مقالاتمقالات المنتدى

كفانا أحزان

كفانا أحزان

 

بقلم د. عبدالله المشوخي (خاص بالمنتدى)

 

يعيش المواطن العربيُّ في بحرٍ مُتلاطم من أحزان تتقاذفه من كلِّ جانب.

أحزان ، ظلم، استبداد، بِطالة، غلبة دين، وقهر رجال.

ذُلّ، هوان، انتهاك لحقوق الإنسان.

أحزانٌ بسبب انقلاب الموازين وتفشِّي الفساد، ومحاربةٌ للفضائل وتشجيعٌ للرَّذائل.

أحزانٌ بسبب تفشِّي الأمراض وكثرة الوفيات بسبب كورونا وبناتها.

وممَّا يزيد الطِّين بلَّة -كما يقولون- ما يتمُّ نشرهُ من أخبار مفجعةٍ ومواعظ محزنة عبرَ مواقع التَّواصل الإجتماعي ِّ حتى غدَت حياتُنا قاتمة سوداء.

حتى غدَت الابتسامة شحيحة، وإن خرَجت تخرُج باستحياء، يشوبُها الخجل وقد تكون ذابلة باهتة.

رقم ١١ إن لم يكن ١١١ أصبح منحوتًا على أغلب جباهٌنا.

الأمراض النفسيَّة تنتشرُ كانتشار الهشيم في النَّار والكآبة في ارتفاع واتِّساع .

أعصابُ النَّاس غدَت متوتٌّرة تثور لأتفهِ الأسباب.

المواعظ تُنفِّر ولا تُبشِّر.

الحديث عن عذاب القبر دونَ نعيمه، والتَّحذير من النَّار دون التَّرغيب في الجنَّة والخشية من عذاب اللَّه دون التَّطرُّق إلى واسعِ رحمته هو الدَّارج.

أيُّ همٍّ وغمٍّ وحزنٍ نعيشه حتَّى وصل الأمر بنا إذا ما فرحنا ساعةً من نهارٍ خشينا من عاقبة ذلك بالتَّمتمة: (اللَّه يُستر).

يا أيُّها القوم، اللَّه نهانا عن الحزن، فأوحى لمريم عليها السَّلام عند ولادَتِها رغم حملِها من غيرِ زوجٍ وتمنِّيها الموت بسبب ذلك: (فكُلي و اشربي وقرِّي عينًا) .

وأوحى إلى أُمِّ موسى رغم وجود رضيعها في اليمِّ: (ولا تخافي و لا تحزني).

ونهى نبيُّنا محمَّد صلَّى اللَّه عليه و سلَّم عن الحزن بسبب إعراض المشركين عن دعوته بقوله : (و لا تحزن عليهم ولا تكُ في ضيق ممَّا يمكرون).

وطمأن رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه و سلَّم رفيق دربه الصِّدِّيق رضي الله عنه في الغار عندما خشي الصِّدِّيق من اقتفاء أثر القوم بقوله: (لا تحزن إنَّ اللَّه معنا).

فنحن يا قوم بأمسِّ الحاجة إلى إشاعة الطَّمأنينة في النُّفوس، وبثِّ الأمل.

بحاجة إلى رسم الإبتسامة على وجوه النَّاس.

بحاجة إلى جبر الخواطر، إلى تخفيف الألم و إزالة المصائب من النُّفوس قدرَ المُستطاع.

وخيرُ الخِتام نختمهُ بهديِ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلَّم حيث كان يُكثر من التَّعوُّذ من الهمِّ و الحَزن بقوله: (اللَّهم إنِّي أعوذ بك من الهمِّ والحَزن والعجز والكسل والبُخل والجُبن وضَلَع الدَّين (ثِقل الدَّين وشدَّته) وغلبة الرِّجال).

أسأل اللَّه العليَّ القدير أن يديمَ علينا الخير و السُّرور و الحبور.

وأن يُجنِّبنا كلَّ همٍّ وغمٍّ وحَزن…اللَّهم آمين ياربَّ العالمين .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى