فضل الرّباط في فلسطين
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
إعلموا أيّها الإخوة الأعزّاء أنّ الرّباط في أرض الإسراء هو الإقامة في الثّغور والأماكن التي يخشی علی أهلها من أيّ اعتداء والمرابط هو المقيم فيها والمعدّ نفسه لإعلاء كلمة اللّه والذّبّ عن حياض الدّين والدّفاع عن ديار المسلمين قال تعالی: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ وقال ﷺ: {رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا} وقال ﷺ: {رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ} وقال ﷺ: {كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الْمُرَابِطَ فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْر}
والحقّ يقال يا أبناء الكرام والحلال: إنّ الرّباط هو من أفضل الأعمال التي يبقى ثوابها بعد الوفاة قال ﷺ: {إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ} إنّ الصّدقة الجارية أو العلم الذي ينتفع به أو الولد الصّالح الذي يدعو لأمّه وأبيه ينقطع ذلك كلّه بنفاد الصّدقات وذهاب العلم وموت الولد بخلاف الرّباط الذي يضاعف أجره إلى يوم القيامة فلا معنى للنّماء إلّا المضاعفة وهي غير موقوفة على سبب فتنقطع بانقطاعه بل هي فضل دائم جزيل من ربّ العالمين إلى يوم يبعثون فيكفيك فخرا وشرفا أيّها القابض علی دينك كالقابض علی الجمر أنّك من الآمنين في القبر ويوم الفزع الأكبر في يوم الحشر واستمع لقول خير البشر ﷺ: {مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَأُومِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ وَرِيحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُرَابِطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} وقال رسول اللّه ﷺ: {عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
ونقول بالمختصر: إنّ من واجبك أخي في كلّ مصر الاحتساب والصّبر والرّضا بالقدر وليس الفوز والظّفر وتحقيق النّصر لأنّ هذا كلّه بيد العزيز المقتدر فلا تلتفت لكلام المثبّطين والمتخاذلين وتذكّر قول اللّه أحكم الحاكمين: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ إنّنا نبرق لكم في الختام أيّها الإخوة الكرام تحيّة ممزوجة برائحة الورود والياسمين وخاصّة للصّابرين المرابطين في فلسطين!