
غزة.. وأصحاب الأخدود..!!
بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)
( قُتِلَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ، ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ، إِذۡ هُمۡ عَلَيۡهَا قُعُودٞ، وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُهُودٞ ).. ربما يعرف الجميع، قصة أصحاب الأخدود، والتي جاءت في سورة البروج من القرآن الكريم.. وأمام ما يحدث في غزة، يمكن القول بأن أخدود غزة، هو الأكثر قسوة ودموية في التاريخ..
قديما حفر الملك الظالم وجنوده، مساحة في الأرض على شكل مستطيل، وأشعلوها بالنيران.. بالتأكيد، أخذت وقتاً في الحفر والتجهيز بالنيران.. لكن في زمن التكنولوجيا القاتلة، الأمر في غزة، أقسى من ذلك الأخدود، سواء من حيث التجهيز، أو من حيث النتائج.. اليوم طائرات العدو، تقصف مربعات كاملة، مخلفة وراءها حفراً عميقة، وناراً قد تصل إلى الغيوم والسحاب في السماء، من شدتها وقوتها..
لك أن تتخيل، كم هي الأخاديد التي حفرتها طائرات العدو في قطاع غزة، خاصة إذا ترافق هذا الحفر، مع ما يسميه أهل غزة ” بالحزام الناري “.. بمعنى آخر ، في منطقة مثل الشجاعية في الأمس، كانت المجزرة.. وكان الأخدود الجديد.. وقبلها أخدود رفح وخانيونس، وجباليا وبيت لاهيا..وووووالخ كل تلك الأخاديد التي حفرتها طائرات الإحتلال، بدعم أمريكي كامل، وتغطية سياسية شاملة عن كل جرائم الإحتلال.. هي أسوأ من الأخدود القديم..
أصحاب الأخدود قديماً، تمت مساومتهم، إما النار، أو العودة إلى الملك الظالم، الذي كان يعتبر نفسه إلهاً لهم، قبل أن ينحازوا إلى الله الواحد، الحاكم الآمر، الناهي في هذا الكون.. فكان موقف أهل الأخدود، أنهم لم تُخِفْهم تهديدات الملك القاتل.. فاختاروا نار الدنيا، على أن يكونوا في الجنة مقابل توحيدهم وثباتهم على موقفهم.. حتى تلك الأم التي كانت تحمل طفلها الرضيع، وأشفقت عليه من أن تأخذه معها إلى نار الأخدود، فترددت للحظات، حتى نطق الرضيع بأمر الله ” يا أماه ألست على حق..؟؟ قالت بلى.. قال: فامض ولا تخافي ولا تترددي..” هذا حال أهل غزة اليوم.. أمام كل ما يحاك ضدهم، يبقى لسان حالهم، ألسنا على حق..؟؟ بلى يا أهل غزة الأبطال.. فأنتم الأحرار.. وسماسرة الأوطان، وتجار الدم هم العبيد.. هذا الأخدود الكبير، والذي يتكرر في كل ساعة في غزة، لا بد أن ينتهي.. فغزة، كما أهل الأخدود، هي في عين الله ورعايته.. مهما كانت التضحية كبيرة وعالية.. فإن الله لن يخذلها.. مهما كانت درجة الخذلان من أمة كانت يوماً، هي خير أمة أخرجت للناس.. فإن غزة ستنتصر.. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح ثبات أهل الأخدود.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .
إقرأ أيضا:غضب شعبي عالمي في عدد من العواصم تنديدًا بالعدوان على غزة ودعمًا للشعب الفلسطيني