فلسطين إسلاميّة وليست يسارّيّة! (٢)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
إنّ ممّا يلفت النّظر أخي المرابط في الثّغر أنّ يسار هذه الدّيار ناصروا الجمعيّات النّسويّة العلمانيّة وتبنّوا الاتّفاقيّة السّيداويّة البهيميّة ثمّ اعترضوا علی غزّة الأبيّة لأنّها أقامت الحدّ علی الجناة بالقتل العمد بحجّة أنّ القصاص من المجرمين يخالف القوانين الوضعيّة والاتّفاقيّات الدّوليّة؟! وصرّحوا في مناسباتهم الوطنيّة بوكالات الأنباء المحليّة والعربيّة بأنّ فلسطين ستظلّ علمانيّة ولن تعود لعهود الرّجعيّة والظّلاميّة والسّلفيّة؟! ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾
والغريب العجيب أخي اللبيب الحبيب أنّ من الفصائل اليساريّة من تتلقّی مساعدات ماليّة لتطبيق السّيداويّة من دول رأسماليّة كالحكومة السّويديّة التي سمحت بحراسة من شرطتها النّازيّة بحرق آيات وسور قرآنيّة أمام وكالات الصّحافة العالميّة؟!
ومن المعلوم أنّ فصائل اليسار لا تتدخّل البتّة في شؤون الرّاهبات أو الطّائفة السّامريّة ولكنّها وهي الأقليّة تسعی بكلّ ما أوتيت من قوّة لتغيير فقه الأحوال الشّخصيّة المستمدّ من الأحكام الشّرعيّة بحجّة أنّ السّلطة الفلسطينيّة وقّعت علی السّيداويّة الدّوليّة والتي لو نطقت الدّوابّ الأرضيّة لعيّرت البشريّة بهذه الاتّفاقيّة المخزية؟! وتناست أنّ الشّريعة الإسلاميّة هي المادّة الرّابعة في دستور السّلطة الفلسطينيّة؟!
من الجدير بالذّكر أنّه لم يسلم من انتقادات شرذمة اليساريّين لا الأحكام الشّرعيّة ولا الجماعات الإسلاميّة ولا الحركات الوطنيّة ولا السّلطة الفلسطينيّة؟! ولأنّ لهم أعضاء في منظّمة التّحرير فإنّهم يهدّدون الأكثريّة بتطبيق السّيداويّة بالرّغم من مخالفتها للنّقل والعقل والعدل وما يسمّی ديمقراطيّة؟
نقول لهم ولغيرهم من العلمانيّين بكلّ عزّة وقوّة وفخر: ستظلّ بلادنا رغم أنوفكم وأنوف من يدعمكم إسلاميّة لا شرقيّة ولا غربيّة إلی أن يرث الأرض ومن عليها ربّ البريّة! واللّه أكبر من مكائد رأسماليّة الشّيطان الأكبر ومن زندقة السّرطان الأحمر!
اقرأ أيضا: فلسطين إسلاميّة وليست يسارّيّة! ( 1)