أخبار ومتابعاتمتابعات

غزة.. جيش الاحتلال دمّر 738 مسجداً و3 كنائس تدميراً كلياً منذ 7 أكتوبر

غزة.. جيش الاحتلال دمّر 738 مسجداً و3 كنائس تدميراً كلياً منذ 7 أكتوبر

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع أنواع القصف والتدمير في غزة طوال أكثر من 15 شهراً، مستهدفاً المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المساجد والكنائس العريقة التي كانت ولا تزال تحمل في طياتها جزءاً من ذاكرة وتاريخ الشعب الفلسطيني.

ولم ينجُ مكان للعبادة سواء للمسلمين أم المسيحيين من الضربات الجوية والمدفعية لجيش الاحتلال، ما أسفر عن دمار مروع وخسائر بشرية فادحة.

ولم تكتفِ القوات الإسرائيلية بالاعتداء على المباني الدينية، بل تجاوزت ذلك إلى ارتكاب جرائم قتل بحق علماء الدين وأئمة المساجد.

738 مسجداً سُوّيت بالأرض

وفي هذا السياق، قال متحدث وزارة الأوقاف بقطاع غزة، إكرامي المدلل، إن صواريخ وقنابل الاحتلال سوّت 738 مسجداً بالأرض ودمرتها تدميراً كاملاً من أصل نحو 1244 مسجداً في قطاع غزة، بما نسبته 79%.

وأضاف المدلل: “تضرر 189 مسجداً بأضرارٍ جزئية، ووصل إجرامُ الاحتلال إلى قصف عدد من المساجد والمصليات على رؤوس المصلينَ الآمنين”، مشيراً إلى أن الاحتلال دمّر أيضاً 3 كنائسَ في مدينة غزة. تدميراً كلياً.

كما استهدف الاحتلال 32 مقبرة منتشرة بقطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، وفق المدلل.

وأكد المدلل أن “استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حرب الاحتلال الدينية، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية والقوانين الدولية والإنسانية”.

ولم يكتفِ جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدمير المساجد، بل قتل 255 من العلماء والأئمة والموظفين التابعين لوزارة الأوقاف، واعتقل 26 آخرين، وفق المتحدث.

أبرز المساجد والكنائس التي طالها التدمير خلال الإبادة على غزة:

المسجد العمري الكبير

يُعد من أقدم وأعرق مساجد مدينة غزة وأكبرها، ويقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من السوق القديم، تبلغ مساحته 4 آلاف و100 متر مربع، مع فناء بمساحة ألف و190 متراً مربعاً.

وفي تاريخه الطويل، تحول الموقع من معبد فلسطيني قديم إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي. وسُمي تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب.

وتعرض المسجد للتدمير عدة مرات عبر التاريخ نتيجة الزلازل والهجمات الصليبية، وأعيد بناؤه في العصور المختلفة، من العهد المملوكي إلى العثماني. ثم تعرض للدمار مجدداً في الحرب العالمية الأولى، ورُمم لاحقاً في العام 1925.

مسجد السيد هاشم

يقع في حي الدرج شرقي مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، الذي ارتبط اسمه بالمدينة “غزة هاشم”.

وتعرّض المسجد لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر/كانون الأول 2023.

مسجد كاتب ولاية

يشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس، ويعد من المساجد الأثرية المهمة بغزة، وتٌقدر مساحته بنحو 377 متراً مربعاً.

يرجع تاريخ بناء المسجد إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي 1309و1341 ميلادية.

وتعرض لقصف مدفعي إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن تعرضه لأضرار جسيمة.

المسجد العمري (جباليا)

يعد مسجد جباليا أحد أقدم المعالم التاريخية في البلدة، يُطلق عليه سكان المنطقة “الجامع الكبير” ويتميز بطرازه المعماري المملوكي.

وتعرّض المسجد للتدمير عدة مرات، آخرها في حربَي 2008 و2014، ورغم ذلك بقي رمزاً مهماً للمنطقة.

الكنائس التي دمرها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة:

كنيسة القديس برفيريوس

تعد أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، إذ يعود تاريخ تأسيسها للقرن الخامس الميلادي، وتقع في حي الزيتون، وسميت نسبة إلى القديس برفيريوس، إذ تحتضن قبره.

تعرّضت للاستهداف المباشر لأكثر من مرة، الأول كان في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما تسبب بدمار كبير، والثاني في 19 من الشهر ذاته ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، وأدى لوقوع عدد من القتلى والجرحى من النازحين الذين كانوا بداخلها.

كنيسة العائلة المقدسة

تعد كنيسة العائلة المقدسة الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وكانت مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال فترة الإبادة، وتعرضت للقصف الإسرائيلي، ما أسفر عن أضرار جسيمة.

جرى تأسيسها في أوائل القرن العشرين، على يد الرهبان الفرنسيسكان، وتعد مكاناً مهماً للمسيحيين في غزة، إذ تُستخدم لأغراض العبادة وتقديم الدعم الروحي للمجتمع المسيحي الفلسطيني. كما كانت مركزاً ثقافياً ومجتمعياً، توفر العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية للمجتمع المسيحي في المنطقة.

كنيسة المعمداني

تتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، فقد جرى تأسيسها عام 1882 ميلادية على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.

وارتبط اسم الكنيسة خلال الحرب بمجزرة مروعة، إذ تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفر عن استشهاد نحو 500 فلسطيني من المرضى والنازحين الذين كانوا في المستشفى.

وفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوماً، يجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى