في اصطناع الرجال
بقلم أ. محمد إلهامي
هذه الافتتاحية ثلاثة أجزاء؛ الأول: قصة من قلب التاريخ عن شخصية لفتت النظر رغم قلة الأخبار المتوفرة عنها، لكن ذكرني بها أمور سأسردها في الجزء الثاني، وفي الجزء الثالث تعقيب على بعض ما ورد للمجلة من رسائل وتعليقات نحسب أنها مهمة.
[1]
قبل نحو سبع سنين، وبينما أعدّ كتابي “رحلة الخلافة العباسية” (3 مجلدات) سجلت على هامش الأوراق العديد من الأسماء التي تغري بمزيد من البحث عنها، فمن تلك الأسماء جعفر بن حنظلة البهراني، وهذا رجلُ سياسة وحرب، واجتماع السياسة والحرب في الرجال قليل، إلا أنه كان في صدر دولة بني العباس فلم يتوهج نجمه بين أهل الثورة الناجحة وأهل الدولة في شروق شمسها، وكيف برجل عاش في زمن أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور وأبي مسلم الخراساني وأبي سلمة الخلال وقحطبة بن شبيب الطائي؟! فأولئك كانوا وسيظلون من عظماء الساسة والخلفاء عبر كل التاريخ الإنساني، وإن نقدنا عليهم أمورا وكرهنا منهم أخرى.
وفي شذرات الأخبار القليلة التي جاء فيها اسم جعفر بن حنظلة البهراني نرى رجلا حكيما وافر العقل سديد الرأي، بل هو من الكفاءات السياسية التي عملت مع الأمويين ثم مع العباسيين، فهو إذن من عينة أولئك الرجال الأكفاء الذين لا تستغني عنهم السلطة وإن وجدتهم في أروقة قصور أعدائها الذين خلعتهم بعد ثورة كبيرة ساحقة. فإذا لم نكن نعرف عنه غير هذا لكان يكفينا أن نبصر فيها كفاءته النادرة!
أول ما نعرفه من أخبار جعفر أنه كان من قيادات الجيوش التي فتحت وسط آسيا ومناطق الشعوب التركية، في زمن الأمويين، إذ ينقل الطبري قيادته لكتيبة حمص في جيش أسد القسري (والي خراسان) ثم قيادته لكتائب المتطوعين في ذات هذه الحرب في عام (119هـ)، ثم تولى جعفرٌ خراسان أربعة أشهر في فترة انتقالية بين وفاة واليها أسد القسري وإلى أن واليها الجديد والأخير في دولة بني أمية نصر بن سيار (120هـ)، وقاد غزوة ضد الروم (139هـ)، وقاد غزوة أخرى (146هـ)، وهاتين في زمن العباسيين.
ولكن جاء وصف شارد عند الطبري بأن جعفرًا هذا هو “أعلم الناس بالحرب، وأنه شهد مع مروان حروبه”، وأغلب الظن أن مروان المقصود هنا هو مروان بن محمد، وحروبه هذه إنما يقصد بها حروبه في أرمينية حيث كان مروان واليا قبل أن يلي الخلافة. ولو ثبت هذا فإن جعفرا كان متمرسا بالحروب وكان بين جبهتي الترك والأرمن في خراسان وما وراء النهر وفي جبال أرمينية!
وتفيد مجمل أخباره مع المنصور أنه كان من المقربين إليه في الأمور الخطيرة، فحين قتل أبو جعفر المنصور أبا مسلم الخراساني كان صاحبنا جعفر بن حنظلة البهراني من أول من علموا بالخبر ودخلوا عليه بعد قتله، فقال للمنصور: “عدّ خلافتك مذ اليوم”، وكان الأمر كما قال، إذ لم يستتب أمر المنصور ولا استقرت الدولة لبني العباس إلا بعد ذهاب أبي مسلم الذي كان أخطر مركز نفوذ يستطيع أن يتحدى الخليفة نفسه، ولو لم يستطع المنصور الخلاص من أبي مسلم لضرب الانقسام الدولة الإسلامية والخلافة العباسية منذ أيامها الأولى.
