فلسطين إسلاميّة وليست يسارّيّة! ( 1)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
فلسطيننا الحبيبة من النّهر إلى البحر بلد عربيّ مسلم بل هي أهمّ بقعة في ديار الشّام فتحها الإسلام وحرّرها الإسلام ولن تتحرّر بإذن اللّه عزّ وجلّ إلا بالإسلام وعلى فرض أنّها تحرّرت بغير الإسلام وهذا مستحيل فلا فرق بين طاغوتٍ عربيّ وأجنبيّ وأعجميّ! إلى القدس الشّريف في فلسطين كانت رحلة الإسراء الشّريف ومن هناك كان المعراج المنيف قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ وإذا كان ما حول المسجد الأقصى مباركًا فحلول البركة فيه من باب أولى!
لقد فتحت القدس سلمًا بدون حرب واستلم مفاتيحها الفاروق عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه من البطريق صفرونيوس سنة 16 هجريّة ونحن قومٌ أعزّنا اللّه بالإسلام ومهما ابتغينا العزّة بغيره أذلّنا اللّه! فحين ابتعد المسلمون عن دينهم شيئًا فشيئًا سلّط اللّه عليهم من لا يخافه ولا يرحمهم فغاصت خيول الصّليبيّين بدماء المسلمين وظنّ العدوّ والصّديق والقريب والبعيد أنّه لن تقوم للإسلام والمسلمين قائمة بعد اليوم ولكنّ مولانا الحيّ القيّوم ناصر دينه ومتمّ نوره وحافظ شريعته فبعث لهذه الأمّة الماجدة العظيمة المجاهدة البطل الرّبّانيّ صلاح الدّين الأيوبيّ ليس بعربيّ ولا فلسطينيّ ولكنّه مسلم كُرديّ حرّكته عقيدته ودفعه إيمانه فأعلن حركة نضال واسعة النّطاق ونادى في الآفاق: (حيّ على الجهاد حيّ على الفَلاح) فلبّى المسلمون نداءه وأتوا إلى بلادنا المقدّسة المباركة الطّيّبة زرافات ووحدانًا ووقعت معركة حطّين بين أبطال المسلمين أولياء الرّحمن وبين الصّليبيّين من جند الشيطان وانتصر الحقّ على الباطل في إحدى معارك الإسلام الفاصلة الشّهيرة ووقف التّاريخ خاشعًا أمام هذا الانتصار الفريد وسجّله بمداد من نور على صحائف من قلوب وتلا فمُ الزّمان عبر هذه السّنين أنشودة النّصر المبين التي امتزجت بدماء المجاهدين لتحرير أولی القبلتين من دنس المحتلّين!