“فلسطين ليست للبيع” .. غضب شعبي وإسلامي يحاصر مؤتمر البحرين
شهد يوم أمس الثلاثاء احتجاجات في مختلف العواصم العربية والعالمية رفضاً لمؤتمر البحرين الذي انطلقت أعماله في المنامة لما يحمل من خطط لتصفية القضية الفلسطينية.
وأصدرت خمسة و عشرون رابطة و منظمة لعلماء الأمة الإسلامية بياناً بشأن ورشة المنامة الاقتصادية التي تعتزم الإدارة الأمريكية إقامتها بشأن القضية الفلسطينية.
وأكد البيان على أنّ الورشة خطوة بالغة الخطورة ومؤامرة لتصفية القضية الفلسطني، وأنّ الهدف منها ترتيب صفقة القرن، كما أوضح البيان حرمة المشاركة فيها وأنّها خيانة لله و الرسول والمؤمنين.
فيما دعى البيان شعوب الأمة إلى التظاهر يوم الجمعة القادمة تعبيرا عن رفضهم و استنكارهم لجريمة مؤتمر المنامة.
“علماء المسلمين”: “ورشة المنامة” تتعارض مع ثوابت فلسطين والإسلام
أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رفضه لورشة اقتصادية بالبحرين تلتئم غدًا الثلاثاء، لبحث أولى خطوات ما يسمى بـ “صفقة القرن” بشأن القضية الفلسطينية، قائلًا إن أي مشاركة بها “تتعارض مع الثوابت الفلسطينية والعربية والإسلامية، بل والإنسانية العادلة”.
وقال الاتحاد في بيان صحفي: إن” أمريكا اعترفت بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال (في 6 ديسمبر/ كانون أول 2017)، وتسعى لتنفيذ ما يسمى بصفقة القرن”.
وأضاف مستنكرًا “بدلًا من الرفض والمقاومة لهذه المؤامرة نرى هرولة لبعض قادة العرب بالأموال والمؤتمرات، وآخرها ورشة الازدهار مقابل السلام بالبحرين”.
مشعل: الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير “صفقة القرن”
من جهته شدد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لـ”حركة حماس” ، على أنّ “الشعب ال فلسطين ي لن يسمح بتمرير ” صفقة القرن ” الأميركية- الإسرائيلية، الّتي هي صفقة مشبوهة ومسمومة، ورشوة للمنطقة بأموال العرب لتباع جوهرتهم فلسطين و القدس “.
ولفت في بيان، إلى أنّ “شعبنا الفلسطيني مجمع على رفض الصفقة، ولن يسمح لها أن تمر، ولا مستقبل لها وستفشل”، مركّزًا على أنّ “الثوابت الفلسطينية خطوط حمراء يتمسّك بها شعبنا، ولن يقبل المساومة عليها ولا رؤية بدونها، وهي الأرض والقدس و حق العودة والسيادة والاستقلال الحقيقي”:.
وأكّد مشعل “حقّ الشعب الفلسطيني في المقاومة والتخلّص من الاحتلال وحرية أسرانا في سجون الاحتلال، وهي ثوابت لا مساومة عليها”.
الأردن: مقر العمل الإسلامي يتشح بالسواد .. ووقفة احتجاجية:
أما في الأردن فقد أكد كل من حزب جبهة العمل الإسلامي وكتلة الإصلاح النيابية رفض المشاركة الأردنية في مؤتمر البحرين ورفض كل ما ينبثق عن هذا المؤتمر من إجراءات ضمن ما يسمى بصفقة القرن، لما تمثله من مقدمة عملية وهيكلة اقتصادية ومالية لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، فيما عرف بصفقة القرن المشؤومة التي أعلنها ترمب.
واتشح مقر الأمانة العامة للحزب بالسواد رفضا للمشاركة في مؤتمر البحرين ورفضا لصفقة القرن واعقبته وقفه احتجاجية أن مشاركة الحكومة في مؤتمر البحرين ولو بمستوى أمين عام وزارة المالية مشاركة مدانة بكل المقاييس.
لبنان: فعاليات ترفض مؤتمر البحرين
وفي لبنان عقد في مدينة طرابلس اللبنانية الاثنين ، لقاء إعلامياً لبنانياً فلسطينياً، تحت عنوان “إعلاميون ضد صفقة القرن”، للتنديد بمؤتمر البحرين الاقتصادي.
وقال المسؤول الإعلامي لحركة “حماس” في الخارج، رأفت مرّة: “إن الصفقة هي عبارة عن تفاهم إسرائيلي أمريكي، تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل”.
وأضاف: “قامت الولايات المتحدة بخطوات عدة في سبيل ذلك، عبر الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس والجولان السوري، ومحاولة إنهاء قضية اللاجئين عبر وقف الدعم الأمريكي عن وكالة الأونروا”.
وأكد، أن الصفقة تحاول تمرير مشاريع التسوية، عبر مشاريع تنموية واقتصادية في محاولة لإقناع الشعب الفلسطيني بضرورة الاعتراف بالكيان الإسرائيلي في سبيل منافع اقتصادية كبيرة”.
واحتشد الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين أمام مقر “الإسكوا”، في العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء، في تجمع شعبي دعت له حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، رفضاً لمؤتمر البحرين وصفقة القرن.
ورفع المشاركون في الاعتصام الذي كان تحت شعار “لا لصفقة القرن، يسقط مؤتمر البحرين”، الأعلام الفلسطينية واللبنانية، بالإضافة إلى اليافطات والشعارات المطالبة بإسقاط “مؤتمر البحرين”.
ممثل حركة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، قال في كلمته “يريدون من مؤتمر البحرين أن يكون حفلة بيع لفلسطين ولحقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته”. مضيفًا “لو أعطيتمونا مال الأرض وذهبها لن نتخلى عن أرضنا ومقدساتنا، فنحن مقتنعون أننا على موعد مع النصر أو الشهادة”.
وتساءل عبد الهادي “ماذا نفعل بدماء شهدائنا، أو بتضحيات أسرانا، كيف نبيع أرضنا وحقوقنا، ونحن كشعب فلسطيني ناضل وضحى، كيف لنا أن نبيع أو نفرط بتلك التضحيات؟”.
وأشار إلى أنه “لو كنا نريد أن نبيع أرضنا بحفنة مال يعرضها تجار الدم وتجار المقدسات، لكنا بعنا منذ أمد بعيد”. وبيّن عبد الهادي أن الذين “يعرضون علينا أن نبيع أرضنا وثوابتنا بحفنة من المال، نرد عليهم بوحدة موقفنا الفلسطيني، هذا الموقف الموحد التاريخي الرافض لصفقة القرن، ولمؤتمر البحرين”.
مؤكدًاً أن “العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، ولغة المقاومة، فالصاروخ هو من سيفشل صفقة القرن، كما أفشل الحجر والمقلاع مخططاتهم من قبل”.
وطالب عبد الهادي، “أحرار العالم بدعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ودعم محور المقاومة لإفشال صفقة القرن”. معتبراً أن المقاومة منتصرة، وأن الوحدة الفلسطينية تواجه الصفقة.
(المصدر: موقع بصائر)