مقالاتمقالات مختارة

كشمير جنة الدنيا الملعونة!

كشمير جنة الدنيا الملعونة!

بقلم محفوظ الرحمن عبد الرحمن

ساد القلق، والاضطراب في شعب كشمير المحتلة وعاشوا في جو من الظلام الغاشم، واليأس القاتل حينما رشح نورندو مودي رئيس الوزرآء للأعوام الماضية ومرشح جناتا بارتي حزب الشعب الحزب الهندوسي المتشدد والمتطرف لانتخاب رئاسة البلد ؛ بعد أن وعد وعدا انتخابيا بإلغاء البند الخاص370 لكشمير في الدستور الهندي بضم إقليم كشمير، المحتل إلى الهند كولاية من ولايات الهند، وبقطع الولاية الخاصة للإقليم بالقرار بسن القوانين التشريعية من غير الحكومة المركزية حتي أصبح ما يري حقا، والظن صوابا بعد أن أعلن نورندوي ذلك الهندوسي المتطرف عن إلغاء القانون الخاص من الدستور الهندي بشان كشمير المحتلة ذات الأغلبية المسلمة وأوفي ما وعد فما أخلف، وصدق، فما كذب.

ولم يكتف بذلك فحسب بل أرسل مئات من الآلاف من القوات الأمنية الهندية المسلحة، والمدبجة بالآلات الحديثة، والأسلحة المدمرة إخمادا لنار الفتنة حسب زعمه واطفاء لشعلة الاحتجاجات، والنعرات النارية وإلجاما على أفواه الشعب المناضلين وأجري إجراء ت أمنية حكومة ذلك الهندوسي القومي بحظر التجوال وقطع شبكات الهاتف المحمول، والإنترنت، والتواصل الاجتماعي؛ فأصبح حفرة من نار جهنم بعد أن خلقه ربه قطعة من فردوس الدنيا المعمورة وأمسي واديا من أودئة نار الجحيم المضطرمة بعد أن كانت جنة الدنيا المغتبطة!

وعلما أن إقليم كشمير من المتنازع عليها بين الدول الثلاثة الهند، وباكستان، والصين منذ عقود نظرا إلى خصب أراضيه، وعذوبة مائه وكثرة حاصلاته وقربا إلى حدود الدول الثلاثة المذكورة أعلاه وبالإضافة إلى ذلك يجذب أنظار السياحين من أنحاء العالم إلى حديقته الخضراء، وحقوله المترامية الأطراف، وإلي البحار، والأنهار الجارية هناك والشلالات والسهول والجبال الشامخة، التي كادت أن تمس السماء فكل من هذه الدول تدعي أحقيتها كاملة لضم كشمير برمته إلى سيادته نظرا إلى حقائقها التاريخية والجغرافية والديموغرافية.

حدودها الجغرافية

فكشمير تقع في غرب شبه القارة الهندية بين آسيا الوسطي، وجنوب آسيا وهي تعرف تاريخيا بالمنطقة السهلة بين جبال هملايا من الجهة الغربية، وبين جبال بئر بنغال. وتشير كلمة كشمير حسب جغرافيتها إلى المناطق المحتلة التابعة للهند، وباكستان، والصين التي تتألف من جامو، ولاداخ، ووادي كشمير، وبالتيستان وجيلجيت، وأكساي تشين وما إلى ذلك من المناطق التي احتلها كل من الدول الثلاثة بالرغم أن كلها جزء، لا يتجزي من إقليم كشمير.

مسيرة كشمير التاريخية

بداية عهد كشمير بالإسلام تعود إلى القرن الأول الهجري بقيادة محمد بن القاسم الثقفي الذي قد استولي على السند سنة 90 من الهجرية ووصل كشمير ممتدا سيطرته عليه ثم تم فتح الهند بالكلية في عهد السلطان محمود الغزنوي المتوفي سنة 422 الهجرية فقد ذكر ابن الأثير في الكامل في التاريخ أنه وصل كشمير غازيا سنة 407 هـ فلما بلغها أسلم على يديه كثير من أهلها وأيضا قد ضمها الإمبراطور المغولي جلال الدين أكبر إلى سلطته، وإلى سلطة المغول الإسلامية عام 1578 هـ وفي الفترة التاريخية أصبح مير شاه أول حاكم مسلم لكشمير بادئا بحكمه هذا ما عرف لاحقا بسلاطين كشمير أو فترة حكم سواتي.

وقد حكم المسلمون الإقليم خلال خمسة عقود اللاحقة من نسل ميرشاه ومن بعده حكمت إمبراطورية دواني الأفغانية من 1751 إلى 18209 م مسيطرتا على الوادي، وفي نفس سنة 1820م قام السيخ بالاستيلاء على كشمير بقيادة رنجت سيخ قبل أن يهزمهم البريطانيون عام 1846قبل أن يشتري من الإنجليز أرضه لمدة تستغرق 100 عام تحت بنود المعاهدة فأصبح جولاب سيخ حاكم جومو كشمير وامتدت حكومته وحكومة ورثته إلى عام 1947 م فمنذ تلك السنة أصبحت كشمير محل نزاع بين الهند، وباكستان، والصين.

