مقالاتمقالات مختارة

قانون الدولة اليهودية

قانون الدولة اليهودية

 في الأسبوع الثاني من شهر يوليو عام 2018م صادق الكينيست الإسرائيلي على القرار المثير للجدل، والمعروف بقانون الدولة اليهودية ( Jews Nation Bill)، الذي ينص على أن إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي الذي يعود له حصرًا حق تقرير المصير دون غيرهم من السكان. و مصطلح الدولة اليهودية ليس فيض الخاطر أوحديث الساعة، وإنما يرجع ظهوره إلى البيانات الصادرة من المركزية الأوربية والمؤتمرات الصهيونية المنعقدة في الأعوام التي تلت 1897م.

     وما إن صدرت هذه المصادقة من الكنيست الإسرائيلي على هذا القانوني العنصري حتى سارع كثير من الدول وقياداتها إلى معارضتها -التي لم يتجاوز أثرها حبرًا على ورق- بحجة أنه يفتح الباب على مصراعيه أمام التفرقة العنصرية مع السكان المنتمين إلى الأديان الأخرى من المسلمين والمسيحيين على أرض إسرائيل. ولاشك أن هذا القانون يشكل خطةً مدروسةً تهدف إلى القضاء على هويات السكان من غير اليهود، في حين أن السكان العرب في إسرائيل ظلوا يشكون من ذي قبل التفرقةَ العنصرية في التعامل معهم، واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.

     وألحت أمريكا ورببيتها إسرائيل على الفلسطينيين منذ أكثر من عشر سنوات بقبول فكرة الدولة اليهودية كشرط لاستئناف المفاوضات، و كشرطٍ لأي اتفاق عربي إسرائيلي في المستقبل حول القضية الفلسطينية.

     ومما لاشك فيه أن المطامع التوسعية الإسرائيلية لعبت مباركات أمريكا وتأييداتها فيها دورًا ملموسًا. وظلت –أمريكا- توفر كل ما تحتاج إليه إسرائيل منذ نشأتها، فأول من اعترف بإسرائيل هو «هيري تورمين»- الرئيس الأمريكي سابقًا- عام 1948م، وحَذا حذوه من جاءه من الرؤساء الأمريكان إلى الرئيس الحالي «ترامب»، الذي وقف ويقف في كل صغيرة وكبيرة بجانب إسرئيل بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، ضاربًا بكافة الأعراف والأخلاقيات الدولية عرضَ الحائط، دون أن يهمه تشوه سمعته وسمعة بلاده أمريكا نفسها بقراراته الأحادية الجانب وبتغاضيه الشنيع عن الفلسطينيين وحقوقهم وقضاياهم.

     وظل «ترامب»- انطلاقًا من هيامه الشديد بإسرائيل وولعه بها – على عهده لإسرائيل لابتغاء مرضاتها، وكشفت الصحف والمجلات عن الدور الملموس الذي يلعبه اليهود في الإدارة الأمريكية برئاسة «ترامب». وكان – ترامب- عهد إلى اليهود في حملاته الانتخابية بأنه لن يتأخر- إذا ماتمّ اختياره رئيسًا لأمريكا- عن اعتراف القدس عاصمةً لإسرائيل، وعن الوقوف بجانبها وشدِّ أزرها. وفعلاً حقق ذلك من خلال سياسته التي سار عليها منذ أول يوم دخل البيت الأبيض رئيسًا لأمريكا ليومنا هذا. فليس غريبا أن يتَّبع «ترامب» هذه السياسة المنحازة الشاذة التي لايدري مدى أضرارها عليه وعلى بلاده قريبًا أو بعيدًا إلا الله تعالى.

(المصدر: مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى