قوى الاستكبار العالمي في تحالف مع قوى الاستبداد والطغيان .. كيف للأمة أن تنهض في ظل هذا الواقع؟
يجيب فضيلة الشيخ محمد الحسن الددو
هذه الأمة تكبو وفيها وسائل النهضة وستنهض، ونهضتها أولا تبدأ بإصلاح علاقتها بالله عز وجل ثم بعد ذلك بإعادة روح الجهاد فيها وروح التضحية وتقوية المعنويات.
فإذا ارتفعت الروح المعنوية في المجتمع فإنه سيثور على هذا الباطل ويكتسحه اكتساحا، وقد حصل ذلك كما شاهدنا في ثورات الربيع العربي قبل أن تأتي موجات الثورة المضادة التي جاءت من خارج الحدود.
والطغيان لا يستمر والاستبداد كذلك لا يدوم. كلها ظلال زائلة لكنها تحتاج إلى تضحية وروح معنوية مرتفعة. وإلى جهاد وسعي إلى توحيد العباد في وجه الاستبداد، وذلك يحتاج إلى جهد مضاعف وتوعية للمجتمعات. وكانت في أيام مجيئ الاستعمار الخارجي في الفترات الماضية
هذه الروح المعنوية الكبيرة يحركها العلماء والدعاة والمثقفون.
وكان للشيخ عبد الحميد بن باديس في الجزائر اليد الطولى في إحداث هذه الروح المعنوية، وهو الذى قال:
شَـعْـبُ الْجَـزَائِـرِ مُــسْــلِــمٌ ….. وَإِلىَ الْـعُـرُوبَةِ يَـنْتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَـنْ أَصْـلِـهِ ….. أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَـقَـدْ كَـذَبْ
أَوْ رَامَ إِدْمَــــــاجًـــــا لَــــهُ ….. رَامَ الْـمُحَـالَ مِنَ الطَّـلَـبْ
ومثل ذلك أيضا ما كان عليه عبد الكريم الخطاط وعلال الفاسي الذي يقول:
أ بعد بلوغي خمس عشرة ألعب
وألهو بلذات الحياة وأطرب
ولي نظر عال ونفس أبية
مقامًا على هام المجرة تطلب
وعنديَ آمال أريد بلوغها
تضيع إذا لاعبت دهري وتذهب
ولي أمة منكودة الحظ لم تجد
سبيلاً إلى العيش الذي تتطلب
على أمرها أنفقتُ دهري تحسرًا
فما طاب لي طعم ولا لذ مشرب
ولا راق لي نوم وإن نمت ساعة
فإني على جمر الغضا أتقلب
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)