قناة (إيران إنترناشيونال) .. الواجهة المعلنة والحقيقة خلف الستار
حصري وخاص من إعداد (منتدى العلماء)
“إيران إنترناشيونال”: قناة فضائية ناطقة باللغة الفارسية، تبث برامجها 24 ساعة يوميًا، سبعة أيام في الأسبوع. مقرها الرئيسي في لندن، ولها مكاتب في أوروبا والولايات المتحدة. بدأت القناة البث في شهر مايو (أيار) 2017، إلا أن عملها على مواقع التواصل الاجتماعي يعود إلى شهر مايو من العام 2016، كما أن لها فرع ناطق باللغة العربية بدأ عمله على مواقع التواصل الاجتماعي في أغسطس 2018.
تصف القناة نفسها بـ (الحيادية وحرية التعبير تجاه القضايا السياسية الإيرانية)، وأنها تهتم بالشأن الإيراني، غير أنه من الملفت للنظر أنه بدأت هذه القناة تهتم بالشأن الأفغاني مع انتصار حركة (طالبان) على الأمريكان، حيث بدأت بنشر الأخبار الكاذبة لتشويه صورة حركة (طالبان).
لهذه القناة قرابة 4 مليون متابع على الانستجرام، وآلاف المتابعين على حسابات التواصل الاجتماعي، وهي ذات تأثير كبير في الداخل الإيراني، ليس من جانب المعارضة للنظام الإيراني “كما تحاول أن توحي القناة” وإنما من جانب نشر الفساد والطعن في الدين كما يصف ذلك أحد المختصين بالشأن الإيراني.
كما حظيت القناة باهتمام إعلامي بسبب تغطيتها لانتهاكات حقوق الإنسان والتطورات السياسية و”حقوق المثليين” وحقوق المرأة في إيران وتم ترشيحها مرتين لقناة العام الدولية من قبل جمعية البث الدولي.
الواجهة المعلنة لهذه القناة هي الاهتمام بالشأن الإيراني وتمثيل جانب المعارضة الإيرانية والتصدي للنظام الحاكم في إيران وتسليط الضوء على المشاكل التي تعاني منها إيران داخلياً وخارجياً في ظل حكم نظام الملالي، لكن للحقيقة وجه آخر خلف الستار، فما هو؟
القناة التي تعمل من منطقة تقع غرب لندن، ولا تبث إعلانات تجارية بحيث تمثل مصدراً للتمويل مثل باقي القنوات، فإنها تقدم لموظفيها البالغ عددهم قرابة الـ 100 شخص رواتب كبيرة، تفوق ما تقدمه القنوات الأخرى المنافسة مثل الخدمة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، وتلفزيون ماناتو وغيرها، إلا أن القناة ظلت تحاول إخفاء مصدر تمويلها.
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية قناة “إيران إنترناشيونال” يتم تمويلها عبر كيان سري وشركة مديرها رجل أعمال على صلات وثيقة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ووصفت الصحيفة هذا الكشف بأنه “من المرجح أن يثير هذا الإفصاح المخاوف حول عدد المحطات المرتبطة بالسعودية والتي تعمل في جميع أنحاء لندن”.
وقد نقلت الصحيفة عن مصدر من داخل القناة أن القناة تلقت تمويلاً قدره 250 مليون دولار (197 مليون جنيه إسترليني) من الديوان الملكي السعودي.
حيث كشف التدقيق في وثائق إيجار مكتب القناة ورواتب الموظفين، لفترة أولية مدتها خمس سنوات، أن المصاريف كانت بمعدل 50 مليون دولار سنويًا.
كما ذكر المصدر أن (سعود القحطاني)، المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي والذراع اليمنى لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والمسؤول عن تنفيذ العديد من الأعمال المشبوهة التي يُكلّف بها من قبل بن سلمان، هو المتورط الرئيسي في تمويل قناة “إيران إنترناشيونال”.
وقال المصدر أن المحتوى التحريري للمحطة يوضع من قبل مستثمرين سريين مختبئين خلف شركة خارجية تقع في جزر كايمان.
وقالت الغارديان إن “فولانت ميديا”، الشركة التي تدير محطة “إيران إنترناشيونال”، لديها مدير يدعى عادل عبد الكريم، وهو مواطن سعودي، ولديه علاقة عمل طويلة مع مدراء تنفيذيين سعوديين بعضهم ذوو صلة جيدة بالديوان الملكي، بمن فيهم عبد الرحمن الراشد، وهو عضو مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق (SRMG) ، وهي أكبر شركة نشر في الشرق الأوسط.
وأضافت الغارديان أن مصادر متعددة تزعم أن عبد الرحمن الراشد، وهو المدير العام السابق لقناة العربية الإخبارية المملوكة للسعودية، كان ضالعاً أيضًا في تمويل محطة “إيران إنترناشيونال”.
أما “نبيل الخطيب”، وهو فلسطيني الجنسية يعمل مستشاراً مع “إيران إنترناشيونال”، ويوصف بأنه مشرف على المحطة أو ممثل للمستثمرين فيها، فإنه يتم استخدام جنسية الفلسطينية للتغطية والتضليل بشأن التمويل السعودي للقناة.
وقد ظهر الخطيب كمدير مشروع “بلومبرغ الشرق” وهو صفقة موقعة بين بلومبرغ والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق (SRMG).
وأخيراً فإن “روب باينون”، القائم بأعمال رئيس محطة “إيران إنترناشيونال” لم ينفِ أن تمويلها يأتي من الديوان الملكي السعودي، غير أنه أضاف: “إنتاجنا لا يخضع لأي أشخاص من الخارج، بل لسياستنا التحريرية، المنشورة على موقعنا الإلكتروني بالإنجليزية والفارسية”.