فورين بوليسي: الهند تسرع الخطى إلى نقطة اللاعودة بتصاعد العداء للمسلمين
يحذر مقال بموقع فورين بوليسي من أن العداء المتنامي ضد المسلمين في الهند يهدد بالقضاء على أكبر ديمقراطية في العالم، مشيرا إلى أن الثقافة الهندية ربما تكون من الثقافات القديمة، لكن وحدتها الداخلية نادرة وحديثة.
وأوضح المقال -الذي كتبه كابيل كوميريدي- أن الدم الذي سُفك ليلة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيودلهي، وعلى مدار الأيام الثلاثة التالية، هو مجرد مقدمة لمذبحة كاملة للمسلمين.
وقال الكاتب إن العاصمة الهندية شهدت في تلك الليلة أسوأ أعمال عنف بين الهندوس والمسلمين منذ عقود، حيث انتشر الغوغاء في الأحياء المختلطة، وأحرقوا المنازل، وخربوا بيوت العبادة، وذبحوا الناس بسبب الانتماء إلى دين آخر.
ضياع الثقة
وأضاف أن تلك الليلة شهدت -بالإضافة إلى فقدان الأرواح البشرية- ضياع الثقة التي تراكمت على مدى عقود بين الهندوس والمسلمين، مشيرا إلى أن مخلفات الأبنية ستتم إزالتها، كما ستتم إعادة بناء المنازل، لكن كثيرين ممن عاشوا حتى وقت قريب متلاصقين ومتجاورين سينظرون إلى بعضهم البعض ولأجيال قادمة بعداء وشك.
وذكر أنه بالنسبة للناس العاديين، فإن ما جرى هو نتيجة سياسة التقسيم التي ينتهجها حكام الهند الحاليون. وأضاف أنه إذا كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تجنب شخصيا الخطابة المثيرة للخلاف بشكل واضح منذ أن تولى منصبه هذا، فإن الوكلاء في حزبه الذين يلقون الخطب السامة كطريق إلى المجد السياسي الفوري لم يفعلوا أكثر من تقفي خطى زعيمهم.
وقال إن الهند تمر بمرحلة اقتصادية صعبة، تسببت في بطالة واسعة لقطاع الشباب، وآلية حكمها تنهار تحت ثقل استبداد مودي، وإن قضاءها يجبن أمام جموح رئيس وزرائها.
المسلمون ليسوا كالسيخ
وأضاف الكاتب “صحيح أن الهند لديها مظالم تاريخية”، حيث عانت خلال تاريخها الطويل من الغزو الأجنبي ولقرون وتعرّض إرثها الثقافي والديني للإزالة عدة مرات، وبُترت أطراف “أرضها المقدسة” لتلبية طلبات المسلمين في إنشاء دولة خاصة بهم (باكستان).
ومع ذلك، يقول كوميريدي إنه لا يمكن للهند أن تعيش كمنصة للبث الدوري للشكوى الهندوسية، فهي تتمتع بقدرة كبيرة على التعافي من الضغائن والكراهية، لكن هذه القدرة تُفهم غالبا بشكل خاطئ، إذ يعتبرونها قدرة على امتصاص الرعب.
والمسلمون في الهند ليسوا كالسيخ الذين يشكلون 2% فقط من السكان، في حين يبلغ عدد المسلمين هناك مئتي مليون.
(المصدر: فورين بوليسي / الجزيرة)