كلمات في الطريق (444)
بقلم الشيخ محمد خير رمضان يوسف (خاص بالمنتدى)
- إنه قد يبدو العملُ سهلًا ثم يصعبُ لأسبابٍ خارجةٍ عن المتوقع،
وقد يسهلُ عملٌ وقد كان صعبًا،
فادعُ اللهَ بهذا الدعاءِ الجميل،
كما في الحديثِ الصحيح:
“اللهم لا سهلَ إلا ما جعلتَهُ سهلاً،
وأنت تجعلُ الحَزْنَ إذا شئتَ سهلاً”.
- صاحبُ الذوقِ السليمِ لا يكونُ شاذًّا،
ولذلك قيلَ إن ذوقَهُ سليم،
فالسلامةُ ما وافقَ الحقَّ ولم يشذَّ عن نظرِ الناس.
أما عندما يتهافتُ الناسُ على (موضاتٍ) قبيحةٍ تنفرُ منها الفِطَرُ السليمة،
ومع ذلك تنتشرُ بين الناس؛
فلانحرافٍ طرأَ عليهم،
وفسادٍ عمَّتْ نفوسَهم!
- حيلُ الإنسانِ كثيرة!
بعضُها خفيٌّ لا يكادُ يَظهر،
وبعضُها معقَّدٌ لا يكادُ يُحَلّ!
وخاصةً من مجرمين امتهنوا الإجرام،
وتفننوا في تنفيذِ جرائمهم،
في خفاءٍ وظلام،
وصاروا يعيشون بيننا وكأنهم مسالمون،
وهم مجرمون خطيرون.
- تقومُ الحكوماتُ بدعاياتٍ كثيفةٍ لأنصارها،
لتكرِّسَ لهم مقاعدَ في ساحةِ الجماهير،
ليستحوذوا بذلك على عقولهم،
ويبرمجوها على هوى الحكومة،
فتنشرُ أخبارهم،
وتفخمُ تصريحاتهم،
وتشيدُ بآثارهم الكتابيةِ للفتِ الأنظارِ إليها،
وترسيخِ عناوينها في عقولِ المثقفين،
وتحللُ نصوصًا لهم في دورياتها،
وتقومُ بعملِ لقاءاتٍ معهم لتهويلِ شأنهم..
فيصدقهم الغافلون،
فيقرؤون لهم،
ويعجبون بنتاجهم..!!
- أكبرُ المؤثراتِ الخارجيةِ على مواقفِ المرءِ هو تركيزُ الإعلامِ الممنهجِ على الواقعة،
سلبًا أو إيجابًا،
ولذلك تختلفُ الآراءُ والاتجاهاتُ من شخصٍ إلى آخر،
بحسبِ تعرضهِ للإعلامِ أو عدمِ تعرضهِ له،
وتأثرهِ به أو رفضهِ له،
وتوجيهُ الحكوماتِ للإعلامِ يكونُ بحسبِ مصالحها،
ولذلك تجدُ مواقفَ متباينةً من قضيةٍ بين دولةٍ وأخرى لواقعةٍ معروفة،
وتحشدُ قوَّتها الإعلاميةَ لتقنعَ شعبها وآخرين لتأييدِ موقفها،
ومن هذا تختلفُ حتى آراءُ بعضِ العلماءِ من بلدٍ إلى آخر،
ومن قوميةٍ إلى أخرى،
بسببِ الإعلامِ المسلَّطِ عليهم،
الذي يراعي المصلحةَ القوميةَ ظاهرًا،
دون الحق!!