مقالاتمقالات مختارة

كسر الوثن العلماني (4)

بقلم عبد المنعم اسماعيل

خاطر التسويق لإمكانية الانتصار العلماني

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا}  سورة الفتح (28).

من أخطر سبل الدعم للوثن العلماني بمحاوره المتعددة سواء المحور العقدي أو المحور الاقتصادي أو المحور الأخلاقي أو المحور الفكري أو المحور الاجتماعي أو المحور السياسي هو سبيل التسويق لإمكانيات الخصوم العلمانيين المادية وكأن بإمكانياتهم تحقيق مرادهم متى أرادوا.

وهذا المنهج يمثل أخطر السبل في تجريف قلوب الجماهير من عوامل المقاومة للعلمانية بشتى صورها أو مناهجها أو محاورها.

نعم قد ينتصر الباطل سواء علماني أو باطني ولكن إلى حين. لأنه يفتقد إلى عوامل البقاء أمام القدر الكوني القاضي بانتكاسة الباطل وأهل الباطل وانتصار الحق وأهل الحق.

نعم قد ينتصر الباطل ابتلاء لقلوب المحيطين من الجماهير حول الحق.

نعم قد ينتصر الباطل. انتصار استدراجي أو إملائي لأهل الباطل تحقيق لسنة الإملاء أو الاستدراج لأهل الباطل.

نعم قد ينتصر الباطل. حتى لا يجد أهل الحق بجوار الحق أي أهواء تجعلهم يميلون معها تجاه الحق.

لكن:

سيبقى القدر الكوني العام بانتصار الحق وان كان ضعيفا على الباطل وان كان يملك كل مظاهر القوة في الواقع المعاصر .

سيبقى القدر الكوني العام بنصرة المستضعفين أمام جيوش الباطل العلماني في واقع الحياة.

إن الباطل يبقى في دائرة الضعف لكونه مخالف للحق أو صوره أو وسائله.

إن العلمانية العربية والعالمية ستبقى في دائرة الانتكاسة مهما بذلت في واقع الحياة سبل تدعم بقائها.

وأخطر هذه السبل هو:

سبيل التسويق الإعلامي للتهويل والتضخيم لإمكانيات النظم التابعة لأوكار العلمانية العالمية والمدارس والمؤسسات العلمانية في المنطقة العربية أو حول العالم.

إن كثرة الانشغال بما يمكن أن تفعله آلة التوجيه العلماني يجرف العقل من عوامل القوة في سبل المقاومة . يجب أن ندرك بيقين أن الكون في قبضة الملك سبحانه وتعالى، ولن تنهزم آليات الحق أمام آلة الباطل مهما كانت ضعيفة.

إن كلمة التاريخ تبقى قاضية بهزيمة أهل الباطل وان ظهرت بوادر الانتصار لأهل الباطل في أول الأمر.

قد تسيطر الباطنية على العراق لكن يبقى أهل السنة هم مادة بقاء الأمة العراقية تاريخيا وحضاريا.

مهما سعت العلمانية العربية بسط نفوذها سيبقى شوق الشعوب لحاكمية الشريعة هو الجامع للقلوب والأفئدة .

وصدق الله إذ قال: {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (80) وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)} سورة الإسراء.

(المصدر: موقع الأمة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى