بقلم عبد العزيز الفضلي
استغرب من الهرولة السريعة لدى البعض في مجتمعاتنا إلى تقليد أي فكرة أو فعالية تُطرح في الغرب، فيبادر بعض أبناء المسلمين إلى تبنّيها وتطبيقها! حتى ولو كانت تلك الفكرة مخالفة لعقيدتنا الإسلامية، أو عاداتنا العربية.
من أمثلة ذلك، الدعوة لإقامة فعالية «قرع الجرس» في بورصة الكويت للمطالبة بمساواة المرأة بالرجل، والتي تم تغيير عنوانها في ما بعد تحت ضغوط نيابية إلى «تمكين المرأة» بدلا من مساواة المرأة بالرجل.
هذه الدعوة تضمنت مغالطات ومخالفات شرعية… فالمطالبة بمساواة المرأة بالرجل في كل شيء، هو أمر مخالف للشريعة الإسلامية وصريح القرآن.
فالله تعالى يقول «وليس الذكر كالأنثى». ويقول سبحانه في آية أخرى «الرجال قوّامون على النساء بما فضّل بعضهم على بعض». ويقول عز وجل في تقسيم الميراث «للذَّكر مثل حظّ الأنثيين».
ولو تجاوبنا – افتراضا – مع تلك المطالبات، فستكون المرأة هي الخاسرة وليس الرجل.
فالإسلام أوجب على الرجل التزامات مالية تجاه المرأة، من دون إلزام المرأة بها تجاه الرجل، من مثل مهر الزوجة والإنفاق عليها.
إن الإسلام هو أعظم دين حفظ للمرأة حقوقها، فالأم هي أولى الناس بالصُحبة، وخيرالرجال في الإسلام هو خيرهم لأهل بيته، ومن كان له 3 بنات أو أخوات – أقل أو أكثر – ثم أحسن رعايتهن والإنفاق عليهن وتربيتهن، كُنّ سببا في دخوله الجنّة والنجاة من النار.
لذلك المرأة في الإسلام ليست بحاجة إلى مزايدات ومهاترات يقوم بها بعض مقلّدي الغرب بدعوة المطالبة بحقوق المرأة.
إن كانت هناك دعوات حقيقية، فلتكن بالدعوة إلى تطبيق توصيات الإسلام تجاه المرأة: أمّا وبنتا وزوجة وأختا.
وأما المغالطة في فعالية «قرع الجرس»، فهي الدعوة إلى تمكين المرأة في المجتمع من نيل حقوقها ومساواتها بالرجل في الأجور والمناصب.
وأقول… لقد نالت المرأة في الكويت أعلى المناصب التي يمكن أن تصل لها، فقد تبوّأت منصب الوزير، ووكيل الوزارة والوكيل المساعد، ناهيك عن منصب المدير وما تحته من مناصب، كما وصلت إلى كرسي البرلمان، وتقلدت منصب السفير، وغيرها من المناصب العليا.
لذلك من المغالطة والإساءة للمرأة، محاولة إقحامها في صراعات دينية وفكرية وسياسية، تحت حجة المطالبة بحقوقها.
لقد وصل الحال بالنساء في بعض الدول التي دعت إلى المساواة بين الجنسين إلى أن تعمل المرأة في محطات تزويد وقود السيارات، وتصليحها وغسلها، فهل تريدون الوصول بالمرأة الكويتية إلى هذا المستوى؟
عندما قرأت مطالبة البعض بإقامة فعالية «قرع الجرس»، تذكرت ما أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أنه سيكون في هذه الأمة، من يتبع سنن المذاهب الأخرى حتى لو دخلوا جُحر ضبّ، لكان من أبناء هذه الأمة من يدخل الجحر مثلهم !
Twitter: @abdulaziz2002
(المصدر: مجلة الراي الالكترونية)