبلَ هذا كلِّهِ حرصهُ على طاعةِ ربِّهِ ومحافظتهُ على ما فرضَهُ عليه.
- يا ابنَ أخي،
لا تسلكْ مسالِكَ الشرّ،
فإنَّ عاقبتها سيئة،
عليكَ وعلى أسرتِكَ ومجتمعك،
وطِّنْ نفسكَ على فعلِ الخير،
والتحلي بصفاتِ الشهامةِ والمروءةِ والنجدة،
فإنَّ خيرَ الأفعالِ تدلُّ على خيرِ الرجال،
وسيِّءَ الأفعالِ تدلُّ على سيِّءِ الرجال.
- نفوسٌ تحبُّ الظلم!
ألا ترى حكّامًا ظلَمةً مجرمين يفتكون بالشعوب؟
مَن يساعدهم؟
أشخاصٌ في درجتهم من الإجرام،
ينفِّذون توجيهاتهم بكلِّ وحشيةٍ وبطشٍ وجبروت.
إنها نفوسٌ تشرَّبتْ بالإجرام،
وارتوتْ من دماءِ الأبرياء،
وصارتْ تشرئبُّ إلى الظلمِ والطغيان،
وتهوَى تعذيبَ الناس!
