مقالاتمقالات المنتدى

فضائل العشر الأوائل (٣)

فضائل العشر الأوائل (٣)

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

قال تعالی: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} وهذه الأيّام المعلومات أيّها الإخوة والأخوات هي العشر الأوائل من شهر ذي الحجّة فينبغي لكلّ مسلم في الأرض السّعي للفوز بجنّة عرضها السّماء والأرض وأن يستغلّ هذه الأوقات بالإكثار من الحسنات قبل مفارقة الحياة! وأفضل الذّكر في الأيّام العشر قول: (لا إلهَ إلّا اللّه وَالحمد للّهِ وَاللّه أكبر) قال نبيّنا سيّد البشر ﷺ: {ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللّهِ وَلا أحَبُّ إلَيهِ مِنَ العَملِ فيهنَّ مِن هذِهِ الأيَّامِ العَشرِ فَأكثروا فِيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّحميدِ} وقد كان أبو هريرة وعبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما يخرجان إلى السّوق ويكبّران ويكبّر النّاس بتكبيرهما في هذه الأيّام العشر! والتّكبير نوعان هما: التّكبير المطلق: وهو الذي يقال في جميع الأوقات ولا يتقيّد بزمن محدّد بل يستحبّ في الصّباح والمساء قبل أو بعد الصّلوات والتّكبير المقيّد: وهو الذي يقال دبر جميع الصّلوات! ويسنّ التّكبير المطلق في عشر ذي الحجّة وأيّام التّشريق ويبدأ التّكبير من ثبوت الشهر إلى آخر أيّام التّشريق أمّا التّكبير المقيّد فيبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيّام التّشريق وقد ورد التّكبير بعدّة صيغ: فعن سلمان الفارسيّ رضي اللّه عنه: {اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ كَبيرا} وعن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه: {اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ لا إِلهَ إلا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ وَللّهِ الحَمدُ} وعن عبد اللّه بن عبّاس رضي اللّه عنهما: {اللّهُ أكبَرُ كبيرا اللّهُ أكبَرُ كَبيراً اللّهُ أكبَرُ وَأجَلّ اللّهُ أكبرُ وَللّهِ الحَمدُ} نعم! ينبغي الإكثار من التّهليل في كلّ يوم لقوله ﷺ: {مَن قالَ: لا إلهَ إلّا اللّهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ وُهُوَ علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ: كانَت لَهُ عَدلَ عَشرِ رِقابٍ وَكُتِبَ لَهُ مِئَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَت عَنهُ مِئَةُ سَيِّئَةٍ وَكانَت لَهُ حِرزًا مِنَ الشَّيطانِ يَومَهُ ذَلكَ حَتَّى يُمسِيَ وَلَم يَأتِ أحَدٌ بِأَفضَلَ مِمَّا جاءَ إلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أكثَرَ مِنهٌ} ومن السّنّة كذلك الإكثار من ذكر اللّه تعالى: لقوله ﷺ: {لَقِيتُ إبراهيمَ لَيلَةَ أسريَ بِي فَقالَ: يا مُحَمَّدُ أقرِئ أمَّتَكَ مِنِّي السَّلامَ وَأخبِرهُمْ أنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّربَةِ عَذبَةُ المَاءِ وَأنَّها قِيعانٌ وَأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ وَلا إلَهَ إلَّا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ} وقال ﷺ: {كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ حَبِيبَتانِ إلى الرَّحمَنِ: سُبحانَ اللّهِ العَظِيمِ سُبحانَ اللّهِ وَبِحَمدِهِ}
اللّهمّ انصر من نصر الدّين واخذل من خذل المسلمين وفرّج كرب المرابطين المنكوبين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى