كلمات في الطريق (491)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- أيتها النفسُ العنيدة،
تذكَّري أن الرجوعَ إلى الحقِّ فضيلةٌ عظيمة،
تدلُّ على أوبةٍ وتعقُّلٍ ومراجعةٍ للنفسِ ومحبَّةٍ للاستقامة.
والسوءُ على من عاندَ وأبَى الانصياعَ للحقِّ الواضح،
إنه لا يضحَكُ سوى على نفسه،
ولسوف يَلقَى جزاءَ صنعه.
- إذا قلتَ لستُ عالمًا فكيف أعلِّم؟
ولستُ داعيًا فكيف أدعو؟
ولا مالَ يزيدُ عن حاجتي فكيف أُنفق؟
ثم استسلمتَ لوساوسِ الشيطان،
وأقفلتَ على نفسِكَ أملَ النفعِ وجدوى العمل،
ودفنتَ إيثاركَ وجعلتَ همتكَ في جيبك،
ولم تعملْ للمسلمين شيئًا،
فقد قتلتَ روحَ الأخوَّةِ والتعاونِ في نفسك،
وصرتَ تعملُ لها وحدها،
في نفعيةٍ شخصيةٍ وأنانيةٍ بغيضة.
- يا أبتي،
أشكرُكَ على موقفِكَ الحازمِ من صداقتي للناس،
ولولا نصائحُكَ السديدةُ بالابتعادِ عن السيئين منهم لكنتُ مثلَهم،
ولو لم تغضبْ عليَّ من مصاحبةِ مطربٍ لكنتُ صاحبَ بزق،
أتردَّدُ به على سهراتِ الخمرِ وأعراسِ الفحش.
فالشكرُ لكَ يا أبتي،
أنْ وجَّهتني إلى ما ينفعني في ديني ودنياي،
وحبَّبتَ إليَّ بيوتَ الله ومجالسَ العلمِ أكثرَ من كلِّ شيء.
- الكتابُ يصحبُكَ في أولِ درجاتِ العلم،
وأواسطها، وما تقدَّمَ منها،
ثم لا يتركُكَ وشأنك،
بل يمنحُكَ حريةَ الاختيارِ من بعدُ فيما تشاءُ منها،
مما يناسبُكَ من موضوعات،
لتكملَ بها فضولكَ العلمي،
ومَيلكَ الشخصي.
- الأبُ الذي يتتبعُ الموديلاتِ الحديثةَ ويتلبَّسُ بها،
كقصَّاتِ الشعرِ وأصنافِ اللباسِ وهيئاتها النافرةِ والمقرفة،
التي تأتينا على طبقٍ جاهزٍ من الغرب،
لا يستطيعُ هذا الأبُ أن يمنعَ أبناءَهُ وبناتهِ منها،
بل سرعانَ ما يجدون منفذًا لهم إلى هذا التقليدِ السيء،
الذي سهَّلَهُ لهم والدهم،
قدوتُهم في الأسرة.
والأبُ المدخنُ يعلمُ أنه وإن منعَ ابَنَهُ من التدخين،
فإنه سيدخنُ في أثناءِ غيابهِ أو خارجَ نظره.