كتاباتكتابات المنتدى

فضائل العشر الأوائل (١)

فضائل العشر الأوائل (١)

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

إذا ذكرت الشّهور فحيهلا بشهر ذي الحجّة وإذا ذكرت الأيّام فحيهلا بيوم الجمعة وعرفة والعيد وأيّام التّشريق وإذا ذكرت الطّاعات فحيهلا بالصّلاة والصّيام والزّكاة والحجّ والتّلاوة والصّدقات والذّكر والدّعاء والمأثورات! إنّ فضائل العشر الأوائل من ذي الحجّة كثيرة نقتصر على أهمّها: لقد أقسم المولى العظيم وهو لا يقسم إلا بعظيم أقسم بهذه الأيّام في القرآن الكريم فقال: ﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ والمراد بالفجر: فجر أوّل يوم من ذي الحجّة وباللّيالي العشرِ: العشر الأوائل من هذا الشّهر والمراد بالشّفع: يوم النّحر وبالوتر: يوم عرفة وقال تعالى: ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ والشّاهد: يوم عرفة والمشهود: يوم الجمعة وقيل: يوم القيامة وقال تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾ والمراد بهذه الأيّام: العشر الأوائل من ذي الحجّة وقال ﷺ: {ما مِن أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى اللّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشرِ} قالوا: يا رَسولَ اللّهِ وَلا الجِهادُ في سَبيلِ اللّهِ؟ فَقالَ: {وَلا الجِهادُ في سَبيلِ اللّهِ إلَّا رَجُلَاً خَرَجَ بِنَفسِهِ وَمالِهِ فَلَم يَرجِع مِن ذلكَ بِشَيءٍ} وعن حفصة رضي اللّه عنها قالت: {ثَلَاثَةٌ لَم يَكُن يَدَعهُنَّ النّبِيّ ﷺ قَطُّ: صَومُ عَاشُورَاء وَصَومُ العَشرِ أي: العَشرَ الأُوَلَ مِن شَهرِ ذِي الحِجّة وَصَومُ الإِثنَينِ وَالخَمِيس} وقال ﷺ: {ما مِن أيَّامٍ أَعظَمَ عِندَ اللّهِ وَلا أحَبَّ إِلَيهِ مِنَ العَمَلِ فِيهِنَّ مِن هذِهِ الأَيَّامِ العَشرِ فَأَكثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّحميدِ} وعن أبي موسى الأشعريّ رضي اللّه عنه قال: {الدّعاءُ لا يُرَدُّ في عَشرِ ذي الحِجّة} وقال مجاهد: {العَمَلُ في العَشرِ يُضاعَف} وقال سعيد بن جبير: {لا تُطفِئوا سُرُجَكُم لَيالي العَشر} وذهب الإمام ابن تيمية إلى أنّ نهار العشر الأوائل من ذي الحجّة أفضل من نهار العشر الأواخر من رمضان وأنّ ليالي العشر من رمضان أفضل من ليالي العشر من ذي الحجّة ففي رمضان ليلة القدر خير من ألف شهر وفي ذي الحجّة أفضل أيّام السّنة: يوم عرفة ويوم النّحر وأيّام التّشريق وكان أبو هريرة وعبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما يخرجان إلى السّوق في أيّام العشر فيكبّران ويكبّر النّاس بتكبيرهما! فيا أيّها الأخ الموقّر أكثر في هذه الأيّام العشر من قول: اللّه أكبر اللّه أكبر!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى