هو بمثابة النجم الصاعد لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والمرشح الأوفر حظاً لخلافة المستشارة الألمانية المنتمية لنفس الحزب أنجيلا ميركل، إن لم يكن خلال الانتخابات المرتقبة في غضون أيام، فبعد 4 أو 8 سنوات على أقصى تقدير.
إنه نائب وزير المالية الشاب ينس شبان (37 عاماً)، الذي تضمن برنامجه الدعوة بوضوح إلى سَنِّ قوانين ضد خطابات الكراهية، لكي تُستَخدَم لمحاكمة المسلمين الذين يشيرون لغير المؤمنين بـ”الكفار”.
ومع توقعات فوز ميركل في انتخابات هذا الشهر، سبتمبر/أيلول 2017، يقع شبان الذي ينتمي للجناح المحافظ في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بين سياسيي الجيل الجديد من الحزب الذين يستعدون لخلافتها في حال تنحيها بنهاية الفترة الرابعة، كما يتوقَّع كثيرون.
قائمة محرمات
وفي الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون أن الحزب لا بد أن يتجه أكثر نحو اليمين، نصَّب المثلي المنتمي لروم الكاثوليك، ينس شبان، نفسه مناهضاً للهجرة، حيث انتقد سياسة ميركل السخية في الترحيب بأكثر من مليون طالب لجوء، ووصفها بـ”المعطلة لدولتنا”.
ومن بين قائمة المحرمات والرقابة على المسلمين التي دعا إليها شبان، إنشاء سجل مركزي للمساجد للتحقُّق من مصادر تمويلها.
يلي ذلك تشديد الرقابة على المفردات التي يستخدمها المسلمون في حديثهم، خاصة داخل المساجد.
حيث يقول شبان في تصريحات لصحيفة التايمز البريطانية: “السؤال هنا هو عن كيفية دمج الإسلام كمؤسسة وما يحدث داخل المساجد. هل يتحدثون عن الكفار؟ أود أن أقول إن كلمة “الكفار” في ذاتها تشير إلى الانفصال والتطرف، ومفهوم (نحن نختلف عنكم. نحن أفضل)”.
ويريد شبان تطبيقاً أكثر فاعلية للقانون ضد المسلمين الذين يعتبرهم “يُشوِّهون غير المؤمنين، والمثليين، واليهود”.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث طالَبَ المرشح الثلاثيني الأئمة المسلمين بإلقاء خطبهم باللغة الألمانية، حتى تخضع للمراقبة بشكلٍ أفضل، قائلاً: “لا بد أن نحارب خطاب الكراهية الموجه من الجانب الإسلامي. الحديث عن غير المؤمنين هو بالفعل أقرب صور خطابات الكراهية”.
“برنامجي واضح: لا لتركيا”
برنامج شبان الانتخابي، لم يتوقف عند قائمة المحرمات ضد المسلمين فقط، وإنما تجاوز ذلك إلى الموقف من تركيا، الدولة الوحيدة ذات الغالبية المسلمة التي تخوض مساعي للانضمام للاتحاد الأوروبي.
كان شبان بين مؤيدي ميركل حين وعدت بوضع حد لطلب تركيا الدائم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وبسؤاله إن كانت فكرة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي قد انتهت، قال: “نعم، لقد انتهت حتى الآن. لا أعلم كيف يمكن أن يكون الوضع خلال 30 أو 40 عاماً”.
وأضاف: “حتى فكرة (شراكة مميزة) مع أنقرة، كانت مطروحة مع تركيا، مختلفة تماماً عمَّا هي عليه اليوم”.
وتابَعَ: “البرنامج الانتخابي لحزبي واضحٌ تماماً بشأن ذلك. لن تصير تركيا عضواً في الاتحاد الأوروبي”.
(المصدر: هافنغتون بوست عربي)