في الدنمارك .. حتى الأموات المسلمون لم يسلموا من الاعتداءات العنصرية!
“نحن الموتى.. أيها العنصريون لم تريحوننا في حياتنا فدعونا نستريح في مماتنا“.
حتى المقابر والأموات لم يسلموا من شر هذه الاعتداءات العنصرية المستمرة التي تستهدف المسلمين في البلدان الغربية والتي تتصاعد وتزداد شناعة يوماً بعد يوم.. بل وأصبح القائمون بهذه الاعتداءات يوماً بعد يوم يبتكرون طرقاً جديدة خبيثة وقذرة وأبعد ما يكون عن الانسانية لايذاء المسلمين والنيل منهم.
ففي يوم الجمعة الماضي اعتدى مجهولون على مقبرة للمسلمين في منطقة تدعى “بروندبي” غربي العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، وأقدموا على تدمير الشواهد وبعثرة وسحق الزهور المزروعة فوق القبور.
وعقب سماعهم نبأ الاعتداء عليها.. قدم إلى المقبرة من لديهم أقارب مدفونون فيها، وقاموا بترميمها وفقاً لإمكانياتهم، وقرؤوا الأدعية على موتاهم، وعلقوا على مدخل المقبرة لافتة كتب عليها “نحن الموتى.. أيها العنصريون لم تريحوننا في حياتنا فدعونا نستريح في مماتنا”.
أما عائشة محمد -التي رممت مع ابنيها الجزء المدمر من شاهد قبر زوجها الذي فقدته قبل نحو عامين فقد قالت “إن الذين قاموا بتلك الأفعال لا يملكون قلوباً”، وتساءلت “ما الذي يريدونه من شاهد قبر شخص مدفون؟”.
وقال الضابط المناوب في شرطة منطقة غربي كوبنهاغن كيم مادسن في بيان: “تلقينا بلاغاً من شخص في المقبرة، وعند وصولنا إليها رأينا نحو خمسين شاهداً مدمراً، ولم نتمكن من التوصل إلى الفاعلين”. وأوضح أن الشرطة اتخذت تدابير أمنية إضافية حول المقبرة، وفتحت تحقيقاً بشأن الحادث.
استنكارات
وقد قام عدد من المسؤولين الدنماركيين باستنكار هذا الاعتداء السافر، فقد كتب رئيس بلدية “بروندبي” عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي عبر مواقع التواصل الاجتماعي “إب ترب”: “أدين الاعتداء على مقبرة المسلمين”، فيما نشرت النائبة عن حزب اليسار الراديكالي “زينيا ستامبا” على موقعها على الإنترنت رسالة قالت فيها “اليوم كلنا مسلمون”.
الى ذلك، قال النائب عن حزب الشعب الدانماركي اليميني المتطرف “يزيلوت بليكست” إن “الاعتداء على مقبرة سواء كانت للمسيحيين أو لليهود أو للمسلمين شيء غير مقبول”.
وهذه الاستنكارات وان كانت ايجابية، الا أنها غير كافية لحل الأزمة، فهذه الاعتداءات ومشكلة “الاسلاموفوبيا” المنتشرة في أوربا تحتاج الى حل جذري من قبل المسؤولين عن هذه الدول، بحسب ما عبرت عنه الجالية المسلمة هناك.
المجلس الاسلامي يستنكر
بدوره، أدان المجلس الإسلامي الدانماركي هذا الاعتداء الشنيع، واعتبره “سلوكاً عنصرياً يخالف كل القوانين والأعراف الدولية”.
وقال رئيس المجلس عبد الحميد الحمدي: “إن المجلس إذ يعرب عن أسفه لمثل هذه الأعمال العدوانية المنافية لقيم الديمقراطية والتسامح التي تعرفها الدانمارك، فإنه يدين بأشد العبارات ما وصفه بالسلوك الإجرامي الشنيع المرتكب بحق الأموات”.
واعتبر المجلس الإسلامي الدانماركي هذا التصرف عملاً “عنصرياً متطرفاً مسيئاً لوحدة الدانماركيين ولقيمهم الحضارية والإنسانية، وسلوكاً لا يخدم إلا أعداء الأمن والاستقرار والوئام بين مختلف مكونات المجتمع”، وفق البيان.
ودعا البيان مختلف الأطراف الدينية والمدنية والسياسية والأمنية في البلاد إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة من وصفهم بـ”المتطرفين والعنصريين” وعزلهم.
كما حث مسلمي الدانمارك على ترك القانون يأخذ مجراه مع “المجرمين الذين ارتكبوا هذا السلوك المشين المخالف لكل القوانين”، بعيداً عن ردات الفعل، والحفاظ على الدور الإيجابي للمسلمين الدانماركيين في حفظ وحماية أمن الدانمارك.
المصدر: منتدى العلماء + الجزيرة نت.