وقد اشتعلت ضد المنصور ثورة محمد بن عبد الله بن الحسن (النفس الزكية) وأخيه إبراهيم، وهي واحدة من الثورات العلوية ضد العباسيين، وكان التخطيط أن تعلن الثورة في المدينة على يد محمد، وفي البصرة على يد إبراهيم في نفس الليلة فيقع الارتباك والتشتت لدى المنصور، إلا أن خلافا في التقدير جعل محمدا يثور قبل الموعد المتفق عليه، وجاءت ثورته في ليلة كان إبراهيم فيها مريضا بالبصرة، فأعلنت الثورة من المدينة وحدها، وكان هذا من جملة أسباب إخفاقها. لكن الذي يهمنا هنا هو أن صاحبنا جعفر بن حنظلة البهراني تظهر له ثلاثة أخبار في هذه الثورة:
أولها أنه بمجرد ظهور محمد في المدينة نصح المنصور أن يوجه الجيش إلى البصرة ويهتم بها الاهتمام الأكبر، لكن أبا جعفر أعرض عن هذا الرأي، فلما فوجئ بثورة إبراهيم تشتعل في البصرة وتتمدد تمددا خطيرا يكاد أن يصل إلى الكوفة استدعى جعفر بن حنظلة البهراني وسأله كيف استطاع أن يتوقع هذا؟ فقال جعفر مقالته التي تدل على خبرته بالبلدان وطبائع أهلها ووزنها الجيوسياسي (بالمصطلح المعاصر)، قال: “لأن محمدا ظهر بالمدينة، وليسوا بأهل حرب، بحسبهم أن يقيموا شأن أنفسهم، وأهل الكوفة تحت قدمك، وأهل الشام أعداء آل أبي طالب، فلم يبق إلا البصرة”. وتذكر رواية أخرى أن المنصور سأله حين وصله خبر ثورة محمد فقال له: “يا جعفر، قد ظهر محمد، فما عندك؟ قال: وأين ظهر؟ قال: بالمدينة، قال: فاحمد الله، ظهر حيث لا مال ولا رجال ولا سلاح ولا كراع، ابعث مولى لك تثق به فليسر حتى ينزل بوادي القرى، فيمنعه ميرة الشام، فيموت مكانه جوعا، ففعل”، وكانت هذه هي أساس الخطة التي اتبعها المنصور في مواجهة ثورة محمد.
وثانيها: أنه خرج في قادة إخماد هذه الثورة، وهذا دليل كفاءة وثقة من المنصور فيه، فقد اجتمع له الحرب والرأي.
وثالثها: أنه لما عاد بخبر هزيمة إبراهيم بن الحسن وإخماد الثورة، كان الناس يدخلون على المنصور فيهنئونه بهذا النصر، ويأخذون في سب محمد وإبراهيم كما يفعل أعوان السلطان على عادتهم، فلما دخل جعفر على المنصور قال مقالته التي تنم عن شرف العربي ورفعة أخلاقه حتى في حال الخصومة، قال: “أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين في ابن عمك وغفر له ما فرط فيه من حقك”، فَسُرَّ بذلك أبو جعفر وقال: أبا خالد مرحباً وأهلاً ها هنا (أي أجلسه قريبا منه)، فعلم الناس أنه قد سرته مقالته فقالوا مثل قوله. وهذا درسٌ في أخلاق السياسة حتى مع الحرب والخصومة نحتاج أن نتذكره في زمن صار الخلاف فيه مبيحا للطعن في الأعراض وانتهاك الحرمات والتفنن في الكذب والتحقير.
ويروي البيهقي في “المحاسن والمساوئ” أن صاحبنا جعفرًا كان صاحب النصيحة الشهيرة عن المقارنة بين عمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك ومصائر أولادهما، وأنه نصحها للمنصور قائلا: “يا أمير المؤمنين أدركت عمر بن عبد العزيز سنتين، لم يتخذ مالاً ولم ينشيء عيناً، ولم يستخرج أرضاً، ولم يضع لبنة على لبنة، ولا أُحصي كم من ولده تحمل الحمالات، وحمل على الخيل، وولي هشام بن عبد الملك ثماني عشرة سنة ما منها سنة إلا وهو ينشيء فيها عيوناً ويتخذ فيها أموالاً ويقطع لولده القطائع، ولا أعرف اليوم من ولده رجلاً يشبع”.
هذه أخبارٌ تعد على أصابع اليد الواحدة عن رجل واحد، إلا أنها تدل على مبلغ كفاءته في الحرب والسياسة معا، وليس المقصود من هذا المقال إلا لفت الانتباه إلى ضخامة عدد المجهولين وأخبارهم في تراثنا، وأن أخبار كثير منهم مطمورة مغمورة تحتاج من يستخرجها.
[2]
ما سبق كانت هي القصة.. فما سبب إيرادها هنا؟
السبب كان تقريرا قرأته قبل مدة يبحث في إنتاج المراكز البحثية الغربية عن سبل الانتصار على حركات الجهاد والمقاومة الإسلامية، وقد رصد هذا التقرير اتجاها عاما في المراكز الغربية يتلخص في: ضرورة الفصل بين هذه الحركات وبين حواضنها الشعبية، إذ ستظل هذه الحركات دائمة التجدد مهما أبيد بعضها وأخمد بعضها طالما أن الإسلام يمثل عقيدة قتالية تعتنقه الشعوب المسلمة، وهو ما سيوفر دائما مددا من المجاهدين والمقاتلين إما لرفد الحركات القائمة أو لإنبات حركات جديدة. [راجع: https://goo.gl/Fc4nZS]
ومن ثَمَّ فلا بد من نشر وترويج نسخة جديدة من الإسلام في هذه المجتمعات المسلمة، ومن ضرورات هذه النسخة أن ينطق بها مسلمون مخلصون، إذ لو نطق بها الغربيون أو حتى العلماء الرسميون التابعون للسلطة فلن يمنحها هذا المصداقية اللازمة لانتشارها في المجتمعات الإسلامية.. وهكذا فلا بد من البحث عن البديل المناسب الذي لا بد أن يكون من داخل المجتمعات المسلمة، ويمثل نمطا طبيعيا فيها ليجري دعمه والترويج له بدون فجاجة ليسود خطابه المنافر لحركات الجهاد والمقاومة فتنقطع الأمة عن إمداد هذه الحركات فيسهل إخمادها وإبادتها بلا رجعة.
بحسب التقرير تنحصر هذه البدائل في خمسة رئيسية، لكل طيف من المراكز البحثية الغربية واحد تميل إليه، وهم: الإسلام الرسمي التابع للسلطة، الطرق الصوفية، السلفية الدعوية (العلمية)، الحركات السياسية (الإخوان المسلمون).
يعرف الباحثون الغربيون الذين اقترحوا هذه البدائل أن كلا منها قد يتحول إلى خطر بنفسه إذا جرى دعمه، وربما يشب عن الطوق، فحتى الأزهر الذي يمثل السلطة الرسمية يُخشى منه دعمه أن تتجدد زعامته المشيخية ودوره التاريخي القديم في مكافحة الاحتلال، وكذا الطرق الصوفية التي لها تاريخ عريق في الجهاد لا سيما في الشمال الإفريقي والعراق وتركيا والجناح الشرقي للعالم الإسلامي، وكذا السلفية العلمية التي تحتضن أصولها الفصل الواضح بين المسلمين وغيرهم وبين دار الإسلام ودار الكفر والتي تعد أضعف الاتجاهات الإسلامية في تقبل الحداثة، وكذلك الإخوان المسلمون الذين يمثلون خطرا قويا وهم الذين أفرزوا حركة مثل حماس ورجلا مثل أردوغان وكادوا أن يحققوا تحولا خطيرا بمصر!
المضحك المبكي أن ما يعرفه هؤلاء الباحثون ويحذرون منه لا يعرفه أبناء التيار الإسلامي نفسه الذين يسود بينهم سوء الظن بعضهم في بعض، وتختزن عقول كل طائفة منهم قائمة طويلة من جنايات وإساءات وخيانات وأخطاء وجرائم الطائفة الأخرى!!
الواقع أن هذه الخنادق والفوارق الواسعة من التباغض وسوء الظن هي التي دفعت أولئك الغربيين (الذين يكرهوننا جميعا ويحاربوننا جميعا) لأن يتوقعوا أن يكون بعض الإسلاميين بديلا عن بعضهم الآخر، بل وأن يكونوا ذراعا لضرب البعض الآخر، ويبدأ عملهم في التفريق والتوظيف، بينما هم يطمحون إلى غاية تدمير الجميع ونشر الكفر التام بين المسلمين.
نحن نعلم بيقين، ومن واقع ما عايشناه وشاهدناه، أن في كل هذه البدائل أناسا مخلصين للإسلام إخلاصا لا سبيل للشك فيه، مجاهدين في سبيله بأموالهم وأنفسهم، باذلين له من أوقاتهم وأعمارهم ودموعهم ودمائهم، بل في كل أولئك أناس مستجابو الدعوة يُستعان بهم في الشدائد، فضلا عن أن في كل أولئك كفاءات علمية وشرعية ودعوية وإدارية وسياسية وعسكرية وغير ذلك.
فلماذا ينبغي أن يكون بعض أولئك بديلا لبعضهم الآخر، ولا يكن بعضهم لبعض مكملا وسادًّا للفجوات والثغور والاحتياجات الملحة؟
نعم بين هذه الأطياف من المشكلات الفكرية والتاريخية بل والاختلافات العقدية ما هو معروف، وليس مطلوبا الآن التفتيش في هذه الأمور، بل المطلوب هو التعاون في ظل هذه النوازل الكاسحة التي تريد استئصال الإسلام كله.
لئن وُجِد في الكفار الأصليين من يعرف الفوارق بين الاتجاهات الإسلامية إلى الحد الذي يريد فيه ويعمل على توظيف بعضهم ضد بعض، أفلا ينبغي أن يكون في العاملين للإسلام من المنصفين وأهل العدل والحلم والروِّية من يستثمر في العلاقة مع الأطياف الأخرى لسد النقص وملء الاحتياج وجبر الكسر؟!
فإذا لم يكن هذا موجودا ولا محتملا فأضعف الإيمان أن تكون العلاقة بين الإسلاميين بالقدر الذي يتعطل معها توظيف بعضهم ضد بعض، لئن لم يكونوا معنا ولم يكونوا إلى جوارنا فليكونوا محايدين ولا يكونوا في المعسكر الآخر!
ويجدر أن نتعلم هذا أول ما نتعمله من نبينا الكريم –صلى الله عليه وسلم- فقد جعل الوليد بن الوليد يراسل أخاه خالدا ويعده ويمنيه بأن رسول الله يعرف له حقه وما مثل خالد يجهل الإسلام، هذا وخالد هو صاحب الهزيمة القوية في أحد والتهديد الخطير في الحديبية. بل وفي اللحظة الأخيرة أعطى رسول الله لأبي سفيان شيئا لنفسه لأنه رجل يحب الفخر فذهب هذا مفتخرا ينادي “ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن”، وأبو سفيان قبل هذه اللحظة رأس العداوة للإسلام وللنبي.. والمواقف كثيرة وليس يجهلها الإسلاميون ففي كل منهم علماء وفقهاء وشرعيون.
