في عاصمة الفتح المبين … انطلاق الهيئة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
تقرير حصري وخاص بالمنتدى
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
انطلق في يوم الثلاثاء 20 ربيع الأول 1443ه الموافق ل 26 اكتوبر 2021م، بمدينة اسطنبول بدولة تركيا المؤتمر التأسيسي للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وذلك بمشاركة عدد من علماء الأمة الاسلامية والشخصيات العالمية البارزة.
وجاء هذا المؤتمر بعد مرور عام على حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، هذه المقاطعة التي أظهرت وحدة المسلمين ووقوفهم جميعا ضد من يسيء لنبيهم ﷺ والتي نشأت نتيجة الرسوم المسيئة للنبي ﷺ التي نشرتها إحدى الصحف الفرنسية ولاقت دعما من الرئاسة الفرنسية.
وقد جاء في البيان التأسيسي للهيئة العالمية لنصرة النبي ﷺ، الذي تلاه الشيخ سامي الساعدي عضو الأمانة العامة للهيئة،
إن إنشاء هذه الهيئة جاء بناء على الجهود الشعبية العالمية في الدفاع عن النبي ﷺ مما جعل ثلة من أهل العلم والفكر يأخذون على عاتقهم مهمة تطوير حملات الدفاع هذه وتأطيرها،
فتأسست بذلك الهيئة العالمية لنصرة النبي ﷺ والدفاع عنه وعن زوجاته وأصحابه وهديه، والتي تم إطلاقها في مدينة اسطنبول بدعم من علماء الأمة ومفكريها ومثقفيها وبعد مشاورات دقيقة معهم.
وتم كذلك في البيان التأسيسي إعلان أهداف هذه الهيئة؛
حيث ستسعى الهيئة العالمية لنصرة النبي ﷺ إلى التعريف بالنبي ﷺ وسيرته،
كما ستعمل على الرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الأمة والإنسانية وإحالتها إلى لجان متخصصة للرد عليها بشكل رصين اصيل،
كما ستطلق الهيئة عدة منصات إعلامية للنشر عن رسول الله ﷺ وعن دعوته واستقبال الشبهات والتعليقات…
كما تهدف إلى التواصل مع الجمهور المستهدف عبر أحدث الوسائل والتقنيات،
وأيضا التعاون وتنسيق الجهود مع الجمعيات العلمائية والمشيخية والاتحادات الإسلامية، بما يخدم الأمة في نصرة النبي ﷺ.
وستعمل كذلك على إطلاق الحملات المناصرة للنبي ﷺ مع كل هجمة يتعرض لها النبي ﷺ.
وأشار الأمين العام للهيئة الشيخ محمد الصغير خلال كلمته إلى فكرة تأسيس هذه الهيئة وقال ” كان لابد من تحويل الهبّة الشعبية الى عمل مؤسسي، تقوده هيئة تنسق بين ما يقدمه الإعلام وما يقوم به العلماء، لأن الإعلام قد تنحرف بوصلته أحيانا والعلماء قد تكون الصلة بينهم وبين جسور الإعلام ضعيفة أو مبثوثة..”.
وقال فضيلة الدكتور محمد جورماز رئيس شؤون الديانة التركي السابق “إن الإساءة لنبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم هي إساءة لكل ما هو ذو قيمة في الحضارة الإنسانية جمعاء وإساءة للأنبياء جميعاً ولكل ذي خلق..”.
وبدوره قال فضيلة الشيخ علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ” نحن مجتمعون لأجل حبنا لرسول الله ﷺ ولمحاولة نصرنا، لأن الله هو الذي ينصره ونسأل الله أن يحعلنا من أدوات نصرة النبي ﷺ “.
وبيّن أيضا التقصير الموجود في واجب النصح والدعوة والتبليغ، كما قدم أفكارا عملية لأجل استمرارية هذه الهيئة، أهمها إنشاء وقف لهذه الهيئة والاهتمام بالعمل والخطة والاستراتيجية،
وأكد على أهمية تمثيلنا لرسول الله ﷺ بأخلاقنا وفي معاملاتنا.
كما أشار فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى أن هذه الهيئة وهذا الجهد وهذا العمل إنما فضله وأجره ونفعه لنا نحن، فكل من سعى في نصرة النبي ﷺ فإنما يقوم بواجب أوجبه الله على الأنبياء قبل أن يوجبه على من سواهم، وتلا قوله تعالى ﴿ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين فمن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون ﴾
وأكد الشيخ كذلك على أن هذا التطاول على الجناب النبوي ما هو إلا امتحان لقدر إيماننا ومحبتنا وتضحيتنا وبذلنا.
كما نبّه فضيلة أ. د. عصام البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في كلمته إلى أهمية توسيع مفهوم النصرة، وتصحيح فهم السنة النبوية من حيث توثيق نسبة الأقوال إلى نبينا ﷺ ومن حيث فهم مراده ﷺ ثم التوجه بعد التأصيل إلى عالم التنزيل والحرص على حسن التنزيل.
وأكد على ضرورة بذل الجهد للتصدي لحملات التشويه الإعلامية الغربية، والتصدي كذلك للمشككين في السنة النبوية ممن ينتسبون إلى الاسلام. وعلى تجسيد مكارم الاخلاق لتكون سببا لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام.
كما تخللت المؤتمر قصائد شعرية بالإضافة إلى كلمات قيمة أخرى ألقاها علماء وشخصيات وأساتذة بارك الله فيهم جميعا.
ثم كان البيان الختامي لمؤتمر تأسيس الهيئة العالمية لنصرة النبي ﷺ مع فضيلة الشيخ الحسن بن علي الكتاني عضو الأمانة العامة للهيئة، ذكَّر فيه بسبب تأسيس هذه الهيئة، وهو الرد على حملات التشويه المغرضة والتضليل الذي تقوم به دوائر عامة ورسمية على نبي الإسلام ﷺ.
ثم أثنى البيان على جهود الجمهورية التركية ومؤسساتها الدينية، في الترحيب والدعم واستضافة هذا المؤتمر، وأشاد بدور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسبقه في نصرة النبي ﷺ، ونوه بدور سماحة مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي وتضامنه وكلمته، وبجهود مؤسسي الهيئة.
كما أثنى البيان أيضا على الهبة العارمة الشعبية للتضامن مع رسول الله ﷺ والتي كانت لها نتائج مهمة.
وناشد البيان علماء الأمة ومفكريها إلى التحرك الجاد لسد الثغرات التي قد ينفذ إليها أعداء الإسلام، بالتعريف بالنبي ﷺ بكل اللغات الحية ودفع الشبهات بشكل علمي ومن خلال وسائل الإعلام،
كما شدد على ضرورة تواصل الجهود وتكاثفها نصرة للنبي ﷺ، والتي تتحقق بالسهر والعمل وصدق الاتباع وإخلاص النية وتوفيق من الله.
ودعا البيان الأمة وشبابها إلى نصرة النبي ﷺ بكل ما يملكونه وأن يتواصلوا مع الهيئة عبر منصاتها، لينال كل واحد شرف نصرة النبي ﷺ.
كما طالب البيان علماء الأمة ومثقفيها بنصرة النبي ﷺ بكل السبل ودعا أصحاب الطاقات والإمكانيات إلى توظيف ما حباهم الله به، لأجل خدمة النبي ﷺ.
وصادق المشاركون على ما تم العمل عليه من لجنة تأسيسية، ومجلس أمناء من خمسين شخصية إسلامية، تقوم على نصرة النبي ﷺ والدفاع عنه والرد على الشبهات المثارة بحق زوجاته وأصحابه وهديه ﷺ.
فنرجو الله تعالى أن يوفق هذه الهيئة المباركة إلى هذا الهدف النبيل، وأن يتواصل ويستمر العمل الدؤوب المكثف لأجل تحقيق نصرة نبي الإسلام ﷺ.
والحمد لله رب العالمين.