الحروب التي اندلعت حول كشمير

مازال إقليم كشمير منذ ذلك الحين إلى الآن محل الصراعات، والنزاعات، والاشتباكات، ومحل القتل، والاعتقالات، والجور، والعنف من الحكومة الهندية الغاشمة القومية بشأن الشعب الكشميري، وجماهيرها. ففينة بعد الأخرى نشبت الحروب، والاشتباكات العنيفة حول الإقليم بين قوات باكستان والهند وكان لدي كشمير الحرية في اختيار الانضمام إلى كل من باكستان والهند بموجب خطة التقسيم المنصوص عليها في قانون الاستقلال الهندي فاختار حاكمها وقتئذ هاري سينغ الانضمام إلى الهند رغم كراهية الأغلبية الساحقة من السكان المسلمين، واستنكارهم إياها فاستغاثوا إلى القوات الباكستانية فشنت الحروب بين البلدين النوويتين القويتين باكستان والهند عام 1947م واستمرت تلك الحرب مدي عامين وذلك بعد شهرين فقط من استقلالهما عن الاحتلال البريطاني ثم بدأت حرب أخرى قصيرة مريرة حول قضية كشمير بين البلدين باكستان والهند في أغسطس/ آب عام 1965 م .

   

الشعب الكشميري يريد الاستقلال والحرية الكاملة

الحقيقة الناصعة التي لا يمكن لأحد أن يستنكرها هي أن معظم سكان الإقليم بما فيهم نسبة المسلمين 60 بالمئة ونسبة الهندوس 6 بالمئة والبوذية واحد بالمئة يكرهون العيش تحت الإدارة الهندية بل يفضلون الاستقلال، والحرية، أو الانضمام إلى باكستان كشقيقته آزاد كشمير الحرة وقد بدأت حالة العنف والاشتباكات جرآء هذا الدعوي الحقة وجهود الشعب لها الجبارة بالظهور منذ عام 1989م بيد أنها تجددت حينما استشهد زعيم الحرية والاستقلال برهان واني الذي يتراوح عمره بين 21- و22 عاما وقد استشهد نحو ثلاثين شخصا، قد شيعوا جنازته في سريناغر أعقاب اشتباكات بينهم وبين قوات الهند الظالمة .وفي عام 2018 قتل واستشهد أكثر من 500 شخص من المدنيين وكان ذلك أعلي عدد من الضحايا خلال عقد من الزمن.

هل هناك بريق أمن للسلام في كشمير المحتلة

 السؤال الذي يختلج في صدورنا هو أن السلام، والأمن بشأن الشعب الكشميري هل يمكن تحقيقه على الصعيد الأرضي أم هو شبه مستحيل؟ يقول المحللون السياسيون المنصفون أن القرار الأخير من نوريندو مودي رئيس الوزرآء الهندي حاليا ومن حكومته لمن معوقات الأمن والسلام الذي يري أن يتحقق في زمن من الأزمان وهو مسمار قوي على جثة السلام للشعب الكشميري. فما يزيد هذا القرار الأخير بشان كشمير الا توترا، واضطرابا، وقد يسمح هذا القرار الظالم لحكومة مودي أن تقوم بالإبادة الجماعية بحجة التمرد والتطرف في حق الشعب الكشميري المظلوم، كما هو شأن إسرائيل مع الشعب الفلسطيني وإن تبدل التركيبة السكنية بتوطين الهندوس في أرض كشمير الطيبة، خضرآء أرضها جذابة وخلابة جبالها وسهولها .بالرغم من ذلك كله لقد بدأت محادثة سلام بين البلدين وتفاوضتا حول كشمير عام 2003 م فوافقت على وقف إطلاق النار والهدنة بعد صراع منذ سنوات طويلة ولكن باءت المحادثة بالفشل حينما قرر الهند بشأن شعب كشمير تلك القرارت الجائرة، المنتهكة لحقوق الإنسان وأقرت القيام بإجراء ات متشددة ضد شعب كشمير المتظاهرين، والمستنكرين للقرارات الهندية .

أوضاع كشمير الراهنة

تعد أوضاع كشمير الراهنة وظروفها السياسية مما يندى له الجبين، وتبكي له العيون لأن المتظاهرين مازالوا قاموا بالنعرات على الطرق، والشوارع بما فيهم الشباب، والشيوخ، والرجال، والنساء، والأطفال خرقا لحظر التجوال من قوات الأمن الهندية؛ فتتابعت الاشتباكات الدموية بين قوات الأمن المسلحين وبين الشعب الأبرياء وأسفر ذلك عن العديد من الجرحى، والشهداء جرآء هذه الصراعات الدموية. وبالإضافة إلى ذلك تقوم القوات باعتقالات عدد غير محصورين من المواطنين بلا مبرر ومما يزيد الأمر سوء أن الشعب الكشميري يعانون اليوم من الفقر المدقع، والمجاعة الشديدة التي لا تطاق بسبب الإضراب الهندي فهذا والله ضغث على إبالة!

فقضية كشمير كقضية فلسطين أصبحت معقدة لا يمكن حلها إلا بالحرية الكاملة للشعب الكشميري. وقد قررت الأمم المتحدة عام 1949م إجراء استفتاء حر لتقرير مصير كشمير، ولكنه لم يحدث بعد فازداد الأمر سوء. وإن مما يثير العجب والدهشة هناك أن شعب سودان الجنوبي حينما اقترحوا الحرية، والاستقلال لم تبطأ الأمم المتحدة أن تقر بدعواهم فسرعان ما استجابوا لاقتراحهم الاستقلال وأصبحوا بفضل ذلك شعب دولة وليدة تتمتع بالحرية الكاملة. ولكن للأسف! يعكس الأمر حينما ينطق الشعب الكشميري بالحرية والاستقلال من احتلال الهند الجائر.

(المصدر: مدونات الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى