قراءة مقاصدية في حديث : “ليس من رجل يقع الطاعون فيمكث في بيته .. “
بقلم حسن يشو
عن عائشة أم المؤمنين قالت: سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الطاعونِ، فأخبَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “أنَّه كان عَذابًا يَبعَثُه اللهُ على مَن يَشاءُ، فجعَلَه رَحمةً للمُؤمِنينَ، فليس مِن رَجُلٍ يَقَعَ الطاعونُ فيَمكُثُ في بَيتِه صابِرًا مُحتَسِبًا يَعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كَتَبَ اللهُ له إلَّا كان له مِثلُ أجْرِ الشَّهيدِ”[1].
وألفيتُ هذا الحديث مناسبًا في ظرفنا الحالي وواقعنا العالمي؛ نظرا لاستفحال فيروس كورونا الذي صار من الأوبئة الفتّاكة، كالطاعون أو أشد، وقد ألزم الناس القعود في بيوتهم، وأفرغ المؤسسات من موظفيها، وعطل الاقتصاد والتجارة والتعليم عن قرب، وأغلق المساجد والكنائس، وبات ينتشر في الناس انتشار النار في الهشيم؛ وهذه نظرة مقاصدية فاحصة لأبعاد الحديث وفق الآتي:
– هذا الحديث صحيح في سنده ومتنه يرويه أمير المؤمنين في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي بسنده المتصل إلى عائشة أم المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
– الحديث ظاهره قاصر على وباء الطاعون؛ لأنه يتجلى في الأورام والبثور بالجسم عامة وتحت الآباط خاصة، مع الزيادة في خفقان القلب وارتفاع درجة الحرارة؛ والحق –في مقصده وعلّته- كونه داء عضالا وسُمًّا زعافا، ووباء معديا، على غرار الكوليرا والجذام والملاريا.. إن الطاعون المذكور يحصد الأرواح بالجملة عن بكرة أبيهم؛ وهذا علته متعدية ينطلي على جائحة الكورونا وعَدْواه الخبيثة التي تفتك إن علقت بالإنسان وخصوصا بجهازه التنفسي فتخرب رئتيه وترديه قتيلا!
– هل الطاعون عذاب وعقوبة؟ نص الحديث يجيب بشقين أحدهما كونه عذابا وعقوبة للكافرين؛ وتوجيهه عندي أن هؤلاء الكافرين لا يصدرون عن عقيدة صحيحة ومتينة، فالهلع يسري فيهم، وإذا فتك بهم انتقلوا بكفرهم إلى عذاب أشد! ولا يبعد أن تكون آية للبشرية جمعاء للمسلمين نصيب منها؛ لأن سنن الله لا تحابي أحدًا؛ قال سبحانه: (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) [الشعراء: 4]. وباتت مشاهد العالم في القرية الكونية بادية للعيان وما مدى خنوع الجميع أمام فيروس فتّاك لا يرحم، وباتوا خاضعين مذللين في البحث عن لقاح، ربما يشترونه بكل ما يملكون! وقد جاءت أحاديث كثيرة تصب في نفس العلة؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم: “وما انتشرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا عمتهم الأوجاع والطواعين التي لم تكن في أسلافهم”[2]. وذلك على غرار الأمراض التي ظهرت؛ لفشو الزنى، وظهور الفواحش ما ظهر منها وما بطن؛ ومنها: الإيدز (السيدا)، والسيلان والزهري وغيرها من الأوجاع المعدية والتي لم تكن في أسلافنا الذين مضوا!
– ومعنى كون بعض الأمراض الفتاكة والجوائح عقوباتٍ؛ كي نأخذ الدرس من السنن الكونية الماضية من غير استئذان أحد، وفق معادلات ربانية أودعها الله سبحانه فيها كيف تظهر وكيف تختفي، وحتى نحاسب أنفسنا نحن المسلمين، ونعاتبها، ونقوم عوجها، ونعمل على أن تكون عاقبتها العافية والسلامة، وهي تضطرنا أن نجأر إلى الله واقفين ببابه مبتهلين ومناجين وصارخين عل الله يبعد عنا هذا البلاء؛ إن البعد العقابي في الأوبئة يحمل على زيادة جرعة القربة من الله، وكأنها وقفات للمراجعة والتزود بالوقود، والمحاسبة والرجعة الصادقة إلى الله، وما يتبع ذلك من رد الحقوق إلى أصحابها، والالتزام بالقسطاس المستقيم في أمورنا كلها، وعملية غسيل لبياناتنا المغلوطة بإعادة ترتيبها وبرمجتها وتصحيحها في أفق خارطة ذهنية مشكلة على المنهاج الصحيح!
– والوباء وما يترتب عليه من حجر يكون رحمة على المؤمنين؛ لأنهم شهداء أو في حكمهم على غرار الغريق والحريق ومن مات بالهدم والمبطون.. إلخ، لكن بشرط أن يحتسبوا الأجر عند الله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: “إلَّا ما كَتَبَ اللهُ له إلَّا كان له مِثلُ أجْرِ الشَّهيدِ”؛ وأجر الشهيد عظيم؛ (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 169- 171]. وقال صلى الله عليه وسلم: “إن للشّهيدِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ سِتَّ خِصالٍ: أن يُغفَرَ له في أولِ دَفعةٍ من دمِه، ويَرى مقعدَه من الجنَّةِ، ويُحَلَّى حُلَّةَ الإيمانِ، ويُزَوَّجَ من الحُورِ العِينِ، ويُجارَ من عذابِ القبرِ، ويأمنَ من الفزعِ الأكبرِ، ويُوضَعَ على رأسِه تاجُ الوَقارِ الياقوتةُ منه خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ويُزَوَّجَ ثِنتَينِ وسبعينَ زوجةً من الحُورِ العِينِ، ويُشَفَّعَ في سبعينَ إنسانًا من أقاربِه”[3].
– وجوانب الرحمة في ترتيب أولويات المسلم في برنامجه اليومي؛ وتذكر عاقبته مع الله تعالى، وملء يومه وليله بالأذكار والأدعية والأوراد من قراءة القرآن ومطالعة السنة النبوية وكتب العلم النافعة وأداء الصلوات المفروضة ورواتبها القبلية والبعدية وحلقات الوعظ مع الأهل والأولاد والمناجاة بالليل لأن القيام شعار الصالحين. ولاسيما ونحن نعيش هذه الأيام الحجر المنزلي ينبغي أن نستشعر هذا الدف الذي ساقه الله لنا وقد لا يعوض بثمن فنقلب بيوتنا إلى محاضن ومعابد ومدارس وأوراد؛ ونكيف أنفسنا على الاستمتاع بهذه الخلوات كما قال العز بن عبد السلام: “من سعادتي لزومي لبيتي، وتفرغي لعبادة ربي، والسعيد من لزم بيته، وبكى على خطيئته، واشتغل بطاعة الله”[4]. ولله در ابن تيمية حين ابتلي بالسجن فقلبه إلى خلوة وسياحة كيَّف نفسه على أوراده حتى مات إذ قال: “ماذا يصنع أعدائي بي، إن سعادتي في قلبي أينما ذهبت فهي معي، فسجني خلوة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة”[5].
– والطهارة وكمال النظافة ورعاية البيئة والمحيط هي مفردات لا نتعلمها ونتكلفها في الأزمات فقط، وإنما هي جزء أصيل من ثقافتنا الإسلامية وآدابنا الشرعية وعاداتنا العربية؛ فمن طقوسنا أننا نتوضأ لخمس صلوات مفروضات في اليوم والليلة، فضلا عن النوافل والتطوع، قال سبحانه: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ) [المائدة: 6]. ونغتسل للجمع والأعياد ورفع الجنابة، ونتمثل حديث: “إن الله جميل يحب الجمال”[6]، ونغسل أيدينا قبل الأكل وبعده، فجمال هذا الدين تظهر كلما حلت أزمة؛ فعاد التركيز العالمي على غسل الأيدي وهي ديدننا أصالة.
– ولعلي أفهم جزءًا من تعليل تلكم الرحمة أن يسد الله بها أبواب الفجور السياسي في تصدير ثقافة التفسخ والانحلال؛ فلا تعيث في الأرض فسادا، فتغلق البارات والملاهي والعُلَب الليلية والكباريهات ونوادي المجون والرقص والأماكن المخصصة للشذوذ والمثليين من السحاقيات واللواطيين، وإغلاق دور القمار والميسر ودور الدعارة والبغاء، بل والمهرجانات التي ينفق عليها -عن قصد وعمد- بسخاء؛ وهي الجالبة للتافهين والتافهات وما يتبعه من اختلاط وعفونة وانفلات جنسي واختلاط الأنساب، وموت القيم!
– وهذا الحديث يشمل كل من صبر وصابر وتصبّر في احتمال أذى الوباء والطاعون وعدوى الكورونا وعامة الجوائح والأوبئة الفتاكة التي تحصد الأرواح من غير حصر أو حساب، ثم احتسب أجره على الله، وتوكل على الحي الذي لا يموت، وأخذ بالأسباب والتدابير الوقائية، سواء مات بالوباء أم لم يمت؛ فهو شهيد إن شاء الله مشمول بأجره وثوابه؛ لذلك قرر الحافظ ابن حجر قوله: “اقتضى منطوقه أن من اتصف بالصفات المذكورة يحصل له أجر الشهيد وإن لم يمت”[7].
– إن الحديث في طرفه: “فيَمكُثُ في بَيتِه صابِرًا مُحتَسِبًا” وهو من جوانب الرحمة؛ لأنه قرر البقاء في البيت وليس الخروج منه، ثم البقاء في البيت آمنا في سربه مستقرا قائما بما عليه مرتلًا كتاب ربه، مرددا أوراده، وليس فزعًا يُقصف بالصواريخ والدبابات قلقًا غير آمن في سربه، إنه حديث رائع يقرر الحجر الصحي العام، والحجر المنزلي بامتياز، وبلا نزاع؛ وله نظائره التي تشهد له من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم عند الشدة والخوف: “ألا صلوا في رحالكم”[8].
وفي رواية: “في بيوتكم”[9]. أي لا مجال للخروج، والتسيب بغير حاجة في الطرقات والممرات والشوارع والفضاء بغير مسؤولية، لأن فيه فسح المجال لانتشار الفيروس. لذلك أقول: إن من يخرج من بيته متهورًا أو لغير حاجة أو ضرورة؛ فهو آثم في تحمل وزر موتها انتحارا، أو الجناية على نقل العدوى لغيره إن أصيب بها يستحق عقوبة القصاص، وإن نقلها إلى ذويه وأقاربه ووالديه فهو من العقوق البشع فضلا عن الجريمة النكراء التي لا يعذر فيها أحد مهما كان!
– ومفهوم الحديث من جهة المخالفة –التي درج عليها الأصوليون- أن الذي يبكي ويتضجر ويضيق ذرعًا ويتبرم وييأس من روح الله، ويقنّط عباد الله في عافيته ورحمته، ويبث فيهم الرعب، وينشر الأخبار المتشائمة، ويجزع من قدر الله، ولا يسلم التسليم المطلق، ولا الرضا بما قسم الله له؛ فإن ذلك لا يحصل له هذا الأجر كما لا يخفى.
– وقوله: “يَعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كَتَبَ اللهُ له”؛ وهي عقيدة المؤمن الصامدة التي لا ينفك عنها قيد أنملة، ولا أحد يستطيع أن يطأطئ هامته الشامخة، إذ على الرغم من وجود التحديات التي باتت ضربة لازب في حق المصاب وكل من لم يتخذ أسباب الوقاية والحماية؛ لأن سنة الله ماضية لا تحابي أحدًا مهما كان. إن المؤمن يعلم أن الذي يصيبه هو الله تعالى وحده، والذي يبتليه هو الله تعالى وحده، فهو من بيده ترياقه وشفاؤه، يبقى المؤمن على هذه العقيدة موثوقًا بها قلبه، موصولا بربه في كل آن وحين؛ وما نحن إلا ثمرات لما في اللوح المحفوظ: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 51]. أي: أن الله ناصرنا وحافظنا يتولى أمورنا؛ فلنفوض إليه أقدارنا الحكيمة ونتلقاها –وكلنا تسليم- على الرِّضا بتدبيره؛ فهو سبحانه أولى بنا من أنفسنا سواء في الموت أو في الحياة، فنسعد بهذا اليقين والثقة المطلقة في كنفه الذي لا يضام المترع بالسكينة والأمن والاستقرار؛ وهو السر في قوله صلى الله عليه وسلم: “لا عدوى ولا طيرة..”[10] أي أنها لا تصيب بنفسها فهذا يرفع عنا الوساوس القهرية ويرفع من نفسياتنا أمام الأمر الواقع في حجم الكورونا فنثق بالله تعالى؛ وهو يمثل 50% في سبيل التعافي.
– وبناء على ذلك فلن ينفع الإنسانَ التوترُ والاضطرابُ والهلعُ من الموت؛ أو محاولةُ الفرار منه؛ علمًا أن الأمر بيد الله محسوم، لا يجري وفق ما تمليه أهواء الناس؛ إذ ليس لهم فيه نصيب ولا اختيار؛ قال سبحانه: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا) [آل عمران: 145]، ويقول سبحانه: (قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ) [الأحزاب: 16]، ويقول الله تبارك وتعالى: (قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) [آل عمران: 154]، ويقول: (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) [النساء:78].
– وحين نفوض أمورنا إلى رب العزة فليس معناه أن نترك الأسباب؛ فهو مقدرها ومجريها لا نغفل عنه لحظة، ولكن الآية نفسها دعت في الوقت نفسه إلى اعتماد الأسباب والتوكل على الله حيث أردفها سبحانه بقوله: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) باتخاذ الأسباب الصحيحة في الوقاية من عدوى الطاعون أو الكورونا، وقد قال الفاروق حين قيل له: أفرارا من قدر الله؟ قال نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ وهو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “فرّ من المجذوم فرارك من الأسد”[11]. وقوله: “لا يورد الممرض على المصح”.[12]
– ومن هذا التوكل الذي شرحته أحاديث أخرى حيث ورد النهي عن الخروج من الأرض التي يقع فيها الطاعون، وإذا كان الإنسان في خارجها فإنه لا يدخل فيها؛ وهو عين الحق الذي تشهد به البشرية قاطبة والطب الحديث وعلماء البيولوجيا والفيروسات والأوبئة؛ عن سعد بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كان الطاعون بأرض فلا تهبطوا عليه، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه”[13].
– هذا وكانت طريقة القائد عمرو بن العاص في محاصرة طاعون عمواس متميزة للغاية؛ بحيث تأمل رضي الله عنه في طبيعة الطاعون؛ فألفاه ينتشر عندما يجتمع الناس، وأمرهم فورًا أن يتفرقوا في الأرياف وفي الجبال؛ فانتهى الطاعون في ثلاثة أيام[14]
[1] أخرجه البخاري برقم (3474)، والنسائي في السنن الكبرى برقم (7527)، وأحمد برقم (26139).
[2] أخرجه ابن ماجه، كتاب الفتن، باب العقوبات رقم: (4019)، والبيهقي في شعب الإيمان برقم (3314)، والطبراني في المعجم الأوسط برقم (4671). بلفظ: “لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا”.
[3] أخرجه الترمذي برقم (1663)، وابن ماجه برقم (2799)، وأحمد برقم (17182).
[4] سلسلة أعلام الفقهاء المحدثين: 129.
[5] انظر الوابل الصيب لابن القيم: 48.
[6] أخرجه مسلم برقم (91).
[7] فتح الباري: 10/ 194.
[8] أخرجه مسلم برقم (697). أنَّ ابنَ عُمَرَ نادَى بالصَّلاةِ في لَيلَةٍ ذاتِ بَرْدٍ وريحٍ، ثُمَّ قال في آخِرِ نِدائِهِ: ألَا صَلُّوا في رِحالِكم، ألَا صَلُّوا في رِحالِكم، ألَا صَلُّوا في الرِّحالِ؛ فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَأْمُرُ المُؤَذِّنَ إذا كانتْ لَيلَةٌ بارِدَةٌ، أو ذاتُ مَطَرٍ، أو ذاتُ رِيحٍ في السَّفَرِ: ألَا صَلُّوا في الرِّحالِ”. أخرجه البخاري برقم (666)، ومسلم برقم (697)، وأبو داود برقم (1062)، والنسائي برقم (654)، وابن ماجه برقم (937)، وأحمد برقم (5800).
