كلمات في الطريق (2)
بقلم الشيخ محمد خير رمضان يوسف
- بُعدُ النظرِ يعني استشرافَ المستقبل،
وهو يُمدَحُ ويُدرَسُ في جامعات،
وكلما كانت الدراسةُ محكمةً وشاملة،
كانت النتيجةُ صادقةً وأكثرَ نفعًا وجدوى.
وأجلُّ من هذا وأبعدُ نظرًا واستشرافًا للمستقبل،
هو إيمانُ المسلمين بمستقبلِ الإنسانِ بعد الموت،
الذي ينبغي العملُ لأجلهِ بإيمانٍ وإخلاص،
حيثُ المحاسبةُ والثوابُ والعقاب.
- هناك من يفرِّقُ بين العطاءِ العلميِّ للشخصِ ومبدئهِ الذي يعتنقه،
من بابِ “الحكمةُ ضالةُ المؤمن”،
وفي ذلك تفصيل،
فإن العطاءَ العلميَّ في مثلِ هذا يكونُ في علومٍ بحتةٍ وتطبيقية،
أو أحوالٍ إنسانيةٍ عامةٍ يتشابَهُ فيها الناس،
وغالبًا ما لا يتخلَّى المرءُ عن نظرتهِ في الحياة،
حتى لو عالجَ أمورًا علمية،
فإنه يَخلطُ بها فلسفتَهُ وعقيدته،
فلنكنْ على حذر،
ولا نعملْ لهم دعاياتٍ على حسابِ ديننا وتربيةِ أولادنا.
- الأديبُ المسلمُ صاحبُ رسالة،
لا يتابعُ هواهُ في إعجابهِ بقصصٍ ومسرحياتٍ من الأدبِ المكشوفِ ونشرِ الإلحادِ والإفسادِ والفُحش،
فيصفُ إعجابَهُ بها ليرغِّبَ بها الشبابَ والمثقفين،
ليقبلوا عليها فتفسدَ قلوبَهم وتسمِّمَ أفكارهم.
يقولُ ربُّنا سبحانهُ وتعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ}.
[سورة النور: 19].
- لا يصنَّفُ الأدبُ مع اللغة،
ولكنْ يصرُّ بعضهم على أن يصنِّفَهُ معها،
لتشابُكِ علومٍ بينهما،
كالنثرِ البليغِ مع البلاغة،
والشعرِ مع العروضِ والقافية،
والأسلوبِ نظرًا وتطبيقًا.
والتشابُكُ بين علومٍ موجودٌ في غيرِ هذا،
كما في العلومِ البحتةِ والتطبيقية.
وقد يلاحظُ زائرُ المكتباتِ البعدَ بين موضعِ كتبِ اللغةِ عن كتبِ الأدب.
- الأقوى هو الذي يفرضُ رأيَهُ وسطوته،
ويصوغُ بنودَ الاتفاقاتِ والمعاهداتِ بما يناسبه،
ليبقَى عدوُّهُ ضعيفًا ذليلًا.
والوعيُ بالتغييرِ والحكمةُ في النهوضِ هو السبيلُ الذي ينبغي أن يسلكَهُ المغلوب.
(المصدر: شبكة الألوكة)