كلمات في الطريق (492)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- ليس من مصلحةِ كلِّ إنسانٍ أن يفرِّجَ الله عنه كلَّ همومه،
أو في كلِّ مرةٍ مما يصيبه،
فإنَّ منهم من يَبطرُ إذا استغنى،
ويَستكبرُ إذا علا،
ويَظلِمُ إذا قَوي،
ولا يَبقَى قلبهُ معلَّقًا بالله،
ويظنُّ أن كلَّ ما أوتيَهُ برأيهِ وكدِّه، وقوتهِ وتدبيره،
وليس بتأييدٍ من الله وتوفيقٍ منه.
فالله أعلمُ بعبيدهِ وما يناسبهم.
- ليس كلُّ من أبلَى في مجتمعهِ فقد أصلحَ وبيَّضَ صحيفته،
ولكنْ يُنظَرُ في نهجهِ وأفعاله،
وأصدقائهِ وأتباعه،
وعلاقاته وأنصاره،
وخطبهِ وآثاره،
ومن كان بعيدًا عن شريعةِ الله فلن تكونَ أخطاؤهُ قليلة،
بل يكونُ ضاربًا في الباطلِ أكثرَ من الحق.
- تخلَّيتُ عن كثيرٍ من الأصدقاءِ بسببِ تفريطهم في الوقت:
إما أن يتحدَّثوا فيما لا فائدةَ فيه،
أو يُكثروا من قيلٍ وقال،
أو يجادلوا، أو يطيلوا،
أو يكرروا ما قُتِلَ بحثًا،
أو لا جديدَ عندهم،
أو لا يلتزموا بأدبِ الحديث:
فيَضيقوا صدرًا من أولِ نقد،
أو يجرحوا ويتهكموا ويغتابوا ويرفعوا أصواتهم ويتحدَّوا…
- بدايةُ ارتكابِ محرَّمٍ تكونُ صعبةً على المسلم؛
لأنه يعلمُ أن الله غيرُ راضٍ عنه بهذا،
ولكنهُ بعد ممارستهِ يخفُّ عليه؛
لأن قلبَهُ غُطِّيَ بران،
وهو الغطاء، الذي يمنعُ النظرَ في الحقِّ أو اتِّباعَه،
ثم يتطورُ الأمرُ حتى يصعبَ عليه فراقه،
فيعتادُ عليه ويصيرُ ملازمًا له،
ويُخشَى في خاتمتهِ أن يموتَ عليه.
- الكذبُ والزورُ منتشرٌ في معظمِ وسائلِ الإعلام،
ولا يسلَمُ منها إلا القليل،
والجرائمُ منتشرةٌ في كلِّ المجتمعات،
والمؤامراتُ ضدَّ الآخرين موجودةٌ في كلِّ الحكومات،
والضعفاءُ والفقراءُ والمسجونون والمعذَّبون والمظلومون أعدادهم في زيادة،
وإنه لدليلٌ على حضارةٍ مريضةٍ ومدنيةٍ فاسدةٍ وأخلاقٍ هابطة،
وقد آنَ حصادُها، وقربَ زوالُها..