
( فتوی شرعيّة بتحريم الهجرة من الدّيار الفلسطينيّة)!
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)
الحمد للّه وحده والصّلاة والسّلام علی من لا نبيّ بعده أمّا بعد: فقد قال اللّه تعالی: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ وقال تعالی: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {لا تشدّ الرّحال إلا إلی ثلاثة مساجد: مسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد الأقصى} وقال ﷺ: {ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس اللّه وتحشرهم النّار مع القردة والخنازير} وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (أخبر النّبيّ ﷺ أنّ خير أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام بخلاف من يأتي إليه ثمّ يذهب عنه ومهاجر إبراهيم هي الشّام وقد جعل مهاجر إبراهيم ﷺ يعدل مهاجر رسول اللّه ﷺ فإنّ الهجرة إلى مهاجره قد انقطعت بفتح مكّة)! بلادنا فلسطين درّة ديار الشّام بل هي موطن رباط وثغر إلى يوم الدّين! وهي عقر ديار المؤمنين في نهاية الزّمان وإليها المرجع والمآب! وستبقی بإذن المولی عزّ وجلّ إسلاميّة إلی أن يرث الأرض ومن عليها باري البريّة! وفلسطين بارك اللّه أحكم الحاكمين فيها للعالمين لا جرم أنّها وقف إسلاميّ إلی يوم يبعثون! وفيها الطّائفة الظّاهرة المنصورة التي لم -ولن- يضرّها من خذلها أو خالفها وهي قائمة على أمر ربّها ﷻ حتّى يأتي أمر اللّه وهي علی ذلك! وفيها أولی القبلتين وثاني مسجد وضع في الأرض للعابدين وثالث المساجد التي تشدّ إليها رحال عباد اللّه المتّقين إلی فلسطين كانت رحلة الإسراء الشّريف ومن المسجد الأقصی قد تمّ المعراج المنيف! وفي فلسطين ستقوم الخلافة الإسلاميّة! لهذا كلّه يحرم على أيّ فلسطينيّ -مسلم- أن يهاجر منها طواعية! بل ويجب عليه الصّبر والثّبات في أرض الرّباط وله أجر المجاهدين حتّی لو لم يجاهد! لأنّ الرّباط في فلسطين يغيظ المجرمين أو المتربّصين وسيفشل مخطّطات المحتلّين! ونقولها بكلّ صراحة وأريحيّة: إنّنا نمارس في فلسطين شعائرنا التّعبّدية كأيّة منطقة في الكرة الأرضيّة! ها أنا ذا أتحدّی وزارة الأوقاف في أيّة دولة عربيّة أن تسمح لي بأن أخطب (الجمعة) بحرّيّة: كما أخطب في مساجد الدّيار النّابلسيّة! وإنّ من بركات بلادنا المقدّسة أنّ كلّ مدينة من مدن (الضّفّة الغربيّة) فيها أكثر من جامعة! إضافة لدار الإفتاء والمحكمة الشّرعيّة! ولم تحدث فيها حرب طائفيّة بين المسلمين والنّصاری والسّامريّة! وبالرّغم من ما يعانيه الأبطال في زنازين الاحتلال من عذابات ونكد وقهر وألم قد تشيب لسماعها رؤوس الأولاد! إلا أنّ سجون كثير من الدّول العربيّة: كنظام سورية النّصيريّة البعثيّة أسوأ -وربّ البريّة- من النّازيّة! ولا بدّ من التّأكيد في هذا المقام علی أنّ فتوی: (الألبانيّ الإمام) بالهجرة من فلسطين هي فتوی باطلة شاذّة! وقد اجتهد فأخطأ رحمه اللّه! ويتحمّل وزرها جميع من كان سببًا في إصدارها ممّن قد كذب علی الشّيخ! ونفّذ أجندات -مشبوهة خارجيّة- ونجح في إقناعه بأنّ المسلمين بفلسطين لا يسمح لهم بممارسة الشّعائر التّعبّديّة! وممّا يساعد علی ثبات شعبنا في أرضنا مساعدة أغنياء المسلمين في عالمنا لنا! ونقول في الختام بالمختصر: يأثم وقد يكفر الكفر الأصغر: من سيرحل عن مسقط رأسه بأرض المحشر والمنشر ومجرم من روّج للهجرة -من فلسطين- من المشبوهين!! (واللّه تعالی أعلم)!
إقرأ ايضا:المجرمون.. بين جهنم وسقر..!