مقالاتمقالات المنتدى

كلمات في الطريق (473) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

كلمات في الطريق (473)

محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بمنتدى العلماء)

 

  • كان العلمُ يرفعُ قدرَ الناسِ فيَرغبون فيه،

عندما كان للعلمِ قيمةٌ ووجاهةٌ في حضارتنا وبلادنا،

والمقصودُ العلمُ الشرعيُّ أولًا.

والآن َ أيُّ قيمةٍ للعلومِ الشرعيةِ في بلادِ العرب؟

ومن ثمَّ فأيُّ قيمةٍ للعلماء؟

وحتى العلومُ الأخرى.. ترى أكثرَ النابغين والموهوبين في بلادِ الغرب،

أو مهملين مظلومين في بلادهم.

القيمةُ في بلادِ العربِ لمن داهنَ وتلوَّنَ وطبَّل،

ولذلك ترى الفسادَ والظلمَ والتهميشَ هو السائد.

  • كنتُ أصلي جماعةً في مسجد،

فسمعتُ لغطًا ووشوشةَ أطفالٍ من خلفي،

وكأنهم يتخاصمون،

ولما هممتُ بالركوعِ رأيتُ مِن خلفي يدَ طفلٍ تمتدُّ إلى الكرسيِّ الذي أجلسُ عليه!

فعرفتُ ما يُكادُ لي،

فجمعتُ قواي وخررتُ ساجدًا وقد سُحِبَ الكرسي،

ونجوتُ من كيدهم بفضلِ الله،

وبعد السلامِ بادرَ إليِّ أطفالٌ وقالوا:

لسنا نحن الذين فعلوا ذلك،

وإنما هو طفلٌ آخرُ هرب!

فعلمتُ أن المخاصمةَ كانت بين فريقين:

أحدهما يمنعُ سحبَ الكرسيّ، والآخرُ يصرُّ على سحبه،

ليرَى حالةَ عجوزٍ كيف يقعُ على الأرضِ بقوةٍ ويتألَّم،

فيكونُ قد نجحَ مكره، وحققَ هدفه،

ورأى مصرعَ ضحيتهِ أمامه، وفرحَ به!

وتفكرتُ في حالِ هؤلاءِ الأطفالِ وهم دون سنِّ العاشرة،

ما الذي يجعلُ نفوسَ بعضهم تنزعُ إلى الخيرِ وبعضها إلى الشرّ،

وهم أغرارٌ في عمرِ الزهور؟

وعلى كلِّ حالٍ فإن الطفلَ الشرّيرَ إذا لم يتنبَّهْ إليه والدهُ ويربِّيه،

ويبعدهُ عن الشرِّ الذي يعتلجُ في نفسه،

فإنه سيكبرُ على الإجرام، ويصبحُ مجرمًا.

  • حاولْ أن تتفرغَ لنفسِكَ من وقتٍ لآخر،

لتعرفَ هل قمتَ بواجبِكَ كما ينبغي،

وعملتَ خيرًا للآخرين،

وسرتَ على صراطٍ مستقيم،

وهل نقصتَ شيئًا كنتَ مثابرًا عليه،

أم أن الأمورَ مطمئنة،

وتسيرُ إلى حسنٍ وأحسن؟

حاسبْ نفسكَ قبلَ أن تُفاجأ!

  • خمسةٌ تزعجُ أهلَ العلم:

الابتعادُ عن الكتابِ أو مجالسِ العلم،

الصخبُ والضجيجُ الذي يفسدُ جوَّ العلم،

الجدالُ العقيمُ فيه،

التجولُ في الأسواقِ وما إليها التي تأخذُ من وقتهم،

عدمُ تمكنهم من إظهارِ مواهبهم ونشرِ علومهم كما ينبغي.

  • إذا أردتَ أن تتذكرَ فاكتب،

وإذا خشيتَ أن تنسى فاكتب،

وإذا رغبتَ أن توثِّقَ فاكتب،

وإذا أردتَ أن تتمرنَ على الكتابةِ فلا بدَّ أن تكتب،

وإذا أردتَ أن تتعلمَ وتذاكرَ وتحفظَ فكذلك.

فالكتابةُ قيدٌ ومساعدٌ أمينٌ لذاكرتك.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى