كتاب “شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم” يسلط الضوء على جوانب لم تتطرق لها كتب السيرة
أبرزَ كتاب “شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم”، لمؤلفه “نزار أباظه”، جوانب لم تتطرق لها الكثير من كتب السيرة، فذكر صورة النبي “صلى الله عليه وسلم” في القرآن، وتحدث عن حياته اليومية، وتوقف عند عبادته ومعجزاته، وخصوصاً معجزة القرآن الكريم.. فقدم دراسة مجملة عن شخصيته عليه الصلاة والسلام من خلال ذلك كله.
كيف كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
“كيف هو النبي صلى الله عليه وسلم من بين الرجال؟ أي رجل كان؟ ما صورته الحسية التي خلقه الله عليها؟ ما كانت عليه أخلاقه وشمائله؟ ما صفاته التي أثبتها له القرآن؟ كيف كان تعامله مع الآخرين؟ كيف كانت حياته اليومية في طعامه وشرابه وملبسه ونومه وتعبده وتضرعه إلى الله تعالى؟ كيف كان كلامه؟ ما معجزاته في طبيعتها وحقيقتها؟”، هذا ما تناوله الكتاب في سبيل الحديث عن شخص النبي عليه الصلاة والسلام ووصفه والتعريف به التعريف الدقيق لتجلية الصورة لكل من يريد أن يتأسى به صلى الله عليه وسلم.
يتحدث الكتاب عن شمائل النبي صلى الله عليه وسلم، وأخلاقه وصفاته الخَلّقية والخُلُقية، وحياته اليومية وعباداته ومتعلقاته ومعجزاته.
ويورد الكتاب صورة لبلاغة النبي صلى الله عليه وسلم، وفصاحة منطقه وارتقاء حديثه الذي غيّر أسلوب العرب في التعبير عن الأفكار، لتصير سهلة المتناول، تجتمع فيها الكلمات القليلة، فتدل على المعاني الكثيرة، وبذا نقل النبي عليه الصلاة والسلام لغة العرب نقلة رائعة في أساليب الصياغة الفنية.
وفي الكتاب أيضاً وصف لعبادة النبي صلى الله عليه وسلم، وتبتله لربه، وقيامه بين يديه في جوف الليل مبتهلاً بصيغ من الدعاء لم يُسبق إليها قط، فيها ذوب قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم، وحسن تعبده لمولاه، والتجائه إليه وجميل الاعتراف بفضله ومنّه عليه، يلخص فيها قوله عليه الصلاة والسلام: “أفلا أكون عبداً شكوراً؟”.
شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم
لم يتفوق في خلق الشجاعة أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان قدوة في الإقدام والجرأة والبسالة، وقد حضر عليه الصلاة والسلام كثيراً من المواقف الصعبة. وفر منها الأبطال غير مرة وهو ثابت لا يبرح، مقبل لا يدبر ولا يتزحزح، وما من بطل شجاع إلا وقد أحصيت له فرة سواه قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه «كنا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم، واحمرت الحِدَق اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه» ، وزاد البراء بن عازب عليه «وإن الشجاع منا للذي يحاذي به»، وقال عمران بن حصين «ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب».
مضامين الكتاب
ولقد جاء الكتاب بعد المقدمة في ثلاثة أبواب، الأول تحت عنوان شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وتناول فيه المؤلف صفات النبي صلى الله عليه وسلم ووظائفه وصورته الحسية وأوصافه المعنوية في أقوال الصحابة وفي القرآن، فضلاً عن فصاحته عليه الصلاة والسلام.
وخصص المؤلف الباب الثاني للحديث عن الحياة اليومية للنبي صلى الله عليه وسلم، في نظافته وطيبه وطعامه وشرابه ولباسه ونومه، وما إلى ذلك. ثم تحدث عن عبادته عليه الصلاة والسلام وأذكاره ودعائه. وختم الباب بمتعلقاته صلى الله عليه وسلم، فأشار إلى نوقه وأفراسه وبغاله وأسلحته وراياته.
وجاء الباب الثالث للبحث في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم فقسمها إلى ثلاثة أنواع؛ معجزات لحاجة معينة وضرورة، ومعجزات إكرام من الله تعالى، ومعجزات إخبار بالغيب وأنباء المستقبل. وختم الباب بالحديث عن المعجزة الباقية، القرآن الكريم؛ فتكلم عن إعجازه البلاغي، وإعجازه في الإخبار بالغيب وعن الأمم السابقة، وإعجازه بالتحدي.. وفي الصفحات الأخيرة قدم المؤلف وصفاً للقرآن الكريم.
المصدر: موقع “الإسلام اليوم”