غزّة أعظمُ مدرسةٍ في العصر الحديث:
بقلم الشيخ:
عارف بن أحمد الصبري (نائب رئيس هيئة علماء اليمن). (خاص بالمنتدى)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين:
وبعد:
فهذه بعض الدروس التي تعلمناها من غزة:
علمتنا غزة الطريقَ الوحيد الصحيح للعزة والكرامة والنصر والتحرر.
علمتنا غزة أن الكفر ملةٌ واحدة.
وأن الكفار أعداءٌ لله ولرسوله وللمؤمنين ولكل خيرٍ وفضيلةٍ.
علمتنا غزة أن الكفار لا عهد لهم ولا ذمة، وأنهم أدعياء الحقوق والحريات، وأنهم يكيلون بمكيالين.
علمتنا غزة أن الكفار لا يمنعهم عن قتلنا إلا العجز، وأنه لا ينفع معهم إلا القوة، وأن العالم لا يحترم إلا القوي.
علمتنا غزةُ أن العملاء، والخونة هم أكبر آفات الشعوب.
علمتنا غزةُ أن أول واجبات المعركة مع الكافرين هي التخلص من المنافقين.
علمتنا غزة أن من أعظم الواجبات هو توحيد الصفوف وجمع الكلمة، وأنه لا سبيل إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف وتأليف القلوب إلا بالإسلام.
علمتنا غزة أن الحاضنة الشعبية المؤمنة هي صمام الأمان للمجاهدين.
علمتنا غزة بأن التربية الإيمانية قد أوصلت الشعب الغزي برجاله ونسائه وكباره وصغاره إلى مرحلة الاستعلاء على الكافرين، والاستعصاء على المستكبرين.
علمتنا غزة أن اليهود والأمريكان وأذنابهم عجزوا عن أن يجدوا في غزة عميلاً أو خائناً.
علمتنا غزة أعظم الدروس في الصبر والتضحية والثبات.
علمتنا غزة المحاصرةُ براً وبحراً وجواً أن الإعداد ممكن مهما كانت الظروف، والعوائق، والتحديات.
علمتنا غزة معنى العزة والرجولة والكرامة والحرية، والاستعلاء بالإيمان بالله رب العالمين.
علمتنا غزة كيف تكون الشعوب الحيَّة، وكيف تُبنى الجيوش.
علمتنا غزة كيف يكون العلماء، وكيف يكون القادة والزعماء، وكيف يكون ولاة الأمر.
علمتنا غزةُ أعظم درس عمليٍ في الجمع بين التوكل على الله وبين الأخذ بالأسباب.
علمتنا غزة معنى التوكل على الله وحسن الظن به، واليقين والثقة بنصر الله.
لقد أحسن الغزيون عرض الإسلام، فكانوا من أفضل من دعا إلى الله.
لقد رأينا في غزة المعجزات والكرامات لأولياء الله.
إن غزة من أعظم المدارس العملية المعاصرة في العقيدة الصحيحة والولاء والبراء، والصبر والثبات.
علمتنا غزة معنى المروءة فلم يسيؤوا لنا وقد خذلناهم وتآمرنا عليهم، أحسنوا إلينا مع كل ما لحقهم منا من الأذى والخذلان.
لكن غزة مع هذا كله وبكل أدبٍ كشفوا سوآت الخانعين، وفضحوا المنافقين، ورفعوا اللثام عن أدعياء العلم بالدين.
كشفت غزة أن الصهاينة نمرٌ من ورق، وأن أمريكا بلطجي يتنمر على الضعفاء.
كسرت غزة هيبة القوة العظمى وأسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
علمتنا غزة أن ثبات أهلها أقوى من الأسلحة النووية، والصواريخ الذكية، وحاملات الطائرات، وغيرها من الأسلحة التي لم يشهد لها العالم مثيلاً.
إن غزة بحقًّ هي أعظم مدرسةٍ في التأريخ الحديث.
إن طوفان الأقصى قد أتى بمشيئة الله على كل شيءٍ، وإن ما بعده ليس كما قبله.
إنه الطوفان الذي سيغير بإذن الله خارطة الكرة الأرضية السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية.
إنه الطوفان الذي سيعيد بمشيئة الله تعالى رسم الحدود الجغرافية والتحالفات.
إن المحروم المخذول الذي لم يستفد من مدرسة غزة.
والحقيقة لقد وقف العالم كله ضد غزة وصمد الغزيون وحدهم في وجه العالم، فكان النصر خالصاً لأهل غزة من دون الناس.
إنه النصر المؤزر المبين لأهل غزة في الحرب الكونية، على أعتى قوة عرفتها البشرية.
إنه النصر في معركة الكفر والإيمان، وفي معركة الحق والباطل.
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والفضل كله لله والحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات.
اقرأ أيضا: بشرى الفتح المبين (1)