كلمات في الطريق (479)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- أيها المسلمون،
يقولُ الله تعالى في اليهودِ والنصارى: {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} [سورة الشورى: 14].
أي أنهم لازَموا الخلافَ والجدالَ حسدًا وتَباغُضًا، وعنادًا واستكبارًا،
فلا تكونوا مثلَهم؛
لئلا تكونَ نتيجتكم واحدة.
- إصابةُ القولِ تدلُّ على النباهة،
وسلامةِ العقل،
وسدادِ الرأي،
ولكنها لا تدلُّ على توازنِ النفس،
وتكاملِ الشخصية،
إلا إذا أعطيتها حقَّها،
وهي أن تعملَ بها.
وقد كان سلفُنا يتعلمون العلمَ والعملَ معًا.
وما أجملَهُ من أدب،
وما أجلَّهُ من منهج!
- الأولادُ يكبرون،
وتتغيرُ معهم أمزجتهم ونظراتهم وعلاقاتهم وطلباتهم،
ثم أسلوب ُ تربيتهم بما يلائمُ أعمارَهم الجديدة،
وباختلافِ اهتماماتهم العلميةِ وهواياتهم الجليَّةِ والخفيَّة،
والمهمُّ عدمُ معاكسةِ نموِّهم الطبيعيِّ وما يتطلبهُ من متابعةٍ تربويةٍ مناسبة.
- يا أبتي،
أرجو أن تقدِّرَ البيئةَ والزمانَ الذي بيني وبينك،
فقد اختلفتْ أشياءُ كثيرة،
وأنت ما تزالُ تطلبُ مني أن أكونَ على هيئةِ القديم،
وأن أعيشَ حياتي كما عشتَها أنت،
أو تريدُ أن أكونَ في سلوكي وحركاتي ومعاشرتي في درجتِكَ وعلى مستوى الكبار،
ونسيتَ أني ما زلتُ فتى،
أنتزعُ نفسي من حقولِ الصبا شيئًا فشيئًا،
فرفقًا يا أبي،
سدِّدْ وقارب،
حتى أتقدَّمَ بخطواتي الصغيرة.
- احذرِ المزاجَ واحسبِ الحساب،
فقد يكونُ سريعُ البكاءِ سريعَ الغضب،
وكثيرُ الضحكِ شديدَ النقمةِ وكثيرَ الخصومة!
ومن أحبَّكَ حبًّا شديدًا فقد يأتي يومٌ يَبغضُكَ فيه بغضًا شديدًا!
العواطفُ القويةُ يُنظَرُ إليها بحذر،
فإنها براكينُ من الداخل،
قد تؤذي صاحبَها ومَن حوله!