مقالاتمقالات المنتدى

فتاوى الفتنة

فتاوى الفتنة

 

بقلم د. أنور الخضري (خاص بالمنتدى)

عندما هبت الشعوب للتغيير والتحرر بعد عقود من الحكم الجبري الظالم المفسد المبطل المخالف للدين المعطل لأسباب القوة والتمكين، ابتداء من تونس في ديسمبر ٢٠١٠م، ومرورا بمصر واليمن وسوريا وليبيا عام ٢٠١١م، ظهرت فتاوى منتسبة للدين تحمل بذور التناقض والجهل والغفلة، فتاوى تبارك الثورة في تلك البلدان فيما تراها فتنة في بلدان هي أجدر بغيرها بالتحرر والتغيير وكسر أنظمة الملك الجبري التابع للغرب، والعابث بالثروات، والمضار لكل “جهد إسلامي للنهوض” بماله ومساعيه.

لقد كان من شأن أن تمر ثورات الشعوب إلى منتهاها وتأخذ بقدر الله السنني في الجبابرة الظالمين أن تحطم قلاعا لطالما حسبت على الإسلام فتكشفت عن قلاع كفر وضرار.

إن العلماء الذين لا يقرؤون التاريخ ولا يعلمون السنن ولا يعون أبعاد الواقع علماء “فتنة” وإن لم يقصدوا.

لقد قامت أنظمتهم التي دافعوا عنها بالتآمر على كل الشعوب لتعيد إليها الحكام الظلمة أو تزرع فيها الفتن وتنشر فيها الخوف والرعب، إلى حد دعم كل المجرمين والمفسدين، بل وإعانة الغرب في تدمير مقدراتها.

ثم عادت تلك الأنظمة لتتبنى الكفر والفجور والموالاة للأعداء صهيونيهم صليبيهم وصفويهم، دون خجل ولا خوف.

لهؤلاء العلماء والدعاة الذين لم يكونوا على مستوى هبة الشعوب لقد كادت الأمة أن تنجح لولا فتاواكم المضللة والتي لم تكونوا فيها مصيبين بل صابئين عن الحق مخطئين فيه.

لم تدافعوا عن مقتل عثمان بل عن مقتل الأسود العنسي.. وها هو حال الأمة بين أيديكم. فمن الذي أوقعها في الفتنة؟!

(صور الدمار في سوريا وليبيا واليمن لا من أثر الثورات ولكن من أثر الثورات المضادة وما جاء بعدها)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى