في ذكرى إحراقه.. جماعات الهيكل المزعوم تؤدي الطقوس الدينية في ساحات الأقصى
إعداد مصطفى صبري
في الذكرى الأليمة لحرق المسجد الأقصى الـ 52 والتي كانت بتاريخ 21 أغسطس 1969م، على يد المجرم مايكل دنيس وتواطؤ الاحتلال في عدم إطفاء الحريق، تستمر المعركة اليومية في المسجد الأقصى من قبل جماعات الهيكل المزعوم والمدعومة من يهود العالم وحكومة الاحتلال.
تطور الاقتحامات للمسجد الأقصى يأخذ منحنى التصاعد في فعاليات الاقتحام، فلم يعد الاقتحام مساراً محدداً بل يتخلله عدة فعاليات خطيرة تشير إلى اقتراب تنفيذ مخططاتهم المرعبة من خلال اقامة هيكلهم المزعوم.
أحد الجنود أدى صلاة تلمودية في ساحات المسجد الأقصى ووصف عملية الصلاة بالمشهد الرائع فلم يعترض عليه أحد حتى أن أفراد الشرطة إذا أخطأ في الطقوس والترانيم التلمودية يصححون له، بينما كان في السابق يحظر إظهار أي صلاة أو طقوس.
يقول الجندي مستشهداً بحادثة قبل 20 عاماً، عندما اعترض أحد موظفي الأوقاف على أحد المقتحمين عندما حاول أداء الطقوس وتم طرده، بينما اليوم الأمر مختلف، كما يقول الجندي، فكل شيء متاح وتكون الطقوس علنية وبحماية الشرطة وضابط المعتدين، الذي يرافقهم في اقتحامهم اليومي.
الناشط المقدسي نظام أبو رموز اعترض قبل يومين على قيام أحد المستوطنين بأداء طقوس دينية وظهر في مشهد مصور وتم اعتقاله لاعتراضه على قيام المستوطن بأداء الطقوس، وأخذ يصرخ قبل اعتقاله.
أحد الحراس في المسجد الأقصى قال:” إننا نعيش معركة يومية داخل ساحات المسجد الأقصى في كل اقتحام للمستوطنين، فالاحتلال ومخابراته يقومون باعتقال كل شخص يعترض على اقتحامهم أو يتواجد في مسارهم ولو كان وجوده صامتاً، فهم يخلون المسجد الأقصى من كل ما يشوش على الاقتحامات، ولم يعد هناك مسموح للمصلين والحراس التواجد في مسار المستوطنين وخصوصاً في المنطقة الشرقية ومنطقة مبنى باب الرحمة وبالقرب من صحن قبة الصخرة حتى الخروج من باب السلسلة، كما أن الاقتحامات اصبحت متعددة من عدة اماكن ولم يعد المسار التقليدي من باب المغاربة حتى باب السلسلة بمحاذاة الرواق الغربي للمسجد الأقصى هو مسارهم في الاقتحام ، فكل شيء تغير إلى الأسوأ والاقتحام أخذ شكلا تلموديا يتخلله تمرغ على الأرض وقراءة نصوص التوراة وشرح لمحاضرات وعقد قران لأزواج جدد ومباركة أطفال وبث حي ومباشر من داخل ساحات المسجد الأقصى لكل يهود العالم ، ووصف المسجد الأقصى في تعليقاتهم بجبل الهيكل والمعبد وانه ما تبقى من الهيكل “.
ويقول حارس اخر يدعى ابو أحمد :” نحن لا نستطيع ذكر اسمنا صراحة عند الحديث عن الاقتحامات فمخابرات احتلال تراقب اقوالنا قبل افعالنا ، والكثير منا تم عقابه بالاعتقال والابعاد بسبب مشاركته في مواقع التواصل الاجتماعي واعتبار المشاركة تحريض على المستوطنين والمقتحمين ، فكل شيء مراقب والكاميرات ذات الجودة العالية تستخدم لمراقبة كل شيء ، حتى ان خطيب الجمعة يتم محاسبته على كلمة وحرف في محاولة منهم للسيطرة حتى على خطبة الجمعة وهذا لن يحدث يقول أبو احمد “.
ويصف المواطن المقدسي رياض جعابيص من جبل المكبر اقتحام المستوطنين بالحدث الجلل ويقول :” لا يسمح لنا بالبقاء في ساحات المسجد الأقصى لدى اقتحام المستوطنين ويطلب منا الابتعاد كثيرا بحيث لا يكون هناك تأثير على المستوطنين الذين يمارسون كل انواع الاستفزاز السلوكي واللفظي امامنا كمصلين ، وفي كل اقتحام هناك تطور نزعي بحيث يتم تفويج المستوطنين بكثافة ويتم السماح لهم بالتجوال لوحدهم وتقوم الشرطة بمرافقتهم عن بعد حتى يشعروا بالأمان لا ان تكون الحراسات عليهم مكثفة ، فهم يريدون ان يصلوا إلى اقتحامات بدون حراسة امنية وكأنهم في ملكهم وحدائقهم ، كما هو الحال في ساحة البراق حيث الحراسة خارجية وليست داخلية “.
حكومة الاحتلال تباهت في احصائية لها ان اكثر من 2500 مستوطن قد اقتحموا ساحات المسجد الأقصى في شهر تموز بدون تعقيدات وبتسهيلات كبيرة .
المصدر: مجلة المجتمع