مقالاتمقالات المنتدى

كلمات في الطريق (471) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

كلمات في الطريق (471)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بمنتدى العلماء)

  • اعلمْ يا بني،

أن الذي لا يلتزمُ بأحكامِ الدينِ فإنه معرَّضٌ للإصابةِ بمرضِ الهوى،

ولا يستطيعُ أن يتحاكمَ حتى إلى عقلهِ في كلِّ مرة؛

لأن له مصالحَ وأهلًا وأصحابًا يحبهم،

وشهواتٍ ورغباتٍ يؤثِرُها،

وإذا لم يكنْ عندهُ ردعٌ من الدينِ فإن ردعَهُ من العقلِ يكونُ أقلّ،

فيتَّبعُ هواهُ عندما يريد.

  • عندما يُقبِلُ المرءُ على العلمِ بحبٍّ وإخلاص،

ويتقدَّمُ فيه بجدٍّ ونشاط،

يشعرُ بأن العلمَ صارَ جزءًا من روحه،

كما يكونُ الطعامُ جزءًا من جسده،

وإن روحَهُ لتجوعُ إلى العلمِ وتشتاقُ إليه وتنتظره،

كما يجوعُ الجسدُ وينتظرُ الطعام!

  • قراءةٌ بلا وعي ولا نقدٍ لا تنفع،

بل قد تجعلُ المطالعَ في مهبِّ الريح،

فيصدِّقُ كلَّ ما يقرأ،

من قصةٍ ومسرحيةٍ وتاريخٍ وخبرٍ وواقع،

في كتابٍ أو مجلةٍ أو قناةٍ أو تواصلٍ اجتماعي،

إنما المفيدُ الفهمُ والوعي والنقدُ والمقارنةُ والمتابعةُ والتقويم.

وبهذا يتكوَّنُ العلمُ النافع، والثقافةُ المحكمة.

 

  • الأمُّ أكثرُ كفاءةً من الأبِ في تربيةِ الصغار؛

لأسلوبها اللطيف، وحنانها، ومتابعتها لهم ليلَ نهار.

والأبُ يوجِّه، ويذكِّر، ويكونُ حاضرًا.

وهذه السنُّ للتلقينِ والحفظِ والترديد،

وهم كعودٍ رطب،

يستجيبون ويمتثلون ويقلِّدون،

فالتعاملُ معهم سهل.

 

  • إياكَ والوسطَ (القاتل)،

فإنه قد يكونُ وسطًا بين حقٍّ وباطل، أو إيمانٍ وكفر،

ولا وسطيةَ في هذا،

فالإيمانُ كلُّهُ حق: أولهُ وأوسطهُ وآخره.

والحقُّ كذلك.

وقد وصفَ الله تعالى المتذبذبين بين الكفرِ والإيمانِ {لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ}،

بأنهم أهلُ نفاقٍ وضلال،

وأنهم في الدركِ الأسفلِ من النار،

فلا تُقبلُ وسطيتُهم التي اخترعوها لأنفسهم هكذا،

لأن الإسلامَ كلَّهُ حقّ،

ومن خلطَ بين الإسلامِ وغيرهِ من مناهجِ الكفرِ والضلال،

فأخذَ من هذا وذاكَ بما يخالفُ الدين،

أو تركَ من هذا شيئًا ومن ذاكَ شيئًا،

فقد ضلّ،

كمن يصلي ويصومُ ومع ذلك يخلصُ في انتسابهِ إلى أحزابٍ علمانيةٍ لا تقيمُ للدينِ وزنًا!

ولا يقبلُ الله من عبادهِ عملًا إلا إذا كان خالصًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى