فقيد الأمة الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله
بقلم الدكتور عبدالله المَشوخي (خاص بالمنتدى)
فجعت الأمة الإسلامية بفقدان عالم رباني من أبرز علماءها ولا أبالغ إن قلت أنه إمام العصر ورائد الدعاة وفقيه الأمة ومؤسس الفكر الوسطي المعاصر، كما أنه صاحب فضل في تأسيس مؤسسات توعوية وعلمية ودعوية وخيرية وإعلامية من أبرزها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والهيئة الخيرية العالمية… الخ.
كما ألف عشرات الكتب التي كانت بمثابة نبراسً لكل باحث وداعية وطالب علم وواعظ، كما تطرق رحمه الله لقضايا معاصرة طالما أشكلت على كثير من الناس فأصلها بقلمه المعهود ووضع لها الحلول الناجعة.
كذلك كان للشيخ رحمه الله صولات وجولات في مجابهة الأفكار المنحرفة والمستوردة، إضافة إلى مواجهة الفكر التكفيري المتطرف وكذلك الفكر التسويغي المتساهل، وقابل الحلول المستوردة لثني الأمة عن رسالتها بوضع الحلول الإسلامية الأصيلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لقد كانت قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، وحقيقة الصراع مع اليهود وبيان مخاطرهم من أولويات الشيخ رحمه الله.
كذلك أولى الشيخ موضوعي فقه الأولويات والموازنات رعاية خاصة لما رأى من قصور لمثل هذه القضايا المهمة في هذا العصر.
من مآثر الشيخ رحمه الله، أدبه الجم مع المخالف لاجتهاده وغض الطرف عن منتقديه، وثباته على الحق وقول كلمة الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، كما أنه لم يجامل جهة أو مسؤولا على حساب الحق، كذلك لم يساوم على مبدأ اقتنع به.
لم تغر الشيخ رحمه الله المناصب أو المكاسب بل كان هدفه طوال حياته مرضاة الله سبحانه وتعالى.
ومن مآثر الشيخ رحمه الله التيسير في الفتوى من أجل ترغيب الناس في الدين، وقد كان يبغض التنطع فيه أو التشدد لما يؤدي إلى تنفير الناس منه.
وكان رحمه الله صاحب همة عالية لطالما سافر إلى بلدان شتى لتبليغ دعوة الله ومن خلال تلك الزيارات واللقاءات لاسيما مع الأقليات المسلمة عالج كثيرًا من قضاياهم ووضع لهم الحلول الناجعة.
في الختام، فإن مآثر الشيخ تحتاج الى مجلدات، بل كتبت رسائل في الدراسات العليا حول منهج الشيخ ومؤلفاته، ولكنها كلمة وفاء عابرة لا يسعني إلا أن اقول إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فقدانك أيها العالم الرباني لمحزونون، وإنا لله وإنا له لراجعون، وأسأل الله العلي القدير أن يثيبه خير الثواب على ما قدم من علم ودعوة وجهاد وصبر على ابتلاء وثبات على الحق وأن يكرم مثواه ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.