فتوی شرعيّة بشأن المساعدات لغزّة الأبيّة
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
الحمد للّه وحده والصّلاة علی من لا نبيّ بعده وبعد فإنّ أخذ أيّة نسبة من المساعدات المقدّمة للمتضرّرين هو ربا فاحش محرّم! والحرمة هي لمن يأكلون الرّبا ظلمًا وعدوانًا لا لمن يضطرّون لدفعها للمجرمين بسبب الحاجة الشّديدة للمنكوبين في قطاع غزّة العزّة!
ومن المعلوم أنّ الضّرورة ترفع الحرج والإثم عن المضطر لذلك فحسب وذلك لحاجة النّاس الشّديدة هناك!
والأمر أصبح فيه مبالغة بشكل فاحش جدًّا وفيه استغلال لحاجات المغلوب علی أمرهم من قِبل تجّار الحروب الذين يقومون بتسليمها للنّاس بالحوالات بسبب توقّف البنوك والشّركات الرّسميّة عن العمل المعتاد بسبب هذه الحرب الظّالمة! لقد لجأ عامّةالنّاس هناك إلى التّجار الذين قام أكثرهم باستغلال حاجات المرابطين فزادوا الطّين بلّة والمريض علّة كما يقال!
وحسبنا اللّه ونعم الوكيل ولا حول ولا قوّة إلا باللّه العليّ العظيم! ولاجرم أنّ الضّرورات تبيح المحظورات! ولكنّها لا ترفع الإثم والظّلم عن المرابي المجرم الذي استغلّ حاجات المرابطين المنكوبين المساكين في هذه الظّروف الاستثنائيّة الصّعبة وعن الذي تاجر مع الأسف الشّديد بمعاناتهم وحاجاتهم الضّروريّة ورقص علی جراحاتهم بدل مدّ يد العون لهم ومساعدتهم علی تجاوز محنتهم التي تشيب لها نواصي الولدان وتقشعرّ منها جلود أصحاب الإيمان! واللّه تعالی أعلم وهو وحده الموفّق والهادي إلی سواء السّبيل!