[9] ونصه: “صلُّوا في بيوتِكُم ولا تتَّخذوها قُبورًا، ولا تتَّخذوا بَيتي عيدًا صلُّوا عليَّ وسلِّموا فإنَّ صلاتَكُم وسلامَكُم يَبلغُني أينَما كنتُمْ” أخرجه عبد الرزاق في المصنف برقم (4839)، وأبو يعلى برقم (6761)، والطبراني برقم (2729).
[10] ونصه: “لا عَدْوَى ولا صَفَرَ ولا هامَةَ فقالَ أعْرابِيٌّ: يا رَسولَ اللهِ، فَما بالُ الإبِلِ تَكُونُ في الرَّمْلِ كَأنَّها الظِّباءُ، فَيَجِيءُ البَعِيرُ الأجْرَبُ فَيَدْخُلُ فيها فيُجْرِبُها كُلَّها؟ قالَ: فمَن أعْدَى الأوَّلَ؟ وفي رواية: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ولا صَفَرَ ولا هامَةَ فقالَ أعْرابِيٌّ: يا رَسولَ اللهِ”. أخرجه مسلم برقم (2220).
[11] أخرجه البخاري برقم (5707)، وأحمد برقم (9722).
[12] أخرجه البخاري برقم (5717، 5774)، ومسلم برقم (2220، 2221)، وأبو داود برقم (3911)، والنسائي في السنن الكبرى برقم (7591)، وابن ماجه برقم (3541)، وأحمد برقم (9612).
[13] أخرجه أحمد في المسند: 1/ 186، برقم (1615).
[14] أورد أحمد في مسند أن الناس استخلفوا عمرو بن العاص فقام خطيبا فقال: “يا أيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع إنما يشتعل اشتعال النار فتجبّلوا”: 1/ 196. أي اصعدوا إلى الجبال وتفرقوا في الأرياف.
وقال ابن كثير: وتولى قيادة الجيش بعد موت أبي عبيدة ومعاذ بن جبل عمرو بن العاص فقام في الناس خطيبًا فقال لهم: أيها الناس! إن هذا الوجع إذا وقع إنما يشتعل اشتعال النار، فتجنبوا في الجبال، فخرج، وخرج الناس، فتفرقوا حتى رفعه الله عنهم، فبلغ عمر ما فعله عمرو فما كرهه. انظر البداية والنهاية: 7/ 95.
وفي مجمع الزوائد: ” لما اشتغل الوجع قام أبو عبيدة بن الجراح في النَّاسِ خطيبًا، فقال: يا أيها الناس إن هذا الوجع رحمةُ ربِّكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قَبلَكم، وإن أبا عبيدة يسألُ الله عزَّ وجلَّ أن يقسِمَ له منه حظَّه، قال: فطُعِنَ فمات رحمه الله، واستخلف على الناس معاذَ بن جبل، فقام خطيبًا بعده، فقال: يا أيها الناس إن هذا الوجع رحمةُ ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم، وإنَّ مُعاذًا يسأل الله أن يقسِمَ لآل معاذٍ منه حظَّه، قال: فطُعِنَ عبد الرحمن ابنه فمات رحمه الله، ثم قام فدعا ربه لنفسِه، فطعن في راحته رَحِمه الله، ولقد رأيته ينظرُ إليها ثم يقَبِّل ظهرَ كَفِّه يقول: ما أحِبُّ أن لي بما فيك سببًا من الدنيا، فلما مات استخلف على الناس عمرَو بن العاص، فقام فينا خطيبا: فقال يا أيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع إنما يشتعِلُ اشتعالَ النَّارِ، فتحيلوا منه في الجبالِ، فقال أبو وائلة الهذلي: كذبت، والله لقد صحبتُ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنت شَرٌّ من حماري هذا، قال: والله لا أرد عليك ما تقول، وأيمُ الله لا نقيم عليه، ثم خرج وخرج الناسُ معه، فتفَرَّقوا عنه ورفعه الله عنهم، قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه مِن رأيِ عَمرٍو، فوالله ما كَرِهَه” مجمع الزوائد: 2/ 319.
(المصدر: إسلام أونلاين)