مقالاتمقالات المنتدى

كلمات في الطريق (474) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

كلمات في الطريق (474)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بمنتدى العلماء)

 

  • يا بني،

لا تنسَ أنك عضوٌ في جماعةِ الحياة،

فعليكَ أن تعمِّرَها بما استطعت،

من لَبِناتٍ طيباتٍ تكونُ مضمَّخةً بعطرِ الإيمان،

فإنه أمرٌ بمعروف،

وحذِّرْ من سوءِ العبثِ بها وإفسادِها،

فإنه نهيٌ عن منكر.

  • اعلمْ يا بني،

أنكَ في حياةٍ لا تعطيكَ أكثرَ من حظِّكَ الذي قسمَهُ الله لك،

ولا تَزيدُ على عمرِكَ مقدارَ نَفَسٍ واحدٍ زيادةً عن أجَلِكَ الذي حدَّدَهُ الله لك،

ولا تضيفُ إلى رزقِكَ الذي قسمَهُ الله لكَ مقدارَ لقمةٍ واحدة،

فلا تغترَّ بهذه الحياة،

وكنْ منها على حذرٍ ووجل،

وليكنْ قلبُكَ معلَّقًا بخالقِكَ وخالقِها وحدَه.

  • إذا قلتَ للمريضِ لا شفاءَ لكَ فقد قتلته،

وإذا قلتَ للمسلمِ لا خيرَ فيكَ فقد كذبتَ،

وإذا قلتَ لطالبِ العلمِ أنت لا تفهمُ فقد ظلمته،

وإذا مررتَ بمظلومٍ ولم تنصرهُ فقد جبنتَ،

وإذا مررتَ بجريحٍ ولم تسعفهُ فقد خذلته،

وإذا دعوتَ على تاجرٍ ظلمًا فقد حسدته،

وإذا أسأتَ الظنَّ بمسلمٍ طيبٍ فقد أثمتَ،

وإذا تأففتَ من طلبٍ لوالديكَ فقد عققتَ.

  • تتمنَّى أن تتكلمَ في منطقةٍ لا يُسمَحُ لكَ فيها بالكلام،

فإذا وصلتَ إلى منطقةٍ حرةٍ تستطيعُ أن تتكلمَ فيها،

ذهبتْ عنك تلك الرغبة،

لأنك تستطيعُ أن تقولَ ما شئتَ في أيِّ وقت!

لقد شبعتَ من الحرية،

فامتلأتْ نفسُك!

  • المتباغضون من الأزواجِ والزوجات،

يحتاجون في أولهِ إلى وقتٍ حتى تتواءَمَ طباعُ بعضهم مع بعضٍ ليتآلفوا،

فإذا تحمَّلَ كلٌّ كلامَ الآخرِ واستمعَ إلى رأيه،

فإنه يُرجَى لهم التوافقُ والاستمرارُ والنهايةُ الطيبة،

وكذلك إذا صبرَ أحدُهم على كلامِ الآخرِ وتحمَّلَ تصرفَهُ دونَ الآخَر،

فإنه يُرجَى من الطرفِ الآخرِ أن يلاحظَ طِيبَ صاحبهِ وسوءَ تصرفهِ فيتذكرَ ويؤوب،

فإن عاقبةَ الصبرِ محمودة،

أما إذا تباغضا وتهاجرا ولم يتحمَّلْ كلٌّ كلامَ الآخر،

فإنهما يحتاجان إلى تفاهم.

ولْيَعلَما أن الوفاقَ لا يأتي من الخارجِ دائمًا،

وأن الحِلمَ هو سيدُ الموقفِ في هذا،

وأن التنازلَ عن الحقوقِ في العلاقاتِ الأسريةِ ليس ضعفًا،

بل هو حِلمٌ وطيبُ نفسٍ وخُلق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى