(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ)
بقلم د. عمر عبدالله (خاص بالمنتدى)
لهذا النص حكاية في غزة البطلة.. بالأمس وبعد أن اندحر العدو عن أرض الشجاعية المجاهدة، شاهدت إحدى نسائها تقول معلقة على تدمير آليات العدو في الشجاعية ” الآن برد قلبي.. فأنا ابني شهيد.. وبس شفت الدبابات مدمرة هديت نار قلبي وفرحت.. وإن ابني ما راح ببلاش..”.. بهذه الكلمات التي قالتها المرأة الغَزِّيَّة ” أي من غزة “.. ومن حي الشجاعية تحديداً، رأيت القرآن حيّ في كلامها.. في قوله تعالى ” وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ “.. يا الله ما أجمل القرآن، وهو يتحدث عن أهل غزة في هذه الآية، والتي بدأت بفعل الأمر ” قاتلوهم “، وهو فعل الشرط.. والله سبحانه يعطى على هذا القتال لأعداء الله فوائد مهمة، شملها جواب الشرط في نفس الآية.. وكنتيجة لهذا القتال مع المجرمين أعداء الله والتاريخ، فإن الله قال..
١_ يعذبهم الله بأيديكم
٢_ ويخزهم
٣_ وينصركم عليهم
٤_ ويشف صدور قوم مؤمنين
وأمام هذه الفوائد العظيمة للقتال، فإن تعذيب الله لهم، واضح في عمليات المجاهدين النوعية والمميزة..
والخزي سيكون حليفهم، لأنهم رغم كل ما يمتلكونه من قوات متعددة ومتنوعة، إلا أنهم غير قادرين على هزيمة المجاهدين، وهذا يسبب لهم الخزى، وهو حاصل في مجتمعهم أولاً، وعلى مستوى العالم ثانياً..
ونصر الله منذ اللحظة الأولى للقتال، بدا واضحاً في تمريغ أنف هذا العدو في التراب.. والنصر الأخير قادم بإذن الله.. وهذا النص يحمل البشرى فيه والوعد الإلهي به..
ومشهد المرأة الغَزِّيَّة في الفيديو، خير شاهد على شفاء قلوب المؤمنين، في غزة أولاً، وعلى امتداد كل المظلومين في العالم، ممن طالهم ظلم وأذى هذا العدو المجرم..
إن أردت أن ترى القرآن حيّاً.. فما عليك إلا أن تعيش مع أهل غزة، مقاومة وشعباً.. تعيش اللحظة والموقف والفعل.. ترى حينها حجم اليقين الذي يسكن قلوبهم، بأن هذا الدم وهذا القتال، لن يكون هباءً منثوراً.. بل يقرّبنا إلى القدس أكثر من أي وقت مضى.. اللهم اذهب غيظ القلوب.. واشف ما في الصدور.. وأرنا فيهم عظيم قدرتك يا حي يا قيوم.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح شفاء قلوب المؤمنين.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله
