فضيلة الشيخ يوسف ابن إبراهيم الخلاصي -رحمه الله-
بقلم عمار طاووز
ولد الشيخ في كفر نوران بريف حلب الغربي عام 1963 أقام في حيّ الفردوس بمدينة حلب
وله من الأولاد إبراهيم ومحمد بهاء ومحمد سعيد وابنتان متزوجتان.
تلقى العلم من مشايخ مدينة حلب ودمشق وكان مولعاً بشيخنا العلامة الإمام عبد الله سراج الدين وكتبه، وكان مواظباً على دروس شيخنا الدكتور نور الدين عتر – حفظه الله – في جامع الرشيد، كما أنه أقام في دمشق فدرَس على شيوخها وتخرّج من كلية الشريعة فيها.
عُيّن خطيباً في جامع الشيخ محمد نجيب خياطة في الفردوس، ثم إماماً وخطيباً في جامع الصدّيق بنفس الحيّ وتعيّن بالتربية فدرّس التربية الإسلامية لأكثر من عشرين سنة معظمها في ثانوية بسام العمر بمدينة حلب، وكان له ساعات تدريس في الثانوية الشرعية في اعزاز بريف حلب الشمالي أيضاً، وله طلاب كثر صاروا في مراكز علمية وتربوية مهمة منهم الدكتور خالد عبد الله والأساتذة: شفيق مصطفى وشاهر عبدو وعبد الله قزاز وغيرهم الكثير
كان الشيخ شديد التواضع والبساطة في التعامل والمعيشة – رغم يُسره الماليّ – محبّاً ومبادراً للعمل الخيري والاجتماعيّ، ذا نشاط علميّ ودعويّ، مهتمّا ً بقضايا الشباب في المدرسة والمسجد وفي الجلسات الخاصة بالبيوت، وكان يزرع في القلوب محبة الله والخوف منه، ويعلِّق القلوب بالله سبحانه، يحضُّ على الالتزام بالصلاة، كثير الحوار مع طلابه ومحبوباً بينهم، ذا عناية بالحديث الشريف وحفظ الآثار، يَدخل حديثُه للقلوب من إخلاصه لله.
لم يمالئ المجرمين أو يتزلَّف لهم بل كان ذا جرأة بكلمة الحقّ وعندما بدأت الثورة المباركة مشى بركب أخوانه العلماء الشرفاء ووقّع على بيان علماء حلب في شهر أيلول/ 2011 وكان سقف البيان عالياً وفي وقت مبكر من الثورة، وفي الفترة الأولى لتحرير حلب الشرقية شارك الشيخ في الجلسات التحضيريّة لتأسيس مجلس القضاء الموحّد ثم لتشكيل الفرق الدعويّة على الجبهات والثغور.
وفي تاريخ 28/11/2012 كان عائداً من زيارة والده بريف حلب ولم تكن الطرق واضحة بين النظام والمحرر فوجد نفسه على حاجز المنارة قرب لواء 80 مع أسرته من النساء والأطفال فأُعتقل مع أخيه الدكتور عبد الغفور (وهو من الأطباء الفضلاء الذين أسّسوا مشفى الزرزور في المناطق الشرقية بحلب أول تحريرها، نزل اسمُه مع قوائم الشهداء الذين يعلن النظام المجرم وفاتهم في السجون في 7/8/2018 رحمه الله رحمة واسعة، وتقبله من الشهداء وجعل مثواه وجميع شهدائنا الفردوس الأعلى وجَبَرَ مصابنا ومصاب أهله فيه.
(المصدر: رابطة العلماء السوريين)