ثم لنتعلمه من تاريخنا، وهذه القصة التي سقتها عن جعفر بن حنظلة البهراني مجرد واحدة من كثير، بل إن قصص العفو عن الخصوم واصطناعهم لهي حديث طويل تزخر به كتب التاريخ وكتب آداب المجالس وكتب الحلم والأمثال.
فإن لم يسعف هذا فلنتعلمه من أعدائنا، ولعمري إن العكوف على مذكرات الساسة البريطانيين وحدها، لتأتينا بثروة هائلة من حسن سياستهم في تدبير شأن القبائل ومعرفة الحق لرؤوسها، واصطناعهم لشيوخها ورجالها، مهما كانت بينهم وبين الإنجليز معارك طاحنة، وبهذه السياسة التي مهما كرهناها منهم فلا نملك إلا الإعجاب بها وبأنها وفرت عليهم أنهارا من دماء وبحارا من أموال وصنعت لهم نفوذا لا زلنا نصارعه ونكابده. وقد فعلوا هذا كثيرا بعد انتصارهم وتمكنهم، وبه كسبوا أوضاعا جديدة وانتزعوا فتيل ثورات كان يمكنها أن تطيح بهم وتسبب لهم إزعاجا شديدا. ولو أن لي من الأمر شيئا لخصصت مركزا بحثيا ينفق عليه من أموال الإسلاميين لتحليل مذكرات الساسة الأجانب فحسب في مراحل تاريخنا المختلفة فإن فيها دروسا عظيمة عظيمة، وما على الرجل أن يتعلم من عدوه إذا أحسن عدوه الإنجاز!
[3]
بقي أمرٌ أخير يحملنا على ذكره بعض التعليقات التي جاءتنا على بعض المقالات التي نشرت في المجلة، والتي ترى أن المجلة تتخذ موقفا معينا من فصيل في ثورة الشام المباركة، وقد جاءتنا تعليقات متعاكسة، فبعضها يرى أننا نأخذ موقفا مادحا من فصيل ما وبعضها يرى أننا نأخذ موقفا قادحا من الفصيل نفسه.
ولتوضيح هذا الأمر، نقول:
1. قولا واحدا وقاطعا ليس للمجلة موقف أو انحياز لأحد الفصائل أو الفرق أو الجماعات لا في داخل الشام ولا في خارجه، ويشهد الله أن المجلة فكرة ذاتية من العبد الفقير، ومن معه من الأصدقاء ممن يقومون بشأن المجلة لا ينتمون لحزب ولا لجماعة ولا لطائفة.
2. المجلة تفتح أبوابها لاستقبال المقالات من الجميع، وتجري مراجعة المقال على قاعدة: هل هو نافع أم لا؟ فإذا ترجح ذلك نُشِر وإن لم نوافق على كل ما فيه، ونحن حريصون –كما ذكرنا ذلك مرارا- أن تكون مادة المجلة نافعة للعاملين.. فليست تهتم لا بالثناء على أحد ولا بالقدح في أحد.. وإن كان المدح والقدح يجريان بالضرورة في نقاش أية قضية، فكيف بمناقشة القضايا العويصة في زمن الاستضعاف وفي خضم الفتن التي تجعل الحليم حيرانا؟!
3. والمعنى المباشر لما سبق أن المجلة تستقبل المقالات من أفراد تختلف آراؤهم وتوجهاتهم، وكل هذا مرحب به، بل نحن حريصون عليه.. لكننا في ذات الوقت نحرص أيضا ألا تكون المجلة سجالات بين أطراف مختلفة، وألا تتحول إلى مجرد ساحة فكرية لتبادل الردود والاتهامات. فالأصل الذي يقاس عليه كما نكرر: هل المقال نافع أم لا؟
4. وكل الأمور التقديرية عرضة للصواب والخطأ، فإنما نحن بشر، ولربما أخطأنا التقدير فنشرنا ما حقه الحجب، أو حجبنا ما حقه النشر، وإنما هذا مبلغ اجتهادنا.. ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
(المصدر: مجلة كلمة حق)