فلسطينيو أوروبا يطلقون مؤتمرا دوليا سنويا دعما للقدس وأهلها في مواجهة الاحتلال
أعلن مؤتمر فلسطينيي أوروبا، السبت، عن إطلاق مؤتمر سنوي دولي في أوروبا دعما للقدس وأهلها في مواجهة الاحتلال.
جاء ذلك على لسان رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا أمين أبو راشد في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القدس الأوروبي الأول الذي تستضيفه مدينة ميلانو الإيطالية بحضور نشطاء فلسطينيين من الداخل والخارج، بالإضافة إلى عدد من أنصار القضية الفلسطينية في إيطاليا وأوروبا.
وقال أبو راشد: “إن مؤتمر القدس الأوروبي هو النسخة الأولى لمؤتمر سنوي سيكون شهر تشرين أول (أكتوبر) موعده السنوي لينضاف إلى المؤتمر السنوي لمؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي يعقد في شهر أيار من كل عام”.
وانتقد أبو راشد، استمرار الصمت الدولي والأوروبي تحديدا على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق فلسطين عامة والقدس بوجه خاص، وقال: “إن عدوان الاحتلال على أهلنا في الداخل وفي مختلف فلسطين نتابعه وننقله إلى العالم.. وعلى أوروبا أن تقف وقفة جادة أمام إحقاق الحق.. على أوروبا أن توقف كل أنشطتها الداعمة للمحتل وأن تفرض عقوبات على محتل يمارس كل الجرائم بحق الفلسطينيين”.
وأضاف: “لا يمكن إدانة محتل هنا ونترك يد المحتل الصهيوني ممدودة”.
وأعلن أبو راشد أن “النسخة الأولى من مؤتمر القدس الأوروبي ستطلق نداء ميلانو في عريضة ستقدم إلى بريطانيا لمطالبتها بالاعتذار للشعب الفلسطيني على وعد بلفور الذي أسس لمأساة الشعب الفلسطيني”.
من جهته ثمن نائب مدير الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات، خطوة إطلاق مؤتمر القدس الأوروبي، وأكد أن القدس والأقصى أمانة ليس فقط في أعناق المقدسيين المرابطين في الداخل، بل في عنق كل الأحرار في العالم.
وقال بكيرات: “أطمئنكم أن القدس لن تجف طالما هناك طفل واحد يقول ’القدس لنا‘.. وسنبقى حراسا لها ما حيينا”، وفق تعبيره.
أما الأب عبد الله جوليو ممثل الكنيسة الملكية اليونانية الكاثوليكية، فقد أكد وحدة الفلسطينيين بمسلميهم ومسيحييهم في الدفاع عن فلسطين، وأكد أن تحرير القدس حتمية تاريخية آتية مهما طال الزمن”.
وعاد وذكر بوحدة الدم الفلسطيني في الدفاع عن الحقوق الوطنية وأشار إلى استشهاد الإعلامية في قناة “الجزيرة” شيرين أبو عاقلة، معتبرا أن ذلك هو الدليل الملموس على وحدة الفلسطينيين بمختلف مكوناتهم الدينية.
أما عبد الله بن منصور رئيس مجلس مسلمي أوروبا، فقد أكد أن القدس هي صاحبة الفضل على المسلمين جميعا في العالم العربي وفي أوروبا..
وأشار إلى أن الاحتلال اعتقد أنه من خلال الدعم الغربي الصهيوني له، يمكنه أن يسيطر على القدس وعلى فلسطين، لكنه ووجه بحقيقة ساطعة أخرى وهي أنه لا قيام لفلسطين إلا بدعم الوجود الإسلامي في أوروبا وأمريكا.
وقال ابن منصور: “لقد أدرك الصهاينة وأنصارهم في الغرب ذلك فأعلنوا حربا على الوجود الإسلامي ضمن الإسلاموفوبيا، وهي معكرة يواجهها مسلمو أوروبا باقتدار”.
وأشار ابن منصور إلى أن القدس صاحبة فضل على الوجود الإسلامي في الغرب وأوروبا وأمريكا من خلال الكفاءات الفلسطينية في مختلف الميادين العلمية والدينية والحقوقية.
ومن إيطاليا شارك الدكتور إيلان بابيه مدير المركز الأوروبي لدراسات فلسطين، الذي قال بأنه جاء إلى المؤتمر للحديث باسم اليهود غير الصهاينة، وقال إنهم لن يتوقفوا عن دعم فلسطين إلى أن تتحرر من الاحتلال الصهيوني.
وانتقد بشدة ازدواجية الغرب في الدفاع عن حقوق الإنسان، من خلال إسناد الغرب لأوكرانيا في مواجهة المحتل الروسي، وانتقاد الانتهاكات التي تمارسها إيران بحق المتظاهرين، بينما تصمت على جرائم الاحتلال الصهيوني رغم بشاعتها..
وتحدثت إلى الحضور الفلسطيني الذي جاء إلى المؤتمر من عدد من المدن الإيطالية والأوروبية، هنادي سرحان والدة الطفل المعتقل لدى سلطات الاحتلال سلطان سرحان، وعرضت للمعاناة التي يواجهها الفلسطينيون في مواجهة جرائم الاحتلال الوحشية، لكنها أكدت أن تلك الجرائم لم تدفع الفلسطينيين إلى الاستسلام.
أما المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، الذي مثله في مؤتمر القدس الأوروبي الأول سري زعيتر، فقد دعا الفلسطينيين إلى التوحد من أجل مواجهة الاحتلال بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة.. مؤكدا أن أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج يبذل قصارى جهده من أجل لم الشمل الفلسطيني لتمتين الصف الداخلي كشرط لمواجهة الاحتلال.
أما أليساندرو وهو كاتب وصحفي وبرلماني إيطالي سابق، فقد أكد أن صمت الدول الأوروبية والغرب على جرائم الاحتلال غير مفهومة وغير مبررة، وأكد أنهم كنشطاء ضمن منظمات المجتمع المدني في إيطاليا يعملون من أجل دفع الغرب إلى اتخاذ مواقف منسجمة مع المواثيق الدولية وانتقاد جرائم الاحتلال المنافية لتلك القوانين.
ورأى أنور الغربي مسشار الرئيس التونسي الأسبق في تصريحات خاصة لـ”عربي21″، أن انعقاد مؤتمر مختص بالقدس في أوروبا يمثل خطوة جادة في سياق فضح جرائم الاحتلال وتأكيد الهوية العربية والإسلامية للقدس.
وقال: “أهمية مؤتمر القدس الأوروبي الأول تكمن في أنه يأتي ردا على مساعي الاحتلال وأعوانه لدفع دول العالم الغربي إلى الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة للاحتلال، وهي مساع لم يتمكن الاحتلال من تحقيقها حتى الآن”.
وأضاف: “أعتقد أن التركيز على المسار الحقوقي والمدني في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية التي تؤيدها القوانين الدولية، هو مسار أثبت فعاليته في التاريخ، بالإضافة إلى ثبات الفلسطينيين في الداخل في ديارهم، وفشل الاحتلال حتى الآن في اقتلاعهم”.
ودعا الغربي القائمين على مبادرة “مؤتمر القدس الأوروبي”، إلى مد يد التعاون مع منظمات المجتمع المدني في أوروبا، ومع المؤسسات الدولية ذات الصلة بالدفاع على الشرعية الدولية، وفق تعبيره.
يذكر أن مؤتمر القدس الأوروبي الأول الذي تستضيفه مدينة ميلانو، السبت، هو مبادرة يشترك في تنظيمها مؤسسة “أوروبيون لأجل القدس” ومؤتمر فلسطينيي أوروبا والتجمع الفلسطيني في إيطاليا.