تستعد كلية اللاهوت في جامعة أرسطو في مدينة سالونيك اليونانية لافتتاح أول قسم للدراسات الإسلامية في البلاد مع بداية العام الدراسي المقبل.
وكانت الكثير من الهيئات اليونانية والعربية قد طالبت مراراً بإنشاء قسم للدراسات الإسلامية، وذلك للعلاقات التجارية والسياسية المتينة بين اليونان والعالمين العربي والإسلامي.
ويشمل برنامج القسم -وفقًا القائمين عليه- القرآن الكريم وتفسيره، والتاريخ والتراث الإسلاميين، ومنهج الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى علم الكلام والمذاهب والمدارس الإسلامية.
كما يتضمن مواد تتعلق بنقل العلوم اليونانية إلى الفكر العربي الإسلامي، وجغرافيا البلدان الإسلامية، والفن والثقافة وعلم اجتماع الدين، والحوار والتفاهم بين الأديان السماوية، إلى جانب التاريخ العثماني والبلقاني وحقوق الإنسان واللاهوت الأرثوذكسي.
ويتم تدريس مواضيع البرنامج باللغات العربية والفارسية والإنجليزية.
وقال الأمين العام للأديان في وزارة التربية اليونانية يورغوس كالاتزيس إن الهدف من افتتاح هذا القسم هو إتاحة الفرصة لمن يريد تعلم الديانة الإسلامية.
جامعة أرسطو بمدينة سالونيك قررت تدريس الديانة الإسلامية ابتداء من العام الدراسي المقبل (الجزيرة)
صعوبات وتعاون
وذكّر في حديث للجزيرة نت بأن أبناء الأقلية المسلمة في منطقة طراقيا الغربية يدخلون الجامعات اليونانية منذ عام 1995 وفقاً لمحاصصة معينة، وهو ما سيسري كذلك على القسم الجديد.
وتحدث عن صعوبات مالية تواجه القسم الجديد، لكنّه قال إن التعاون مع جامعات إسلامية عريقة مسألة بديهية في هذا الإطار.
وأضاف أن بعض القوميين في المنطقة يدعون أبناء المسلمين لعدم الالتحاق به ويروّجون إلى أن متشددين سوف يتولون التدريس به.
وقال إن مسلمي المدنية ومسيحييها حيَّوا المبادرة، معتبراً أن وجود قسم يدرّس الديانتين الإسلامية والمسيحية الأرثوذكسية يعني أن البلد يُحْسِن التعايش، مع حفاظ كل طرف على هويته ومعتقده.
وقد أثار الموضوع ردة فعل من جهاتٍ محافظة في المدينة لا سيما من المطران المتشدد أنثيموس.
وطالبت جهات محافظة بوقف المشروع بحجة أنه يهدد التركيبة الديمغرافية للمدينة واحتمال دخول مدرّسين متطرفين للكلية.
وقالت أستاذة علم الأديان في جامعة أرسطو أنجيليكي زياكا إن البرنامج سوف يفتح آفاقاً مهنية متنوعة في الوزارات والهيئات العامة، وفي الشركات التي تنشط في الشرق أو الغرب.
وأضافت أنه سيكون بإمكان خريجي القسم من المسلمين تدريس التلاميذ من أبناء جاليتهم في المدارس العامة في مدينة طراقيا.
زياكا: غالبية المثقفين يَعون أهمية الدراسات الإسلامية من الناحيتين السياسية والأكاديمية (الجزيرة)
رافد للتعايش
وقالت إن غالبية الجامعيين والمثقفين يَعون أهمية الدراسات الإسلامية من الناحيتين السياسية والأكاديمية، وينطلقون من كون العلم رافدا للتفاهم والتعايش السلمي.
وأوضحت أن الموجات المتتالية من اللاجئين جعلت معرفة الإسلام بتاريخه وثقافاته ولغاته ضرورة ملحّة.
لكنها أشارت لاعتراض آخرين على افتتاح هذا القسم لكونهم لا يفصلون بين الإيمان والعلم ويخلطون الإسلام بقرون الإمبراطورية العثمانية، على حد قولها.
من جانبه، أوضح جهاد خليل وهو من أبناء الأقلية المسلمة في طراقيا الغربية أنهم مهتمون بالموضوع، وقال إن اليونان متأخرة في هذه المسألة خاصة مع وجود علاقات قوية مع العالمين العربي والإسلامي.
وأضاف أن اليونان كثيراً ما تُنتقد لعدم وجود مسجد رسمي في عاصمتها ولغياب الدراسات الإسلامية عن جامعاتها.
ونبه لوجود ثانويتين إسلاميتين في المدينة، مما يعني أن المتخرجين منهما سيتمكنون من متابعة دراساتهم في القسم الجديد بجامعة أرسطو.
*المصدر : موقع الجزيرة