مقالات مختارة

قضاء وقدر

بقلم أسامة يوسف

“المسلم الضعيف يحتج بقدر الله، والمسلم القوي يعتقد أنه هو قدر الله الذي لا يرد”.. بهذه الكلمات الموجزة يلخص محمد إقبال رحمه الله عقيدة المسلم الحق تجاه قضاء الله وقدره، وبهذا الفهم الدقيق يسمو الإيمان بالقضاء والقدر عن كونه شماعة يعلق الجاهل إخفاقه وتقاعسه عليها، ليتحول إلى أكبر حافز على الإنجاز والبذل والعطاء.

فالله الذي قدر على عباده أقواتهم وأرزاقهم وحتى أنفاسهم، هو ذاته جل وعلا من قدر القوانين والأسباب وربطها بالنتائج، والمسلم يؤمن بأن هذا الجانب من القدر هو مسئوليته وواجبه، ومن هنا كانت كلمة الفاروق الخالدة عندما عوتب لامتناعه عن النزول في أرض غزاها الطاعون فرد بقوله: “نفرّ من قدر الله إلى قدر الله”.

وهكذا ينطلق أصحاب الإيمان الراسخ ليدفعوا قدر الفقر بقدر الغنى، وقدر الذل وغلبة الأعداء بقدر العز والإباء، وقدر الاحتلال واغتصاب الأرض بقدر مقاومة المحتل وقتاله ودحره، لذا فقد كان أشد الناس إيمانا بالقضاء والقدر هم الأشد قوة وعزة وإصرارا على الحق.

سأل قائد الروم يوما سيدنا المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قائلا: من أنتم؟ فرد عليه: نحن قدر الله، ابتلاكم الله بنا، فلو كنتم في سحابة لصعدنا إليكم، أو لهبطتم لنا..

المصدر: الاسلام اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى