مقالاتمقالات المنتدى

كان اللّه في عون المنكوبين

كان اللّه في عون المنكوبين

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

كان اللّه في عون المرابطين في الثّغر بأرض المحشر والمنشر فقد تحمّلوا ما يعجز عن تحمّله أيّ بشر! فلا طعام ولا ماء ولا سكن ولا دواء ولا مساجد ولا جامعات ولا مدارس ولا مستشفيات الخ يتوقّع الواحد منهم الموت في كلّ ساعة عدّة مرّات! وبناء علی هذه المعطيات نقول وباللّه التّوفيق: من استطاع أن يساعد المنكوبين المرابطين مادّيّا أو معنويّا فقصّر فهو آثم سيحاسبه العزيز المقتدر يوم العرض الأكبر قال اللّه تعالی في محكم الذّكر: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ وقال اللّه تعالی: ﴿إِنَّما الْمُؤْمِنونَ إِخْوَةٌ﴾ وقال نبيّنا الصّادق الأمين ﷺ: { تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى} يجب علی المسلمين أن يستشعروا أحزان إخوانهم بالعوْن وتقديم مساعدة بعضهم بعضا كمثل الجسد الواحد إذا مرض منه عضو تألّم له سائر جسده! وهذا تنبيه للمؤمنين بأن يكونوا متضامنين في كلّ شؤون حياتهم قال ﷺ: {المُؤمِن للمُؤمن كالبُنيانِ يَشدّ بَعضهُ بَعضًا} وشبّك بين أصابعهِ ﷺ فلو أنّ المؤمنين والمؤمنات امتثلوا هذه المعاني لصار لهم شأن عظيم ولاستّحقّوا النّصر على كلّ المعتدين ولفازوا بسعادة الدّارين قال نبيّنا ﷺ: {لا يؤمِن أحَدكم حتّى يُحبّ لأخيهِ ما يُحبّ لنفسهِ} فإذا كنت يا عبد اللّه تحبّ لأخيك أن يفتقر أو أن يمرض أو أن يضرب أو أن يسجن أو أن يستسلم فكلّ ذلك خلاف ما يجب عليك تجاهه إنّ هذا والحقّ يقال: دليل علی ضعف في دينك وفي موالاتك لإخوانك! وتذكّر ما قيل علی لسان ثور أبيض: ليتني أكلت يوم أكل أخي الثّور الأسود!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى