إنَّ ثمة حقيقة أساسية تبرز واضحة في القرآن الكريم، تلك هي أنَّ مساحة كبيرة في سوره وآياته قد خصَّصت للمسألة التاريخية التي تأخذ أبعاداً واتجاهات مختلفة..
إنَّ القرآن الكريم لا يقدّم قصصه وصوره لمجرد ترف ذهني أو إشباع حاجة المؤمنين إلى القصص والصور والمشاهدات، بل يقدّم أصول منهج متكامل في التعامل مع التاريخ البشري..
إنَّ الرؤية التاريخية ترتبط بالقرآن الكريم ارتباطاً وثيقاً .. أي سورة قرأت، أي صفحة شاهدت، تشكل بمجموع الإشارات والعروض نسقاً رائعاً ومتكاملاً للتفسير الإسلامي للتاريخ ..
المنهج الذي يعرضه القرآن الكريم لفهم التاريخ يكتسب أهميته الإيجابية بأنَّه يتخذ كميدان للدراسة والتحليل واكتساب التجارب وأخذ العبرة، واستخلاص القيم والقوانين ..
هذا ما يقدّمه الكاتب الدكتور عماد الدين خليل في مؤلَفه: (التفسير الإسلامي للتاريخ)، فإلى التفاصيل ..
مع الكتاب:
يحوي الكتاب أربعة فصول، وهي :
الفصل الأول: التفاسير الوضعية الأساسية :
يقدّم فيه عرضاً ونقداً لأبرز التفاسير الفلسفية الوضعية للتاريخ، وهي التفسير المثالي لهيغل، والتفسير المادي لماركس وانكلز، والتفسير الحضاري لتوينبي.
الفصل الثاني: الواقعة التاريخية :
ويتناول فيه طريقة عرض القرآن الكريم للواقعة التاريخية من خلال قصص الأنبياء والمرسلين والأمم الغابرة.
الفصل الثالث: المسألة الحضارية :
ويبرز فيه أهمية المسألة الحضارية في التفسير التاريخي، ويبيّن أنها تشكل القاسم المشترك بين المذهب جميعاً، ويؤكّد نصاعة تناولها من خلال آيات القرآن الكريم.
الفصل الرّابع: سقوط الدول والحضارات :
ويتناول فيه مسألة تدهور الدول والحضارات وسقوطها، ويذكر أنَّ معظم مذاهب التفسير الوضعية للتاريخ تكاد تجمع على القول بحتمية سقوط الدول والحضارات، ثم يعرض لتناول القرآن الكريم لهذه المسألة، وأنَّها مرتبطة بآجال محدّدة ثابتة في علم الله، كجزء من نظام كوني متماسك.
– يحوي الكتاب الذي طبع عدَّة طبعات متنوعة 334 صفحة من القطع المتوسط.
– طبعت دار العلم للملايين بيروت لبنان الكتاب طبعته الأولى عام 1975م.
مع المؤلف:
– من مواليد الموصل ـ العراق عام 1939م.
– حصل على البكالوريوس (الليسانس) في الآداب بدرجة الشرف من قسم التاريخ بكلية التربية ـ جامعة بغداد عام ، 1962والماجستير في التاريخ الإسلامي بدرجة جيّد جداً من معهد الدراسات العليا بكلية الآداب ـ جامعة بغداد عام 1965 عن رسالته الموسومة بـ(عماد الدين زنكي: 487 – 541 هـ / 1094- 1146م )، والدكتوراه في التاريخ الإسلامي بدرجة الشرف الأولى من كلية آداب جامعة عين الشمس في القاهرة عام 1968عن رسالته الموسمية (الإمارات الأرتقية في الجزائر الفراتية والشام : 465 – 813هـ / 1072- 1410).
– عمل مشرفاً على المكتبة المركزية لجامعة الموصل عام 1968 – وعمل معيدا فمدرساً فأستاذا مساعدا في كلية آداب جامعة الموصل للأعوام 1967-1977 عمل باحثا علميا ومديرا لقسم التراث ومديرا لمكتبة المتحف الحضاري في المؤسسة العامة للآثار والتراث/ المديرية العامة لآثار ومتاحف المنطقة الشمالية في الموصل للأعوام 1977- 1987 حصل على الأستاذية عام 1989 وعمل أستاذا للتاريخ الإسلامي ومناهج البحث وفلسفة التاريخ في كلية آداب جامعة صلاح الدين في أربيل للأعوام 1987- 1992 ثم في كلية تربية جامعة الموصل 1992-2000م فكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي بالإمارات العربية المتحدة 2000-2002م فجامعة الزرقاء الأهلية/ الأردن عام 2003 م فكلية آداب جامعة الموصل 2003-2005م التي أعارت خدماته لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك/ الأردن؛ حيث لا يزال يعمل هناك.
– شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الدولية العلمية والثقافية من بينها : المؤتمر الأوَّل للتعليم الجامعي بغداد العراق 1971م – والمؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة النبوية الدوحة قطر 1979م – والمؤتمر الدولي الثالث لتاريخ بلاد الشام (فلسطين) عمان الأردن 1980م.
– وشارك في إنجاز عدد من الأعمال العلمية لبعض المؤسسات ومنها: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ تونس – ومركز الدراسات الإسلامية/ أكسفورد – والمعهد العالمي للفكر الإسلامي/ فيرجينيا – والندوة العالمية للشباب الإسلامي/ الرِّياض.
– ألف وصنَّف في مختلف مجالات المعارف الإنسانية، منها التاريخ الإسلامي، والفكر الإسلامي، والأدب الإسلامي، وكتب عن أعماله عدد من رسائل الدبلوم العالمي والماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات العربية، وترجمت بعض مؤلفاته إلى عدد من اللغات وبخاصة الانكليزية والفرنسية والتركية والفارسية والكردية والإندونيسية .
ومن أبرز مؤلفاته :
التفسير الإسلامي للتاريخ – المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي (عصر ولاة السلاجقة) – المستشرقون والسيرة النبوية – تهافت العلمانية – حول إعادة تشكيل العقل المسلم – رؤية إسلامية في قضايا معاصرة – المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي – متابعات في الفكر والدعوة والتحديات – في النقد الإسلامي المعاصر – الطبيعة في الفن الغربي والإسلامي – الفن والعقيدة.
من مشاريعه التنموية: إعادة كتاب التاريخ الإسلامي، وقد اشترك بالمشروع الكتب الإسلامي الكبير محمد قطب وكذالك الأستاذ الكبير محمد عمارة، وقد أنجز الدكتور عماد الدين جزءاً منه وأصدر كتاب: (حول إعادة كتابة التاريخ الإسلامي)، ولكن المشروع لم يتم بالكامل.
ومشروع تأسيس رابطة الأدب الإسلامي نظرية ونقداً وتطبيقاً، وقد توقفت بسبب الأوضاع بالعراق.
(المصدر: موقع بصائر)