كلمات في الطريق (478)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- موتُ الفجأةِ رحمةٌ للصالحين،
وتخفيفٌ ورفقٌ بهم،
إذ هم المنقطعون المستعدُّون،
فلا يحتاجون إلى الإيصاءِ وتجديدِ التوبةِ وردِّ المظالم،
بخلافِ غيرهم،
ولذا كان من آثارِ غضبِ الله على الفاسقين.
(نقلًا من تفسير روح البيان للعلامة إسماعيل حقي، عند تفسيرِ الآيةِ 30 من سورةِ ص).
- يا أبتي،
إذا لم يُعجبْكَ كلُّ شيءٍ فيّ،
فأرجو أن تنظرَ بإكبارٍ إلى ما أعجبكَ مني،
ثم تنتظرني فيما بقي،
فما زلتُ غضًّا،
أنتظرُ توجيهاتٍ طويلةً منك،
وصبرًا منك يا أبي على تعثري مرةً بعد أخرى،
وشفقةً عليَّ أرجوها من قلبِكَ الرحيمِ على مهجتك،
فإنني قطعةٌ منك،
وما زلتُ تحتَ وصايتك،
حتى أستقلَّ،
وأضربَ في هذه الحياةِ بنصيبي..
- يا أبتي،
أراكَ مشغولًا بعملِكَ حتى في البيتِ والشارع،
فأكثرُ حديثِكَ لأمي عن ظروفِ عملك،
وعن الراتبِ والمديرِ والاجتماعاتِ والمواصلاتِ والإجازات،
وفي المقهى الذي تتردَّدُ إليه بين أصدقائكَ كذلك..
أليسَ عندكَ طموحٌ في الدنيا غيرُ هذا يا أبي؟!
أليستْ عندكَ ثقافةٌ غيرُ هذه؟!
ألا تملُّ من هذا وتفارقه؟!
ألا تحبُّ تغييرَ ما أنت فيه من حديثٍ متشابهٍ مكرر؟
ألا تشعرُ وأنت تكررهُ بظلمةٍ وكآبة؟
- يا أمي،
ما رأيتُ وجهًا أجملَ من وجهكِ في هذه الحياة،
ولا أطلَّ عليَّ صباحٌ بضيائهِ أنورَ من وجهك،
ولا دخلَتْ بهجةٌ في قلبي مثلَ رؤيةِ وجهك.
اللهم احفظْ وجهَ أمي من كلِّ شَين،
وحرِّمهُ على النار،
وأسعدني به في الآخرةِ كما أسعدتني به في الدنيا.
- هل ذكرياتُكَ تحملُ لكَ أخبارًا طيبةً كلما سرحتَ فيها؟
لن تجدَ شخصًا تكونُ كلُّ ذكرياتهِ رائعةً وجميلة.
والماضي لا يعودُ لتحسينِ ما سبقَ من أعمال،
ولكنْ ما زالَ في العمرِ بقيةٌ إذا أرادَ الله،
والعزيمةُ على الخيرِ والتقوى من صفاتِ المؤمنين،
الحريصين على الأعمالِ الصالحة،
وتلافي ما سبقَ من عاداتٍ سيئة،
وأعمالٍ شائنة.