“قاتل القُدس”: إدانة صهيونيَّة للتَّشدُّد “الإسلامي” وإشادة بالمطبّعين – 6 من 6
إعداد د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن
3.”صاحب المقام”: تجسيد حيّ لتحريف صحيح الإسلام
يتحفنا الصُّحافي والمؤلّف المصري، رافضيّ النَّزعة الشَّهير بانتقاده لصحيح السُّنَّة النَّبويَّة وهجومه على الصَّحابة الكرام، إبراهيم عيسى، بعمل سينمائي جديد، يروّج من خلال أحداثه لعقيدة الصُّوفيَّة القبوريَّة ويحضُّ على التَّبرُّك بالأولياء الأموات والتماس شفاعتهم لتصريف الأمور وقضاء الحاجات. عُرض مطلع أغسطس من عام 2020م فيلم “صاحب المقام” عبر إحدى خدمات البث المتلفز، ليثير حالة من الاستياء لدى الدُّعاة إلى الله، الغيورين على الإسلام؛ لما يعرضه الفيلم من انحراف صارخ عن صحيح الإسلام، من حيث العقيدة وشعائر العبادة.
تدور أحداث “صاحب المقام” حول رجل أعمال شابّ يقرّر هدم ضريح لأحد الأولياء، يُدعى “سيدي هلال”، لبناء مجمَّع سكني فاخر. وما أن يهمَّ رجل الأعمال بهدم الضَّريح حتَّى تُصاب زوجته بمرض غريب يُفقدها الوعي، ليشعر هو بالنَّدم وبأنَّ لعنة أصابته بسبب تعدّيه على حُرمة الضَّريح، فيقرّر مساعدة بعض البسطاء من المتردّدين على أضرحة الصَّالحين تكفيرًا عمَّا فعل وإعادة بناء الضَّريح؛ وحينها تستعيد زوجته وعيها. اتُّهم مؤلّف الفيلم باقتباس فكرته من فيلم إسرائيلي عُرض عام 2017م تحت عنوان “مكتوب“، عن لصَّين يذهبان إلى حائط المبكى لصلاة الشُّكر بعد نجاتهما من تفجير مطعم كانا ينويان سرقته، وحينها يعثران على مجموعة من الخطابات الَّتي يتركها المتديّنون من اليهود بين شقوق الحائط، ويقرران تحقيق آمال هؤلاء، تكفيرًا عن خطاياهم.
تتشابه تلك الأحداث مع أحداث رواية “مولانا” (2013م) للكاتب ذاته، حيث يُصاب نجل الشَّيخ حاتم الشّنَّاوي، داعية الفضائيَّات، في رأسه أثناء اللعب، ويعجز الأطبَّاء عن علاجه، ولا يبرأ من مرضه إلَّا بعد توقُّف الشّنَّاوي عن موالاة السُّلطة ونشْر الفكر الدّيني المحرّض على التَّطرُّف نزولًا على رغبة المسؤولين، وإدانته العنف ضدَّ الأقباط الَّذي تحرّض عليه النُّصوص الدّينيَّة. روَّج عيسى في “مولانا” لفكرة أنَّ عقائد الصُّوفيَّة والمعتزلة والمرجئة هي صحيح الإسلام، وأنَّ صحيح السُّنَّة النَّبويَّة المأخوذ عن الصَّحابة هو وسيلة لفرض السُّلطة الدّينيَّة الَّتي تكرّس لتسلُّط الحُكَّام على المحكومين. وتطويرًا لتلك الفكرة، يجسّد الكاتب عقيدة الصُّوفيَّة القبوريَّة في تجربة إنسانيَّة معاصرة تشجّع على الاستعانة بغير الله تعالى في تسيير الأمور وتحقيق الغايات، في تحدٍ صريح لنهي الله تعالى عن اتّخاذ الأولياء من دون “وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ” (سورة يونس: الآية 106)، وكذلك لقوله “وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ” (سورة الأعراف: الآية 197). كان القرآن الكريم واضحًا في تبيان بطلان طلب الشَّفاعة من الصَّالحين ممَّن لقوا ربَّهم، وإن كان الهدف من طلب الشَّفاعة هو التَّقرُّب إلى الله تعالى، مصداقًا لقوله “إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ” (سورة فاطر: الآية 14). وقد اعتبر الله تعالى أنَّ المتوسّلين بالأموات، الغافلين عن ذلك التَّوسُّل، هم أضلُّ البشر وهم الخاسرون يوم القيامة بعد أن يتبرَّأ منهم مَن اتَّخذوهم أولياء من دون الله، كما يقول سبحانه “وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6)” (سورة الأحقاف: آيتان 5-6).
وقد نهى النَّبي (ﷺ) عن اتَّخاذ قبور الصَّالحين مساجد، وكما ورد في صحيح البخاري، روت أمُّ المؤمنين عائشة (رضي الله عنها وأرضاها) أنَّ “أُمَّ حَبِيبَةَ، وأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بالحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَذَكَرَتَا للنبيِّ ﷺ فَقالَ: إنَّ أُولَئِكَ إذَا كانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا علَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وصَوَّرُوا فيه تِلكَ الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَومَ القِيَامَةِ” (الحديث رقم 427). وقد نهى ﷺ كذلك عن رفْع القبور كثيرًا عن الأرض وتعظيم بنائها، حيث روى أبو الهيَّاج الأسدي، كما ورد في صحيح مسلم، أنَّ الإمام عليًّا (رضي الله عنه وأرضاه) قال ” أَلَا أَبْعَثُكَ علَى ما بَعَثَنِي عليه رَسولُ اللهِ ﷺ؟ أَنْ لا تَدَعَ تِمْثَالًا إلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إلَّا سَوَّيْتَهُ“(الحديث رقم 969).
أهم أحداث “صاحب المقام”
تبدأ أحداث الفيلم بسعي بطل الأحداث إلى هدم ضريح “سيدي الهلال” الَّذي يقصده العامَّة لقضاء الحاجات وطلب الشَّفاعة، من خلال تحريض جماعة من السَّلفيين على مواجهة العامَّة من مريدي صاحب الضَّريح، في إشارة ضمنيَّة إلى أنَّ الملتزمين بصحيح السُّنَّة المطهَّرة النَّاهية عن اتَّخاذ القبور مساجد قوى ظلاميَّة هدَّامة تلاحق أصحاب العقيدة الرَّوحانيَّة النُّورانيَّة.
تبدأ اللعنات تطارد البطل بعد هدم الضَّريح، وتمرض زوجته، ليجد حينها يد امرأة غامضة تربط على كتفه وتنصحه بمصالحة من آذاهم، لتختفي تلك المرأة بعد توصيل رسالتها.
يتوجَّه البطل على الفور إلى ضريح الحسين في قلب القاهرة، وينضمّ إلى العشرات من المريدين من قاصدي الضَّريح، ويبدأ في الدُّعاء والتَّوسُّل.
يتوجَّه البطل بعد ذلك إلى إحدى الكنائس لإيقاد الشُّموع والتَّوسُّل بالسّيّدة العذراء، بناءً على نصيحة صديق له مسيحي.
وتجدر الإشارة في هذا السّياق إلى أنَّ عليّ جمعة، أستاذ الشَّريعة ومفتي الجهوريَّة السَّابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشَّريف، قد أفتى، خلال مشاركته في إحدى حلقات برنامج “من مصر” الذي يذاع على قناة cbc الفضائيَّة المصريَّة، في 8 أغسطس 2020م، بأنَّ التَّوسُّل بالصَّالحين ليس محرَّمًا، ولا يُستثنى من ذلك السّيّدة مريم العذراء، الَّتي حظيت بوافر من التَّبجيل والتَّوقير في القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة.
يبحث البطل عن السَّلوى في سماع التَّواشيح الصُّوفيَّة، ويحضر أحد المنشدين إلى مكتبه.
بعد ذلك، يتوجَّه إلى ضريح الإمام الشَّافعي، وحينها يتذكَّر أنَّه كان يقصده مع أبيه حينما كان طفلًا.
وقد روت عائشة عن النَّبي ﷺ أنَّه قال “لَعَن اللهُ اليهودَ والنَّصارَى اتَّخذوا قبورَ أنبيائِهم مسَاجِد”، وقد ورد من أقوال النَّبي الكريم في صحيح مسلم (ص240) ” إنِّي أبْرَأُ إلى الله أن يكون لي منكم خليلٌ، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً، كما اتَّخذَ إبراهيم خليلًا، ولو كنتً متَّخذًا من أمَّتي خليلًا لاتَّخذتُ أبا بكرٍ خليلًا، ألَا وإنَّ مَنْ كان قَبلَكم كانوا يتَّخذون قبورَ أنبيائِهم وصَالحيهم مَسَاجد، ألا فلا تتَّخذُوا القُبُورَ مَسَاجد، إنّي أنهَاكُم عن ذَلك”. وكما يرصد أحد الدُّعاة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فقد ورد في كتاب صحيح مسلم بشرح النَّووي (جزء 7، ص52)، أنَّ تسوية القبور ممَّا ينصُّ عليه مذهب الإمام الشَّافعي، الَّذي يقصد البطل ضريحه للشَّفاعة، ممَّا يعني أنَّ الشَّافعي، أحد أئمَّة السُّنَّة الأربعة، ما كان ليرضى أن يحوَّل قبره إلى ضريح. وتُظهر الأحداث جماعة من المسلمين يخالفون هدي النَّبي بأداء الصَّلاة في الضَّريح.
ويقرّر البطل جمع الخطابات الَّتي يلقيها أصحاب الحاجات لتحقيق أمنياتهم.
يمارس البطل طقوس الصُّوفيَّة، من خلال الرَّقص بمصاحبة إيقاع النَّقر على الدُّف.
ويتطابق ذلك مع ورد في سفر المزامير، في العهد القديم، عن شعائر عبادة الرَّبّ، من خلال الرَّقص والغناء، كما يرد في “سَبِّحُوهُ بِصَوْتِ الصُّورِ. سَبِّحُوهُ بِرَبَابٍ وَعُودٍ. سَبِّحُوهُ بِدُفّ وَرَقْصٍ. سَبِّحُوهُ بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ” (مزمور 150: آيتان 3-4).
وبعد الانخراط في ممارسة طقوس الصُّوفيَّة وإسعاد البساط، يجد البطل طريقه، وتُشفى زوجته، وتعود السَّعادة إلى حياته، الَّتي تتجرَّد من المادّيَّة والأنانيَّة، وحينها يعيد تأسيس الضَّريح الَّذي هدمه.
وتنتهي أحداث “صاحب المقام” ببطل الأحداث وهو يلقي بخطابه الشَّخصي في ضريح الإمام الشَّافعي، في إشارة ضمنيَّة إلى ضعفه النّسبي واحتياجه إلى مَن يأخذ بيده ويحقّق له أمنياته.
والسُّؤال: هل رسالة “صاحب المقام” هي أنَّ التَّخلّي عن ثوابت الإسلام من خلال اعتناق عقيدة أشبه ما تكون بالقبَّالة اليهوديَّة هو مقابل التَّعايش السّلمي بين المسلمين وأصحاب الملل الباطنيَّة، لكي يرضى اليهود والنَّصارى عن المسلمين؟!
تساؤلات ختاميَّة
1.يصرّح مسؤولون رسميُّون من دول الخليج وإسرائيل بأنَّ إيران صارت عدوًّا مشتركًا يتحتَّم التَّحالف بين الطَّرفين لمواجهته. وقد شهدت الآونة الأخيرة تقاربًا غير مسبوق بين السَّعوديَّة، حاضنة الحرمين الشَّريفين، والكيان الصُّهيوني، وتتردَّد تكهنات عن إمكانيَّة إعلان التَّطبيع بين البلدين، على الأقل في المجالين الأمني والاقتصادي. إذا كان قد أصبح من المسلَّمات أنَّ إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، كما يؤكّد عشرات الباحثين بالأدلَّة؛ وإذا كان هناك تقارُب عقائدي بين اليهود والشّيعة يصل إلى حدّ التَّطابق في بعض المعتقَدات، من بينها عقيدة المخلّص؛ وإذا كانت نبوءات الكتاب المقدَّس لا تشير أبدًا إلى وقوع حرب بين إسرائيل وعيلام، وهو الاسم القديم لإيران، فما هو الهدف الحقيقي وراء مزاعم وجود عداء بين الكيانين الصُّهيوني والصَّفوي؟ وهل كانت العلاقات بين إسرائيل والسَّعوديَّة متوتّرة من قبل؟
2.تشير الوثائق التَّاريخيَّة، كما يذكر المؤرّخان اليهوديَّان ايوجين لورانس روجان وآفي شليم في كتابهما حرب فلسطين: إعادة كتابة تاريخ 1948 (2001م)، إلى ضعْف القدرات القتاليَّة للجيوش العربيَّة المشاركة في حرب فلسطين؛ كما تشير إلى تواطؤ بعض الحُكَّام مع اليهود على حساب الأراضي العربيَّة، حفاظًا على مصالحهم الفرديَّة الَّتي كانت بريطانيا تتحكَّم فيها، وإن تظاهروا بالعداء تجاه اليهود لحفظ ماء الوجه وتسكين الجماهير الثَّائرة. إذا كان موقف هؤلاء الحُكَّام قد أفضى إلى تأسيس دولة إسرائيل عام 1948م وهمَّ يدَّعون معاداة اليهود، فإلى ما سيفضي بعد تسابُق هؤلاء إلى تكوين علاقات علنيَّة معها؟
3.يتعمَّد الكاتب الصُّهيوني جويل روزنبرغ في روايته قاتل القُدس (2020م) إطلاق تسمية زائفة على البقعة الَّتي تأوي المسجد الأقصى، وهي الحرم الشَّريف؛ كما يشير إلى مصلَّى قبَّة الصَّخرة، الَّذي هو من بين مصليَّات المسجد الأقصى، وكأنَّه كيان منفصل؛ كما يُظهر مدير الأوقاف الإسلاميَّة، أزهري التَّعليم، في صورة المتطرّف الجانح للعنف وغير الممانع لقتل الأبرياء بدافع من عقيدة الجهاد الإسلامي. إذا صدقت التَّكهنات بشأن نقْل الوصاية على الأوقاف الإسلاميَّة في القُدس من الأردن إلى السَّعوديَّة، فما مصير المسجد الأقصى في ظلّ التَّقارب بين السَّعوديَّة وإسرائيل؟ هل يتعرَّض المسجد الأقصى للتَّقسيم المكاني تحت ذريعة إتاحة كافَّة المقدَّسات الدّينيَّة في القُدس للجميع دون تفرقة بحسب المعتَقَد الدّيني؟
4.هل هناك مخطَّط لفصْل مصلَّى قبَّة الصَّخرة عن سائر مصليَّات المسجد الأقصى لتأسيس الهيكل الثالث في موقعه، كونه يضمُّ الصَّخرة المعلَّقة الَّتي عرج منها النَّبي إلى الأفق الأعلى في السماوات؟ جدير بالذّكر أنَّ من تمام عقيدة القبَّالة المشاهدة الإلهيَّة من خلال العروج إلى السَّماء ثمَّ رؤية الرَّبّ، وقد أخبر سفر التكوين أنَّ يعقوب قد رأى في رؤيا له سُلَّمًا منصوبًا من موقع الصَّخرة إلى السَّماء ورأى الرَّبَّ واقفًا في أعلى درجاته، “فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ. وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ، وَأَخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، فَاضْطَجَعَ فِي ذلِكَ الْمَكَانِ. وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَ ذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. وَهُوَ ذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْبًا وَشَرْقًا وَشَمَالاً وَجَنُوبًا، وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ» فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ” (سفر التَّكوين: إصحاح 28، آيات 10-16).
5.تشترط السَّعوديَّة تأسيس دولة فلسطينيَّة عاصمتها القُدس، إلى جانب الدَّولة العبريَّة، لقبول التَّطبيع مع إسرائيل، بينما يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي أنَّ صفقة القرن قضت على “أوهام حل الدَّولتين”، فهل يقتصر اتّفاق السَّلام الإسرائيلي-السَّعودي على التَّعاون الأمني والتُّجاري والتّقني؟ أم يتم التَّطبيع على أن يبقى تأسيس دولة فلسطينيَّة وعدًا معلَّقًا؟
(المصدر: رسالة بوست)